جدّة عراقية تتحدى التقاليد لتنشئ متجراً في أحد مخيمات النازحين
جدّة عراقية تتحدى التقاليد لتنشئ متجراً في أحد مخيمات النازحين
بغداد، العراق، 8 مارس/آذار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - لم تتخيل الجدة العراقية لمياء عبيد، البالغة من العمر أربعين عاماً، نفسها يوماً ما صاحبة مشروع. كانت في وطنها ربّة منزل ولم تفكر في العمل على الإطلاق.
لكن بعد وفاة زوجها منذ عامين واضطرار العائلة إلى الإنتقال إلى بغداد هرباً من القوات المتطرفة في مسقط رأسها في الرمادي، فكّرت لمياء بطريقة مبتكرة للتكيّف مع وضعها الجديد وفتحت متجراً لها.
مع وجود سوق صغير يقدّم الطعام البسيط لـ128 عائلةً نازحةً أخرى تعيش في مخيم آسيا، في حي الدورة في جنوب بغداد، أنشأت لمياء كشكاً لبيع الوجبات الخفيفة والبسكويت إلى جانب مأواها الذي بنته المفوضية.
وتقول بفخر عن كشكها الذي افتتحته منذ عام تقريباً والذي يقدّم الطعام للأطفال بشكل خاص بأنه "المتجر الوحيد في المخيم" وأنها "لم أرد التسول أو الطلب من الآخرين. فلكل منهم مشاكله الخاصة. أردت فقط التمكن من الاعتماد على نفسي والاعتناء بعائلتي".
ويدور موضوع يوم المرأة العالمي حول تحقيق المساواة بين الجنسين في العالم. فكشك لمياء الصغير المغطى بغطاء بلاستيكي ساعدها على قطع شوط طويل نحو تحقيق الإستقلال المالي وأصبحت تلعب دور المزوّد لعائلتها - وهو الدور الذي يشغله الرجال بحسب التقاليد.
وتجمع لمياء من متجرها ما بين 45 و70 دولاراً يومياً. وفي بعض الأيام، قالت بأنه يزورها أكثر من 100 زبون وبأن الأطفال يمرون للشراء وهم في طريقهم إلى المدرسة. ولكن هذا ليس كل شيء. فمع ارتفاع درجة حرارة الطقس، تفكر في المستقبل وتريد شراء المثلجات لبيعها.
أما التحدي الذي تواجهه حالياً فهو جمع الأموال لشراء ثلاجة كبيرة، وهي لا تملك المال حالياً بما أنها أنفقت دخلها لتخزين المتجر وإطعام عائلتها وشراء تلفاز صغير وثلاجة صغيرة. فموجوداتها المتبقية، وهي عبارة عن خاتم زواجها ومجوهرات أخرى من ذهب، قد بيعت منذ وقت طويل.
وفي حين أن إبن لمياء المتزوج لا يتمكن دوماً من إيجاد عمل مناسب، تقع على عاتقها مسؤولية الإعتناء بوالدتها التي تبلغ من العمر 70 عاماً. وفي الواقع، فإن مدخولها يساعد على تلبية إحتياجات تسعة أفراد من العائلة، من بينهم أربعة أحفاد.
تقول لمياء: "الحمد لله أنني أعمل. فالعديد من الأشخاص فضوليون وسألوني كيف تمكنت من القيام بذلك. والكثير من الأشخاص قالوا لي بأنني أقوم بعمل جيد إذ إنني قادرة على دعم عائلتي بهذه الطريقة. ولكن بعض الأشخاص يشعرون بالغيرة؛ فهم لا يتمكنون من فهم كيف جئت بهذه الفكرة وكيف أنني أتمكن من كسب بعض المال. حتى أنهم يطلبون من أطفالهم عدم الشراء من متجري!"
وقالت مظهرةً العزم للمضي قدماً باعتبارها المزوّد الرئيسي للعائلة: "لا أهتم بما يقوله الأشخاص الآخرون. وهذا العمل يساعدني على دعم عائلتي بشرف وكرامة".
بقلم كارولين غلوك في بغداد، العراق