سكان الموصل يبدأون بإعادة البناء وسط دمار الحرب
سكان الموصل يبدأون بإعادة البناء وسط دمار الحرب
الموصل، العراق - مع اندلاع معركة الموصل في العام الماضي، طرد رباح محمود علي وأسرته من منزلهم على يد مجموعات مسلحة.
وبعد استعادة القوات العراقية السيطرة على المدينة، عادوا ليجدوا أن السقف والطابق الأول من منزلهم قد تضررا بشدة جراء القنابل وأن ممتلكاتهم قد نهبت وجميع النوافذ قد تحطمت.
ولكن نظراً لعزمه على استعادة حياته القديمة، اقترض علي بعض المال وشكل فريقاً من عمال البناء لإصلاح الأضرار، ويقول: "لقد وقعت في الديون بسبب كل أعمال البناء ولكنني متفائل بالمستقبل".
أعلنت الحكومة العراقية انتصارها في الموصل في 9 يوليو. ومدرس الفيزياء الذي يبلغ من العمر 58 عاماً هو من بين عشرات الآلاف من المقيمين في المدينة العراقية الثانية التي تعرضت للقصف، والذين صمموا على العودة إلى منازلهم وإعادة فتح متاجرهم ومؤسساتهم واستعادة نظام حياتهم.
وتظهر إحصائيات الحكومة العراقية أن 176,150 رجلاً وامرأة وطفلاً نزحوا من شرق الموصل بعد أن شنت القوات العراقية عملية في أكتوبر الماضي لاستعادة السيطرة على المدينة.
ولكن منذ استعادة القوات السيطرة عليها، عاد ما يقارب 90% من السكان النازحين - أو 157,341 شخصاً - إلى مناطقهم الأصلية.
عندما استولى المسلحون على الموصل في عام 2014، بدأوا بإغلاق المدارس أو السيطرة عليها وتطبيق المناهج الدراسية الخاصة بهم، فسحب معظم الأهالي أطفالهم تماماً من المدارس، خشية تأثرهم بالمتطرفين. إلا أن المدارس المحلية بدأت الآن تستعيد وضعها الطبيعي.
"كلنا نأمل ونريد أن تعود الموصل لسابق عهدها"
يشعر علي بالسعادة لأنه يستطيع التعليم من جديد ويقول بأن طلابه كانوا متحمسين جداً لمتابعة دراستهم.
قال: "أستطيع أن أرى في عيون طلابي الآن التصميم على الدراسة. يبدو أن الناس يبدأون حياة جديدة."
ترك القتال العنيف العديد من شوارع غرب الموصل في حالة دمار. ولكن الأضرار التي لحقت بالجزء الشرقي من المدينة لم تكن بهذا الحجم. وفي حي الخضراء، عادت غالبية الأسر وهي تقوم بإصلاح أو إعادة بناء منازلها أو مؤسساتها المدمرة.
مع عودة الوضع الطبيعي إلى المنطقة، تضاعف عدد السكان، وفقاً لما ذكره موظفو جمعية أيادي الرحمة الإنسانية، وهي شريك للمفوضية في مجال الحماية. والعديد من الوافدين الجدد هم عبارة عن عائلات من غرب الموصل اختارت الانتقال للعيش مع أقاربها أو أصدقائها في شرق المدينة، بدلاً من الانتقال إلى مخيمات اللاجئين.
ومن بين الذين لجأوا إلى شرق الموصل، صاحب مطعم سابق يدعى تيسير محمد محمود وقد وصل مؤخراً مع زوجته وطفليه وشقيقه وأمه.
وقال محمود بأن الأسرة التي هي في الأصل من البلدة القديمة استخدمت كدروع بشرية من قبل المسلحين واضطرت للانتقال إلى منطقة أخرى عاشت فيها مع 10 أسر أخرى في قبو لمدة خمسة أشهر.
وقال محمود الذي فقد منزله في القتال: "الحمد لله أننا هنا. سنحتفل بولادة جديدة. أول ما قمت به هو الحلاقة. لكننا سنحتاج إلى المساعدة ... المساعدة في العودة وإعادة البناء والعودة إلى العمل".
"نحن مشتتون في الوقت الراهن ولكننا نريد العودة إلى هنا والعيش معاً"
وقد أعيد فتح العديد من المحلات التجارية والأسواق في شرق الموصل، بما في ذلك مقاهي الأراكيل ومحلات الأثاث وصالونات الحلاقة. وفي زاوية أحد الشوارع، تجمع عدد من الأشخاص في موقع يجري إصلاحه.
وقال عياد أحمد علي البالغ من العمر 25 عاماً: "نحن نخطط لإعادة بناء أربعة متاجر ومنزل العائلة في الخلف. سيكلفنا ذلك الكثير - ربما 200 مليون دينار عراقي (170,000 دولار أمريكي) – وسوف نقع في الديون ولكن هناك خمس أسر في عائلتنا الممتدة. نحن مشتتون في الوقت الراهن ولكننا نريد العودة إلى هنا والعيش معاً وكلنا نحتاج إلى وظائف".
ويقول علي بأن أعمال البناء ستستغرق بضعة أشهر. لكنه يعتقد أن مثل هذه الجهود سوف توصل رسالة هامة إلى الجماعات المتطرفة التي كانت تفرض سيطرتها يوماً.
وأضاف: "كلنا نأمل ونريد أن تعود الموصل لسابق عهدها. ما نقوم به الآن هو إشارة وتحدٍ بوجه المتطرفين. ونحن مصممون على إعادة بناء المدينة ومحاربة تدميرها".