سكان مدينة رومانية ينظمون حفلاً متعدد الثقافات دعماً للاجئين
سكان مدينة رومانية ينظمون حفلاً متعدد الثقافات دعماً للاجئين
يجتمعون في منزل صغير في حي لوزفين التاريخي. تختلط أصوات اللاجئين والسكان بصوت موسيقى الروك الحية. يسأل أحد المضيفين: "من أين تأتون؟" وترتفع الأيدي: "أفغانستان، رومانيا، العراق، روسيا، نيجيريا، سوريا، المغرب".
أهلاً بكم في أفضل حفل متعدد الثقافات في تيميشوارا.
تقول فارشتا من أفغانستان: "تذوقي هذا الأرز مع الزبيب. أعدته والدتي"، وأخذنا نتحدث. أردت أن ألتقي بها في اليوم التالي لنحتسي القهوة، ولكنها ستكون منشغلة بتقديم امتحان مهم لدورة الكومبيوتر التي تخضع لها في الجامعة.
الغرفة مليئة باللاجئين الذين يحاولون بناء حياة جديدة وناجحة في رومانيا وبالسكان مثل منظم الحفل فلافيوس إليوني-لوغا من جمعية AIDRom التي تدعمهم من خلال تقديم المشورة والصفوف والسكن والفعاليات المتعددة الثقافات.
وعلى الرغم من أنه مهندس مدني مؤهل، يحلم زاهر حالياً في القيام "بشيء اجتماعي، يساعد من خلاله اللاجئين هنا". وتحدثنا عن أفكار لموقع إلكتروني يروي قصصهم. وقد يشكل "قصص تيميشوارا" عنواناً مناسباً. وهكذا، على طاولة ذاك المقهى، ولدت "قصص تيميشوارا" كصفحة على فيسبوك في البداية.
وفي العودة إلى بيت AIDRom، يستمتع اللاجئون مع الأطفال الصغار بأنشطة ابتكارية في فترة بعد الظهر مع سيمونا إليوني-لوغا، وهي أخصائية في علم النفس والمعالجة بالفن. وباستخدام ورق الحمام والورق الملون، يصنعون الحيوانات كالأرانب والبطاريق والقنافذ.
فهيمة، والدة فارشتا التي أعدت الأرز والزبيب للحفل، موجودة مع ابنتها الصغيرة فرنات البالغة من العمر 9 أعوام والتي تقوم بلصق ذيل مصنوع من الصوف على رسم أرنب زهري اللون.
تقول فهيمة: "نحن نحب المجيء إلى هنا، فالجو هادئ. وقد مرت عائلتنا بوقت صعب".
فهيمة، وهي أخصائية في البيوكيمياء، وزوجها عبدول، مهندس وصحفي، قررا مغادرة أفغانستان منذ عامين عندما أصبح الوضع في مدينتهما هيرات عنيفاً، وانضما إلى الأقارب المتواجدين في رومانيا. وتقول: "توفي شقيقي وشقيقتي جراء انفجار هناك".
" نحن نريد عيش حياة جديدة وسليمة وطبيعية ونريد أن نفرح ونبتسم".
لم تكن الحياة في رومانيا سهلةً، فقد أصبح عبدول يعمل في غسيل السيارات. ويعمل ابنهما البكر في أحد مطاعم الوجبات السريعة. ويذهب الولدان الأصغر سناً إلى المدرسة. وتدرس فارشتا البالغة من العمر 19 عاماً في جامعة غرب تيميشوارا، بينما تعمل بدوام جزئي في أحد متاجر الأحذية.
انتهت امتحانات نهاية العام الأول، وقد نجحت. مبتسمةً، تخرج من المكتبة مع صديقتها ليلى البالغة من العمر 25 عاماً التي تأتي من أفغانستان أيضاً. إن الفتاتين في الصف نفسه، وتدرسان المعلوماتية وهندسة البرمجيات. وقد نجحت ليلى أيضاً المتزوجة والتي لديها إبن في السادسة من العمر.
تقول ليلى: "إخترنا تكنولوجيا المعلومات لأنه يمكننا إيجاد فرص عمل جديدة. ولكن الأهم من ذلك، أردنا القيام بشيء جديد وحديث، غير متعلق بالماضي".
فالماضي ليس ملهماً على الإطلاق. وتتذكر فارشتا "الرجال ذوي اللحى" (طالبان) الذين كانوا يدفعون والدتها. وقد شهدت ليلى أسوأ من ذلك وهي من أقلية الهزارة. وتقول: "كانت طالبان توقف حافلة المدرسة وتختار الطلاب الذي ينتمون إلى الهزارة وتطلق النار عليهم".
كان الأمل في إيجاد عمل في أفغانستان مستحيلاً تقريباً على النساء. وتقول فارشتا: "من الصعب الحصول على وظيفة هناك لأنه يجب على الرجال مرافقة النساء للذهاب إلى عملهن. وهناك محسوبية وفساد في سوق العمل".
وتقول ليلى: "سئمنا من كل ذلك. نحن نريد عيش حياة جديدة وسليمة وطبيعية ونريد أن نفرح ونبتسم". ويدعم الرجال في عائلتهما طموحاتهما.
تقول ليلى: "إن زوجي سعيد من أجلي. ويريد الدراسة أيضاً لكنه يرفض قائلاً "كلا، لا أستطيع، حاولي أنت، ربما سيأتي دوري في المستقبل". إنه رجل صالح".
ينتظر فارشتا وليلى عمل شاق للحصول على شهادتيهما. وهما تهدفان إلى العمل في شركات كبيرة، أو من المحتمل أن تبدآ بعملهما الخاص.
وبالنسبة إلى اللاجئين، فإن الأمر لا يتعلق بالاحتفال فقط بل ببناء العلاقات والتواصل الاجتماعي لمستقبل ناجح في رومانيا.