مع تردي أوضاعهم الإنسانية، اللاجئون الروهينغا يفترشون الطرقات
مخيم كوتوبالونغ للاجئين - تقول اللاجئة الروهينغية سارة خاتون وهي تمسك كيس أرز فارغ بأنه لم يعد لديها شيء لإطعام أطفالها السبعة.
وبعد ثلاثة أسابيع من النوم تحت غطاء بلاستيكي رقيق مدعوم بأعمدة الخيزران، تظهر آثار الإرهاق على ابنها وابنتها، البالغين من العمر 8 و10 أعوام تقريباً.
"إذا لم يحصلوا على مساعدة عاجلة فسوف يموتون"
فرّ ما يقدّر بـ 429 ألف شخص من الروهينغا من ميانمار منذ اندلاع أعمال العنف ضد جماعة الروهينغا منذ شهر في أعقاب سلسلة من الهجمات على مراكز أمنية.
تعيش الآن الأغلبية الساحقة، مثل سارة وعائلتها، في مخيمات غير رسمية وتجّمعات عشوائية انتشرت في بنغلاديش وتقع عند سفوح الهضاب وتمتدّ على طول الطرقات المزدحمة وحاجتهم للغذاء والمأوى والحصول على الرعاية الصحية وحماية الأطفال ملحّة بشكل خاص.
وفي حين أنّ سارة بالكاد تتشبث بالحياة على مشارف مخيم كوتوبالونغ للاجئين، وهو أحد مخيمي اللاجئين الرسميين اللذين تديرهما الحكومة البنغلاديشية، فإنّ سارة أكثر حظاً - بشكل لا يصدق - من الكثيرين.
وعلى طول الطريق الجنوبي من المخيم، تنام الأم العزباء أجيدا، البالغة من العمر 35 عاماً، وأطفالها الأربعة، في العراء على حافة من الطين، محاطين بالقمامة والملابس المهملة المتناثرة.
"هذا المكان ليس آمناً بالنسبة لهم"
تمكنت أجيدا من البقاء على قيد الحياة بفضل المساعدات التي يتم تسليمها أو رميها أحياناً من الشاحنات والتي يقدّمها مانحون من القطاع الخاص، ومن خلال التسوّل من السيارات المارّة. ومع تعرّضها لخطر الأمطار الموسمية، تخشى أيضاً على أطفالها.
وتقول بصوت يائس إلى حدّ الذعر: "هذا المكان ليس آمناً بالنسبة لهم، قد يأخذهم أحدٌ ما خلال نومي."
وتعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على تكثيف كافة الجهود الرامية إلى حماية اللاجئين الأكثر ضعفاً مثل سارة وأجيدة وأسرههما التي وقعت ضحية أزمة مأساوية لم يسبق لها مثيل في المنطقة منذ عقود.
وقال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أثناء جولته في مخيم كوتوبالونغ والمساحات الإضافية المتاخمة الجديدة اليوم خلال زيارة له إلى بنغلاديش: "لقد فرّ الأشخاص من العنف الذي لا يوصف، واحتياجاتهم هائلة. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة في بداية الأمر، فقد تصرف السكان المحليون بسخاء وقدموا الدعم للواصلين. ويجري حالياً تعزيز الدعم الدولي تحت قيادة الحكومة. ولكن يجب تسريع هذه الجهود وتعزيزها".
وفي بداية زيارته التي استمرّت ثلاثة أيام لبنغلاديش، جال غراندي على المخيّم القائم والذي تأسس عام 1992 استجابةً لتدفقات سابقة من ميانمار ويضم مدارس ومراكز صحيّة ومجتمعية.
وبرفقة مسؤولي المفوضية الميدانيين ومسؤولين بنغلاديشيين، جال غراندي أيضاً على موقعٍ مجاورٍ تمّ تخصيصه مؤخراً للوافدين الجدد، حيث يقوم موظفو المفوضية حالياً بتوصيل مستلزمات الطبخ وحصائر النوم ومصابيح تعمل على الطاقة الشمسية وغيرها من المواد الإغاثية الأساسية إلى 3,500 أسرة أولية تمّ اختيارها من قبل قادة المجتمع.
وبناءً على طلب من السلطات البنغلاديشية، تقوم المفوضية أيضاً بنصب المئات من الخيام العائلية وتوزيع الآلاف من الأغطية البلاستيكية للمساعدة في إيواء اللاجئين مثل سارة. وقد أرسلت المفوضية، بمساعدة جهات داعمة كالإمارات العربية المتحدة وشركة الشحن "يو بي أس" (UPS) أربع طائرات محمّلة بالمواد الإغاثية إلى البلاد.
ومع هطول أمطار موسمية غزيرة في بنغلاديش، فإنّ هذه المساعدة لا يمكن أن تصل بسرعة بما فيه الكفاية لطاهرة بيجوم، وهي أم روهينغية تبلغ من العمر 22 عاماً وتعيش أسرتها الكبيرة في كوخ أرضي تحيط به القمامة في تجمّع عشوائي محفوف بالمخاطر جنوب كوتوبالونغ.
ومن أجل تفادي الفيضان، كانوا قد حفروا حفرةً لمأواهم الواقع على تلة تجتاحها الأمطار. بعدما غفت، تقّلب محمد سهيل، ابنها البالغ من العمر ستة أشهر وانزلق إلى أسفل التلّة. ولحسن حظه، لم يُصب بأذى.
سأل غراندي الأمهات اللواتي تجمعنّ في المخيم المؤقت عما يحتاجه أطفالهن بشدّة. فأجبن: "كلّ شيء".