المنتدى العالمي للاجئين يوفر الأمل ووعوداً بالعمل في نهاية عام مضطرب
المنتدى العالمي للاجئين يوفر الأمل ووعوداً بالعمل في نهاية عام مضطرب
جنيف - مع نهاية عام عاصف اتسم بنشوء أوضاع جديدة ومتنامية وأخرى لا نهاية من أوضاع اللاجئين، قد يبدو الأمر وكأننا على حافة الهاوية. إذ أن الاحتياجات الإنسانية تفوق الموارد المتوفرة، وبالنسبة لأعداد النازحين قسراً وعديمي الجنسية والبالغ عددهم 114 مليون شخص، من ضمنهم 36 مليون لاجئ، فإن الصراعات تمزق أوصالهم، وتلقي بظلالها على المجتمعات التي استضافت هؤلاء الأشخاص بكل سخاء.
ومع ذلك، فهناك أمل ووعود بالعمل. في الأسبوع المقبل، تستضيف جنيف أكبر تجمع في العالم حول قضايا اللاجئين. سنجتمع بروح من التضامن، عاقدين العزم على حشد الإرادة السياسية بهدف تخفيف الضغوط الملقاة على عاتق المجتمعات المضيفة واللاجئين والبحث عن حلول دائمة. إما نتحرك اليوم ونتمكن من تغيير حياتهم؛ أو نتأخر وستكون العواقب واضحة للغاية.
في قلب المنتدى العالمي الثاني للاجئين، والذي سيعقد في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر، سوف تكون هناك تعهدات، إذ ستعلن الدول والمجتمع المدني عن التزامات جذرية في مجالات مثل التعليم، والوصول إلى سوق العمل، وبناء السلام، والتخفيف من تأثيرات تغير المناخ، وإعادة التوطين. كما سيشهد المنتدى تعهدات جدية حول أوضاع محددة من أوضاع اللاجئين، بما في ذلك الأفغان، واللاجئين من القرن الإفريقي، والروهينغا، ولاجئي أمريكا الوسطى، وإفريقيا الوسطى.
هذه التعهدات مدفوعة من قبل مجموعات متنوعة. ومن خلال اتباع نهج يشمل المجتمع بأكمله، فإنها ستجلب معها النشاط والثقل اللازمين إلى هذا الحدث.
من المتوقع أن تستضيف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وحكومة سويسرا ما لا يقل عن سبعة رؤساء دول ونواب رؤساء ورؤساء حكومات؛ وثلاثة نواب لرئاسة الوزراء؛ و30 وزيراً للخارجية؛ و95 وزيراً ونائباً للوزير. وسوف تشارك في عقد المنتدى كل من كولومبيا وفرنسا واليابان والأردن وأوغندا.
وسوف يشارك في المؤتمر أكثر من 300 مندوب يمثلون اللاجئين – أي حوالي 10% من الحضور؛ وهي مداخلات قيّمة ولو كانت متأخرة. كما سيكون لأعلى الهيئات الرياضة وقطاع الأعمال نصيب في المشاركة، حيث ستقدم تعهدات إلى جانب المؤسسات الخيرية، والمؤسسات المالية، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية والتنموية، والسلطات المحلية، والمنظمات غير الحكومية، والمجموعات القائمة على الدين، والأكاديميين، والمواطنين من الأفراد.
تم التصديق على الميثاق العالمي بشأن اللاجئين، الذي انبثق عنه المنتدى، في عام 2018، وعقد المنتدى الأول بعد ذلك بعام واحد. وقد تمكن المنتدى منذ ذلك الحين من تلقي أكثر من 1,700 تعهد ومبادرة. لقد أصبح العالم مكاناً مختلفاً الآن والاحتياجات آخذة بالازدياد، لكن الأهداف الأساسية للميثاق لا تزال حيوية.
أولاً، تحتاج المجتمعات المضيفة إلى المساعدة. يعيش ثلاثة أرباع اللاجئين في بلدان منخفضة أو متوسطة الدخل، والتي فتحت حدودها وتقاسمت مواردها المتواضعة، وقدمت للعالم عملاً نافعاً، لكنها الآن بحاجة إلى المزيد من الدعم.
ثانياً، يريد اللاجئون الاعتماد على أنفسهم. فاللاجئ المنتج يعتبر مساهماً، وليس عبئاً، على مضيفيه. وقد شرع العديد من المضيفين برفع القيود وتوسيع الخدمات لتشمل اللاجئين. والآن، يحتاج الآخرون إلى الارتكاز والبناء على ذلك من خلال الاستثمار والبنية التحتية وفرص العمل.
نحن بحاجة إلى المزيد من فرص إعادة التوطين والمسارات التكميلية. ويمكن للدول الأكثر ثراءً إنشاء خطط للتعليم وتنقل العمالة وتمكين لم شمل الأسر.
أما العنصر الرابع فيتضمن تهيئة الظروف التي تمكن اللاجئين من العودة إلى ديارهم بأمان وكرامة، وهو أمر غالباً ما يتم إغفاله. ونأمل أنه مع التركيز المتزايد على بناء السلام في المنتدى الأسبوع المقبل، فإنه يمكننا زرع بذور للحلول.
وفي المنتدى العالمي الأول للاجئين، أقر المجتمع الدولي بعدم وجود حلول إنسانية للمشاكل السياسية، وشهدنا دعماً من جانب الجهات الفاعلة في المجال التنموي. والآن، فإن هناك إدراك متزايد لضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام للأسباب الجذرية.
لقد عملت في الخطوط الأمامية لحالات الطوارئ الإنسانية، وفي أوضاع للنزوح كانت تبدو مستعصية على الحل. إن تراكم البؤس البشري يمكن أن يكون هائلاً. إنني أستمد الشجاعة من أوقات نتمكن فيها من تقديم المساعدة المنقذة للحياة، وأستمد الأمل عندما نعمل مع الشركاء من أجل التوصل إلى حلول حقيقية حتى في ظل ظروف غير مثالية.
ومن خلال التركيز و"نفاد الصبر البناء"، يمكننا حشد الحلفاء نحو تقديم التزامات وأفعال جوهرية ومفعمة بالأمل تتعارض مع التراخي وتؤدي إلى استقرار أوضاع اللاجئين وحلها. يوفر لنا المنتدى العالمي للاجئين منصة للقيام بذلك. إنها فرصة للتضامن والعمل؛ فرصة للانخراط في التعددية المعاصرة، ووضع الأمور في نصابها الصحيح.
لمزيدٍ من المعلومات حول هذا الموضوع، يرجى التواصل مع:
- في جنيف، ماثيو سوالتمارش: [email protected]، هاتف: 36 99 967 79 41+
- في جنيف، ميل باراماسيفان: [email protected]، هاتف: 48 59 526 79 41+