رسالة قيادات الأمم المتحدة حول الوضع في سوريا والمنطقة
رسالة قيادات الأمم المتحدة حول الوضع في سوريا والمنطقة
بروكسل، نيويورك، جنيف – مع دخول الأزمة السورية عامها الثاني عشر دون إيجاد حلٍّ لها، ما زال الشعب السوري هو من يدفع الثمن. ففي داخل البلاد وفي مختلف أنحاء المنطقة، تنحسر الآفاق المستقبلية للسوريين، فيما وصلت الاحتياجات إلى أعلى مستوىً لها.
ما زالت سوريا تعيش أزمةً إنسانية وأزمة نزوحٍ هائلة، حيث أن أكثر من 6.9 مليون شخص قد اضطروا للفرار من بيوتهم داخل البلاد، وما زال هناك 6.5 مليون شخصٍ في عداد اللاجئين، بينهم 5.7 مليون لاجئٍ في ضيافة الدول المجاورة في المنطقة.
منذ عام 2020، حدث ارتفاع شديد في الاحتياجات الإنسانية داخل البلاد، التي وصلت الآن إلى أعلى مستوياتها منذ بداية الأزمة، حتى مع تراجع حدة الصراع.
يعتمد 14.6 مليون شخصٍ في سوريا الآن على المساعدات الإنسانية – أي 1.2 مليون شخص أكثر من العام السابق – بينما يعيش أكثر من 90 بالمائة من السوريين في حالة من الفقر. وتتصاعد وتيرة العنف القائم على نوع الجنس والمخاطر التي تطال الأطفال، بينما يبقى احتمال التعرض لمخاطر الذخائر غير المنفجرة مرتفعاً، مع وجود شخص واحد من كل اثنين من المعرضين لهذه المخاطر. أما انعدام الأمن الغذائي فقد وصل إلى مستوىً قياسي جديد، حيث يعاني 13.9 مليون شخص من الجوع كل يوم؛ وهي مأساة تتفاقم نتيجة شح القمح الناجم عن الحرب في أوكرانيا. ويبقى نحو نصف الأطفال السوريين خارج المدارس عرضةً لعمالة الأطفال والزواج المبكر والإتجار بالبشر والتجنيد من قبل الجهات المسلحة الفاعلة.
في كلٍ من تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر – وهي بلدان استضافت اللاجئين بسخاء وتستمر في ذلك – أوصلت الضغوطات الاجتماعية الاقتصادية أعداد اللاجئين السوريين وأفراد المجتمعات المضيفة لهم ممن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية إلى 20 مليون شخصٍ في عام 2020، بعد أن كان العدد 10.4 مليون شخصٍ في عام 2021. وسوف يستهدف نداؤنا نحو 12 مليون من هؤلاء المحتاجين.
لقد أبدى المجتمع الدولي سخاءً حقيقياً من حيث تعزيز قدرة اللاجئين والنازحين على التماسك، وتم تحقيق الكثير من أجل توفير الخدمات الأولية لهم. ولمساعدة الأشخاص المحتاجين، تستدعي الحاجة الاستثمار في مجالات التعافي المبكر داخل البلاد، إلى جانب المساعدات الإنسانية. وسوف يدعم الاستثمار في المجتمعات – بما في ذلك سبل كسب الرزق المستدامة – وتحسين إمكانية الوصول الآمن إلى الخدمات الأساسية القدرة على التحمل من الناحية الاجتماعية الاقتصادية، والتلاحم الاجتماعي، وسوف يمنح ذلك السوريين فرصة العيش بكرامة وبناء مستقبل أطفالهم.
رسالتنا الرئيسية اليوم هي: الوقت ليس ملائماً الآن للتخلي عن السوريين وتحويل أزمتهم إلى أزمة منسية. عدم الاكتراث ليس هو الخيار، فالملايين في سوريا والمنطقة بحاجة إلى مساعدتنا أكثر من أي وقتٍ مضى.
بالطبع، سيكون الحل لهذه الأزمة حلاً سياسياً، والأمم المتحدة – بقيادة المبعوث الخاص – تعمل على إحراز التقدم في هذا الصدد، لكن الشعب السوري واللاجئين والبلدان المجاورة المضيفة لهم يستحقون استمرار التضامن والدعم الدوليين.
لهذه الأسباب، فإننا نحن – قيادات منظمات الأمم المتحدة الإنسانية والعاملة مع اللاجئين والتنموية منها – نجهر بصوتنا مجدداً عشية يوم التعهدات لمؤتمر بروكسل السادس بعنوان ''دعم مستقبل سوريا والمنطقة''.
نحن نقود معاً تنفيذ استجابة الأمم المتحدة المنسقة للأزمة السورية، ونداءاتنا – المتمثلة بخطة الاستجابة الإنسانية لسوريا (HRP) والخطة الإقليمية للاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات (3RP) – تتطلب 10.5 مليار دولار لعام 2022.
في عام 2022، تستهدف خطة الاستجابة الاقليمية لدعم اللاجئين وتمكين المجتمعات المستضيفة لهم الحصول على تمويلٍ بقيمة 6.1 مليار دولار أمريكي – أي ما يعادل ميزانيتها المطلوبة منذ إطلاقها في عام 2015 – وذلك لتلبية الاحتياجات المتنامية لنحو 7.1 مليون لاجئ وطالب لجوء وآخرين من عديمي الجنسية – بما في ذلك 5.7 مليون لاجئ سوري مسجل - و12.9 مليون من أفراد المجتمعات المضيفة من الفئات الضعيفة. وقد تلقت النداءات حتى الآن تمويلاً بنسبةٍ لا تتجاوز الـ8 بالمائة لخطة الاستجابة الإنسانية لسوريا، و11 بالمائة لخطة الاستجابة الاقليمية لدعم اللاجئين وتمكين المجتمعات المستضيفة لهم.
نعرب عن امتناننا للدول التي اجتمعت اليوم مسبقاً لدعم خطة الأمم المتحدة بسخاء.
للمزيد من المعلومات:
- مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): في جنيف، ينس كلارك: [email protected] 9750 472 79 41+
- مفوضية اللاجئين: في جنيف، ماثيو سولتمارش: [email protected] 9936 967 79 41+
- مفوضية اللاجئين: في عمّان، رلى أمين: [email protected] 49 58 04 790 962+
- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: في نيويورك، ثيودور ميرفي: [email protected] 2097 915 718 41+