المفوض السامي غوتيريس يناقش العودة الطوعية والنزوح مع القادة في أفغانستان
المفوض السامي غوتيريس يناقش العودة الطوعية والنزوح مع القادة في أفغانستان
كابول، أفغانستان، 15 مايو̸أيار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - أشاد المفوض السامي للأمم الشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس بالتزام الحكومة الأفغانية الجديدة بحل مشاكل النزوح الداخلي وإعادة إدماج اللاجئين العائدين، واصفاً ذلك بالأمر المهم بالنسبة للمنطقة بأسرها.
وفي زيارته الخامسة للبلاد، التقى غوتيريس يومي الأربعاء والخميس شركاء المفوضية في الحكومة، والمجتمع الدولي والأمم المتحدة وأفراداً من موظفيها لمناقشة وضع العائدين في أفغانستان، والنازحين داخلياً، واللاجئين حديثاً من باكستان والذين تستضيفهم أفغانستان.
وتواجه المفوضية في أفغانستان تزايداً كبيراً في أعداد العائدين، وارتفاعاً في عدد النازحين داخلياً نتيجة استمرار حالات الطوارئ والأزمة الأولى للاجئين في جنوب شرق أفغانستان. واشتدت هذه التحديات مع الهجوم على أحد المطاعم في كابول بينما كان غوتيريس في العاصمة، ما أدى إلى مقتل خمسة أفغانيين وتسعة أجانب على الأقل.
وعلى الرغم من المشاكل، أشار المفوض السامي إلى الفرص المتاحة لهذه الحكومة خلال عامها الأول البالغ الأهمية. وتقوم وزارة اللاجئين والعودة، بدعم من المفوضية، بوضع استراتيجية للعودة الطوعية وإعادة إدماج اللاجئين الأفغان. وتخطط أفغانستان، بالتعاون مع باكستان والمفوضية، لوضع حزمة معززة من المساعدات الخاصة بالعودة إلى الوطن.
إضافة إلى ذلك، تقوم الحكومة الأفغانية بوضع لائحة مشاريع لدعم إعادة إدماج العائدين. وللمرة الأولى، أصبحت أفغانستان دولة مضيفة للاجئين، وتنظر في وضع قانون للاجئين.
وصرّح غوتيريس قائلاً: "هذه هي الزيارة الأكثر إيجابية التي قمت بها، وأنا متحمس جداً لالتزام حكومة أفغانستان." وقال الرئيس أشرف غني للمفوض السامي بأنه يرغب في رؤية نهاية لأزمة النازحين داخلياً في حين تعهد الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية، عبدالله عبدالله، بتقديم الدعم الكامل لعمل المفوضية.
"في هذه الزيارة، أشعر بالحماسة وبالإيجابية بوجود رئيس، ورئيس تنفيذي وحكومة ملتزمة تماماً بمعالجة مشاكل إعادة الإدماج والنزوح... فذلك ليس مهماً للشعب فقط بل للدول المجاورة أيضاً."
وصرّح نائب وزير الخارجية الأفغاني، حكمت خليل كرزاي بعد لقائه غوتيريس قائلاً: "لقد قررت الحكومة الجديدة حل المشاكل؛ وفي حال لم تتمكن من ذلك، فستضع الأسس لمعالجتها."
وناقش غوتيريس في اجتماعاته بوزير اللاجئين والعودة، سيد حسين عليمي بلخي، ووزير إعادة التأهيل والتنمية الريفية ناصر أحمد دوراني، أهمية زيادة فرص الحصول على الأراضي والمأوى وسبل كسب العيش، مع معالجة مسألة التحضّر في الوقت عينه.
وقال المفوض السامي: "ناقشت مع وزير اللاجئين والعودة، ووزير إعادة التأهيل والتنمية الريفية مسألة استغلال قدراتهما وتآزرهما لترجمة المبادرات والاستراتيجيات السياسية إلى أفعال، وبذل الجهود في سبيل المساعدة على دعم المجتمعات الأفغانية في باكستان وإيران".
وأضاف أن إيجاد بيئة مؤاتية للعودة - وفرص عمل وخدمات أساسية وفرص لتحقيق الاكتفاء الذاتي - سيساعد المفوضية في الحفاظ على أماكن لجوء للأفغان الذين لا يزالون يعيشون في الخارج. وتعمل المفوضية على إدراج احتياجات العائدين واللاجئين والنازحين داخلياً في البرامج الإقليمية والوطنية.
وصرّحت مايا أميراتونغا، ممثلة المفوضية في أفغانستان، قائلةً: "ستعقد المفوضية الأسبوع المقبل، إلى جانب جمهوريات أفغانستان وإيران وباكستان الإسلامية اجتماعاً رباعياً لمناقشة استراتيجية الحلول للاجئين الأفغان، وهي عبارة عن جهد مشترك لحشد الموارد لحزمة العودة وإعادة الإدماج المعززة، وأهمية ضمان عودة طوعية وكريمة وآمنة."
وشدد المفوض السامي على التزام المفوضية المستمر بشعب أفغانستان، مشيراً إلى أنها بدأت العمل مع اللاجئين الأفغان في أواخر سبعينيات القرن العشرين. وأعلن أن الاجتماع السنوي للجنة التنفيذية للمفوضية سيناقش وضع اللاجئين الأفغان في جزئه الرفيع المستوى من أجل تركيز الوعي بهذه القضية.
هذا وقد عاد طوعاً أكثر من 24,000 لاجئ أفغاني بمساعدة المفوضية خلال هذا العام. ومنذ مارس̸آذار 2002، عندما أُطلقت عملية العودة الطوعية الحالية، عاد حوالي 5.8 مليون أفغاني طوعاً من باكستان، وإيران ودول لجوء أخرى، في إطار أكبر عملية عودة إلى الوطن في العالم.
تنسق المفوضية أيضاً، باعتبارها شريكة في رئاسة فرقة العمل الخاصة بالنازحين داخلياً، عملية تقديم المساعدة لحوالي 850,000 نازح داخلياً، وتدعم أفغانستان في تأمين اللجوء لحوالي 200,000 لاجئ.