تجدُّد القتال يتسبب في تدفق جديد للاجئين الكونغوليين إلى أوغندا
تجدُّد القتال يتسبب في تدفق جديد للاجئين الكونغوليين إلى أوغندا
مركز عبور نياكاباندي، أوغندا، 4 نوفمبر/تشرين الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - تجدد القتال بين القوات الحكومية الكونغولية والمقاتلين المتمردين في إقليم شمال كيفو ليُجبَر ما يُقدر بـ 10,000 شخص على الفرار خوفاً عبر الحدود إلى إقليم كيسورو في جنوب غرب أوغندا.
وقد أفاد موظفو المفوضية في أوغندا عن وقوع قصف في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين لمدينة بوناغانا التي تُعد معبراً للحدود، والتي استولت عليها قوات جمهورية الكونغو الديمقراطية من حركة "إم 23" المتمردة يوم الأربعاء الماضي. ومع ازدياد حدة القصف سقطت بعض القذائف في أوغندا وانتقل العديد من السكان المحليين إلى مناطق أكثر أمناً. وأبلغ لاجئون عن رؤيتهم أشخاصاً قتلى.
وتُقدر السلطات الأوغندية فرار نحو 10,000 شخص إلى أوغندا - جرياً عبر الطرق في خوف وذعر؛ البعض معهم حاجياتهم وماشيتهم وآخرون لم يحملوا شيئاً. وقال مسؤولون أمنيون إنه من المعتقد أن يكون القتال قد وقع على بعد خمسة كيلومترات تقريباً في وقت متأخر من يوم الاثنين، حيث كانت بوناغانا خالية من المدنيين.
وقال أحد اللاجئين في مركز عبور نياكاباندي، الذي يقع على بعد 20 كيلومتراً من الحدود، إنه تعرض للنزوح مرة قبل ذلك برفقة زوجته وأطفاله التسع من مدينة روتشورو في شمال كيفو، التي استولت عليها القوات الحكومية الأسبوع الماضي من حركة "إم 23". وقال باهاتي الذي يبلغ من العمر 41 عاماً: "كان هناك العديد من الجرحى الذين قاموا بالعبور [في بوناغانا بعد بدء القتال]، ولكننا تركنا جميع القتلى في الكونغو".
وقال رجل آخر طلب عدم ذكر اسمه أنه من بوناغانا الواقعة في الجانب التابع لجمهورية الكونغو الديمقراطية وقد عبر الحدود إلى أوغندا عندما بدأت عملية القصف الأخيرة. وقال: "كنت أمكث على الحدود ثم بدأت في الجري". وأضاف أنه يرغب الآن في اللحاق بزوجته وأطفاله بعيداً إلى الشمال في موقع رواموانجا لتجمع اللاجئين في أوغندا.
بدأت المفوضية في نقل اللاجئين بعيداً عن منطقة الحدود إلى مركز عبور نياكاباندي صباح يوم الاثنين. وبحلول المساء، كانت المفوضية قد نقلت ما يزيد عن 3,500 شخص إلى نياكاباندي، لتتخطى بذلك الرقم السابق المسجل الذي بلغ 1,921 شخصاً في اليوم الواحد؛ ليصل إجمالي العدد في المركز إلى أكثر من 8,000 شخص.
ويتجمع اللاجئون في نقطة تقع على بعد خمسة كيلومترات من الحدود، وذلك بسبب الخطورة البالغة في بوناغانا. وآخرون عدة كانوا يتوجهون إلى نياكاباندي من الحدود سيراً على الأقدام. ومعظم القادمين الجدد أطفال؛ 105 أطفال على الأقل لم يكونوا مصحوبين بذويهم، منهم 30 طفلاً تم لم شملهم مع عائلاتهم. ويجري إيواء الأطفال غير المصحوبين في خيام منفصلة كما يتم إعطاؤهم مواد إغاثة إضافية.
وتقوم المفوضية بتوفير المأوى وتقديم مواد الإغاثة الطارئة والغذاء الذي يوفره برنامج الأغذية العالمي لمن يصلون إلى نياكاباندي. ويعاني العديد من القادمين الجدد من الجفاف والإسهال. وأقامت منظمة الفرق الطبية الدولية، أحد شركاء المفوضية في مجال الصحة، خيمة لتعويض السوائل عن طريق الفم في نقطة التسجيل حيث يصل اللاجئون ويتم فحص جميع القادمين الجدد من قِبل موظفين طبيين.
ولدى المفوضية مواد إغاثة طارئة تكفي لما يبلغ تعداده 10,000 شخص. وإضافة إلى وجود 216 خيمة عائلية في نياكاباندي، فإن هناك 11 مأوى مشتركاً يمكن أن يتسع كل واحد منها لنحو 300 شخص كما يجري إقامة المأوى الثاني عشر لإيواء 600 شخص. إلا أن إمداد مركز العبور بالمياه لا يزال يشكل تحدياً حيث إن ضغط المياه في المنطقة ضعيف للغاية وتعمل المفوضية من أجل توصيل خط أنابيب إضافي.
كما أن هناك نقصاً في اللوازم الجراحية بسبب ارتفاع عدد الجرحى. وقامت منظمة الفرق الطبية الدولية، شريكة المفوضية، يوم الاثنين باصطحاب 16 لاجئاً وشخص أوغندي واحد يعانون من إصابات طفيفة إثر الشظايا وأوصلتهم إلى مستشفى كيسورو. كما قامت بتوفير لوازم طبية إضافية للمستشفى، ولكن هناك حاجة إلى المزيد منها، فضلاً عن الموظفين الطبيين.
ويأتي القتال الأخير بعد أسبوع واحد فقط من هجوم شنته القوات الحكومية على مواقع حركة "إم 23" قبل أن تقوم بالاستيلاء على معاقل حركة التمرد في إقليم شمال كيفو ودفعهم للعودة إلى التلال في جنوب بوناغانا. وقد أجبر هذا القتال نحو 10,000 شخص على عبور الحدود في بوناغانا، ولكن العديد بدؤوا في العودة منذ منتصف الأسبوع الماضي. وفي نهاية الأسبوع، أطلقت حركة "إم 23" تصريحات بشأن استئناف محادثات السلام في العاصمة الأوغندية كمبالا.
وقامت المفوضية حتى الآن هذا العام بتقديم المساعدات لما يزيد عن 56,000 كونغولي وصلوا من المقاطعات الشرقية في جمهورية الكونغو الديمقراطية. ويشكل اللاجئون الكونغوليون في أوغندا 65% من إجمالي تعداد اللاجئين الذي يبلغ 234,000 شخص وصل أغلبيتهم خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
بقلم لاك بيك في بوناغانا، أوغندا