الحكومة السودانية تصدر بطاقات هوية لعشرات الآلاف من مواطني جنوب السودان
الحكومة السودانية تصدر بطاقات هوية لعشرات الآلاف من مواطني جنوب السودان
الخرطوم، السودان، 3 مارس/آذار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- بدأت الحكومة السودانية بتسجيل مواطني جنوب السودان الذين يعيشون في السودان وإصدار بطاقات هوية لهم تمنحهم الحق في العمل والحصول على الخدمات الأساسية.
وقد تم تسجيل أكثر من 54,000 فرد من جنوب السودان كما تم إصدار حوالي 37,000 بطاقة هوية منذ إطلاق البرنامج في بداية شهر فبراير/شباط في إطار الاتفاقية المبرمة ما بين المفوضية ولجنة اللاجئين في السودان والإدارة العامة للجوازات والهجرة.
ويُمنح الأفراد المسجلون من جنوب السودان والذين تتخطى أعمارهم الخمسة أعوام بطاقات هوية لمدة إقامتهم الكاملة في السودان. وتمنحهم هذه البطاقة الحقوق والخدمات نفسها التي يتمتع بها المواطنون السودانيون بما في ذلك الحق في العمل وشراء العقارات بالإضافة إلى حرية التنقل والعيش في أي مكان في البلاد.
ويُقدَّر عدد مواطني جنوب السودان الذين يُقيمون في السودان بنصف المليون، من بينهم 120,000 فرد فرّوا إلى السودان منذ اندلاع النزاع في جنوب السودان في ديسمبر/كانون الأوّل 2013، و350,000 فرد تقريباً بقوا في السودان بعد استقلال جنوب السودان في العام 2011.
وبعد فترة وجيزة من اندلاع أعمال العنف في جنوب السودان، أعلنت الحكومة السودانية أنّه يجب التعامل مع مواطني جنوب السودان كمواطنين سودانيين وقد حافظت منذ ذلك الحين على سياسة "الباب المفتوح". ويعتبر كل من توفير دليل قانوني على الهوية ومنح حقّ الإقامة غير المقيدة في البلاد طيلة فترة النزاع ضمانةً أساسيةّ للحماية من العودة القسرية.
تدعم المفوضية تنفيذ هذه المبادرة على المستوىين المالي والتقني على حدّ سواء. وقد تم إنشاء مراكز تسجيل في 12 موقعاً في ولاية الخرطوم حيث من المتوقع أن يستمر العمل حتى شهر مارس/آذار قبل نقلها إلى مواقع أخرى في البلاد.
وستكون ولاية النيل الأبيض حيث يعيش حوالي 66,000 لاجئ من جنوب السودان في ستة مخيمات، الموقع التالي. وفي وقت لاحق، ستنتقل عمليات التسجيل وتوفير بطاقات الهوية إلى ولايات أخرى وستستمر لمدة 18 شهراً. وبعد ذلك، سيتم استخدام وحدات متنقلة متعددة لتسجيل الوافدين الجدد من جنوب السودان.
ومنذ بداية حالة الطوارئ في جنوب السودان، قامت المفوضية وشركاؤها بتقديم المساعدات لأكثر من 84,000 لاجئ وصلوا إلى السودان من جنوب السودان. وفي مواقع في ولايات النيل الأبيض وجنوب كردفان وغرب كردفان، قام النظراء الحكوميون وجمعية الهلال الأحمر السوداني ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بتلبية الاحتياجات الأساسية بصورة تدريجية من خلال إنشاء مرافق الخدمات الأساسية وتوسيعها.
وفي الخرطوم، تم تقديم اللوازم الأساسية لأكثر من 3,000 عائلة لتحسين ظروف عيشها. وتُركّز الاستجابة بصورة أساسية على تحديد الأشخاص الضعفاء وتقديم المساعدة لهم في كافة أنحاء البلاد. وتقوم المفوضية بتعقب العائلات ولمّ شمل الأطفال غير المصحوبين والمفصولين عن ذويهم، وتنفيذ مبادرات سبل كسب العيش للنساء المعرّضات للخطر، وتوفير المساعدة المادية للمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة من الوافدين من جنوب السودان.
أدت أعمال العنف في جنوب السودان إلى نزوح أكثر من مليونَيْ شخص خلال الأشهر الأربعة عشر الأخيرة، من بينهم أكثر من 500,000 شخصٍ فرّوا عبر الحدود إلى الدول المجاورة مثل إثيوبيا (196,000) وكينيا (45,000) والسودان (121,000) وأوغندا (144,000).