سوريون يواجهون اليأس والأخطار بينما يحاولون الوصول إلى اليونان
سوريون يواجهون اليأس والأخطار بينما يحاولون الوصول إلى اليونان
أثينا، اليونان، 2 يناير/كانون الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - يجلس ثمانية رجال سوريين وفلسطينيين في قبو في أثينا ويتبادلون قصص فرارهم من الحرب في سوريا ومحاولاتهم للوصول إلى بر الأمان في أوروبا. لكل لاجئ قصة مختلفة يخبرها، ولكن ما يجمعهم هو اليأس والخطر الذي واجههم أثناء العبور إلى اليونان.
يخبر أحمد* الآخرين بأنه حاول الوصول من تركيا إلى اليونان في الليل في قارب يحمل على متنه 34 لاجئاً سورياً آخر، بينهم أربعة أطفال صغار وشخص بُتر طرفان من أطرافه. وفجأةً، ظهرت في الظلام سفينة لخفر السواحل اليوناني على متنها رجال مقنعون قاموا بفكّ المحرّك ورموه في عرض البحر.
وعندما حاول أحمد وبعض السوريين الآخرين الصعود إلى سفينة خفر السواحل، ضُربوا بقوة. يتذكّر قائلاً: "أخبرناهم أننا سوريون. وإذا قمتهم بإعادتنا فسنموت هناك. فأجابوا، 'فلتموتوا، لا تأتوا إلى هنا.' ولم يبدُ الخوف أو التعجب على وجوه الموجودين في المكان، بل أخذوا يضحكون بينما أخبرهم أحمد كيف أن رأسه تورّم من الضرب حتى إنه نقل إلى المستشفى في وقت لاحق.
تم ذلك بعد أن سُحب قارب أحمد إلى المياه التركية حيث تقاذفته الأمواج إلى أن وجده خفر السواحل التركي. كانت تلك المحاولة الثالثة لأحمد للوصول إلى اليونان من تركيا. ففي شهر مايو/أيار، عبر نهر إيفروس مع اثنين من أصدقائه وتمكّنوا من الوصول إلى مدينة أورستياذا قبل أن يتم اعتقالهم وهم يشترون بطاقات للقطار المتوجه إلى أثينا. احتجر الثلاثة لوقت قصير ثم أعيدوا إلى تركيا عبر النهر.
تخلى عن المحاولة الثانية بعد أيام لأن منسوب مياه النهر كان بالغ الارتفاع وشكل عبوره خطراً كبيراً. وفي شهر يونيو/حزيران، قام بالمحاولة الرابعة على متن قارب متوجه إلى جزيرة ساموس اليونانية. ولكن هذه المرة، أنقذهم خفر السواحل اليوناني وأخذهم إلى جزيرة ساموس، ووفر العلاج في المستشفى لسوريين مريضين كانا على متن القارب.
ولكن الحياة صعبة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتمكنون من الوصول إلى اليونان بعد فرارهم من الاضطهاد والعنف في بلدان كسوريا، وأفغانستان، والصومال والعراق. فالرجال الثمانية الذين يعيشون في غرفة داخل قبو صغير في أثينا، يتشاركون دفع 400 يورو شهرياً، وينامون على فرش رقيقة. ولا يملك أي منهم وظيفة ثابتة ولا يعلمون كيف سيتمكنون من دفع إيجار الشهر المقبل.
لا يعتزم أحد منهم البقاء في اليونان. فالكثيرون يخططون للانتقال إلى بلدان كألمانيا والسويد. لكن الطريق إلى هذه البلدان مليئة أيضاً بالعوائق. يرغب رضوان*، 23 عاماً من دمشق، في الذهاب إلى السويد أو النرويج. ويقول إنه تم توقيفه مع شخصين آخرين في شهر يونيو/حزيران الماضي، واعتقلوا بالقرب من الحدود الصربية بعد العبور من شمال اليونان إلى جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة. وبعد أن عاد إلى أثينا، يقول إنه يخطط ليحاول المغادرة مجدداً - إلى أي مكان غير اليونان.
على الرغم من معاناتهم، يعترف الرجال بالمصاعب التي يواجهها أيضاً الكثير من اليونانيين. ويقول فريد* وهو في العقد الرابع من العمر، وأكبر الرجال الثمانية عمراً: "الناس طيبون والمدينة جميلة لكن الوضع سيئ جداً." لفريد خمسة أطفال في سوريا يحتاجونه ليعيلهم وهم يعيشون حالياً لدى أشخاص آخرين من العائلة بينما يحاول هو إيجاد طريقة لإعادة بعض الاستقرار إلى حياتهم.
وبصفته محامياً، يقول فريد إن حياته في مدينة حمص في غرب سوريا كانت جيدة جداً قبل الحرب. ولكنه يقول "لقد خسرنا كل شيء. خسرنا عملنا. ولم نعد نملك دخلاً أو موارد" منذ عامين أو ثلاثة. لذا باع منزل العائلة والسيارة ودفع مبلغاً من المال لأحد المهربين في تركيا ليأخذه إلى اليونان وهو يبحث حالياً عن طريقة للذهاب إلى السويد.
الرجال الثمانية في أثينا محظوظون بطريقة أو بأخرى. ويخبر شبان سوريون من مجموعة أخرى قصصاً عن محاولاتهم الفاشلة، بينما يشربون الشاي في مدينة إزمير التركية وينتظرون العبور إلى أوروبا. يخبر الكثيرون بينهم قصصاً عن منعهم بعنف من الدخول إلى أوروبا أو عن إعادتهم إلى تركيا.
في ظل عدم وجود نهاية منظورة للأزمة السورية، ومع توفر القليل من الطرق القانونية للدخول إلى أوروبا، سيستمر المزيد من الأشخاص في القيام برحلات خطيرة عبر البحر من تركيا إلى اليونان أو من شمال إفريقيا إلى جنوب أوروبا بحثاً عن الاستقرار والأمن ولم شمل العائلة وعن فرصة تمكنهم من دعم أفراد العائلة في وطنهم.
* تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية
بقلم دونكان برين في أثينا، اليونان