المفوض السامي غوتيريس يلقي الضوء على محنة الأطفال السوريين
المفوض السامي غوتيريس يلقي الضوء على محنة الأطفال السوريين
عرسال، لبنان، 2 ديسمبر/ كانون الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - يبلغ عدد سكان مدينة عرسال الواقعة بمنطقة جبلية وعرة في وادي البقاع بلبنان في وقت السلم نحو 18,000 نسمة.
ولكن منذ 15 نوفمبر/تشرين الثاني، فاق هذا العدد الضعف حيث يتواصل تدفق اللاجئين الفارين من وجه العنف في منطقة القلمون غربي سوريا عبر الحدود، والواقعة على بعد 17 كيلومتراً فقط من عرسال. وغدا عدد السوريين الآن أكثر من اللبنانيين في المدينة.
قام يوم الجمعة الماضي المفوض السامي أنطونيو غوتيريس بزيارة إلى مدينة عرسال ليلتقي بآخر مجموعة فرت من الحرب الأهلية الممتدة منذ 31 شهراً في سوريا، وليوجه الشكر إلى القادة المحليين ووكالات العمل الإنساني لمساعدة القادمين الجدد. كما لفت الانتباه إلى الحاجة العاجلة إلى دعم الأطفال السوريين المتضررين جرَّاء العنف القائم. هذا، وتتزامن زيارة السيد غوتيريس مع إصدار المفوضية تقريراً رئيسياً جديداً يتضمن تفاصيل الثمن الباهظ الذي سوف يتكبده الجيل السوري القادم جراء الحرب.
وفي مستهل زيارته، أثنى غوتيريس على لبنان "لكرمها البالغ" كدولة مضيفة لأكثر من 800,000 لاجئ، وحث الدول المانحة أن تحذو حذو ذلك الكرم عن طريق تقديم مساعدات مالية للبنان واللاجئين. كما دعا إلى أن تبدي الدول استعداداً بدرجة كبرى لقبول اللاجئين السوريين الراغبين في إعادة توطينهم في بلدان ثالثة.
وصرح قائلاً: "لقد كانت الاستجابة العالمية (للأزمة السورية) كبيرة، ولكنها غير كافية بالنسبة للاحتياجات".
لا بد أن يتقاسم المجتمع الدولي كله الأعباء التي تُثقل كاهل بلدان مثل لبنان والأردن، إذا كان من المتوقع أن تبقي هذه البلدان حدودها مفتوحة لاستقبال الناجين من الصراع مستقبلاً.
وأردف قائلاً: "لنكن صادقين مع أنفسنا. إننا لا نقدم ما يكفي. فهنا في عرسال، نشهد حالة طوارئ جارية في إطار وضع طارئ أكبر. إننا في مدينة أصبح عدد سكانها من السوريين أكبر من اللبنانيين. والأكثر من ذلك، أن هناك فجوة تتمثل في عدم توفر القدرات البشرية، والعيادات والمدارس".
وقد أدلى المفوض السامي بهذه التعليقات أثناء زيارته مركزاً جديداً للعبور نصبت فيه خيام المفوضية الأسبوع الماضي كجزء من أكبر العمليات التي تقوم بها المفوضية على مستوى العالم. ودعا إلى الاهتمام مجدداً بمحنة الأطفال السوريين، وفقاً للتفاصيل الواردة في التقرير الرئيسي الجديد الصادر يوم الجمعة بعنوان: "مستقبل سوريا -أزمة الأطفال اللاجئين".
ويوثق التقرير معاناة الأطفال الناجين من الحرب من الآلام النفسية، والعزلة، والصدمات النفسية نتيجة للتجارب التي مروا بها. لقد التحق ثلث الأطفال فقط بالمدارس. وقد فاق عدد الأطفال اللاجئين الآن 1.1 مليون طفل.
وختم غوتيريس حديثه قائلاً: "إنها أعداد مخيفة، ولكن المهم حقاً هو حياة كل طفل: علينا أن نقدم دعماً هائلاً حتى نحول دون ضياع جيل آخر".