تشارك مفوضية اللاجئين في معرض ديارنا للحرف اليدوية من خلال تقديم منتجات تحمل ثقافات أكثر من 30 لاجىء ولاجئة بمصر.
للعام الثاني على التوالي، تأخذكم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمصر في رحلة عبر الحدود للتعرف على ثقافات مختلفة وحرف يدوية أصيلة ازدهرت على الأراضي المصرية، من خلال معرض ديارنا للحرف اليدوية المقام في كايرو فيستيفال سيتي مول بداية من 24 فبراير وحتى 7 مارس.
يشارك بالمعرض هذا العام أكثر من 30 لاجئة ولاجئة من جنسيات مختلفة من بينهم سوريا والسودان وجنوب السودان وإريتريا، ليعرضوا منتجاتهم اليدوية التي تربطهم بثقافة بلادهم وتوفر لهم مصدر رزق في مصر بعد أن لجأوا إليها بسبب الحروب والنزاعات والاضطهاد التي أجبرتهم على الفرار بحثًا عن الأمان في مصر.
“كانت جدتي تعلمني الاشغال اليدوية البسيطة منذ أن كان عمري أربع سنوات، وفي يوم أهدتني أدواتها الخاصة بعمل المكرمية وأوصتني أن أعتني بهم، منذ ذلك الوقت وأنا أحب المكرمية وتذكرني بسوريا،” هكذا قالت ليلى، وهي تبلغ من العمر 54 عامًا والتي تركت سوريا بسبب الحرب التي شتت أوصال عائلتها الصغيرة. لدى ليلى ولدين معتقلان منذ بداية الحرب في 2011، تم القبض عليهما عندما كانا في طريقهما للجامعة، ومنذ ذلك الوقت انقطعت الاتصالات بينهما وبين أمهم.
أشتاق إلى منزلي وكلما عملت بالمكرمية أتذكر روائح الوطن الجميل
ظلت ليلى في سوريا على أمل عودة أبناءها، ولكن تفاقم الوقت وتم مطاردة أقرانها مما دفعهم للهرب على مصر، بحثًا عن النجاة. تعيش ليلى بمنزل صغير بمحافظة الإسكندرية في مصر، والتي اختارتها خصيصًا لتذكرها ببلدتها في سوريا، وتقول ليلى: “المكرمية مرتبطة معايا بسوريا، عندما كنت أشغلها هناك كان هذا في منزلي الواسع وأنا محاطة بالزرع وصوت شلالات المياه. لكن هنا نعيش في منزل صغير، أشتاق إلى منزلي وكلما عملت بالمكرمية أتذكر روائح الوطن الجميل.”
تعمل ليلى على تدريب السيدات المصريات واللاجئات على الحرف اليدوية المختلفة، وتقوم أيضًا بتدريب الأطفال الصغار من البنات والأولاد على عمل قطع زينة لمنازلهم من البلاستيك والورق والخامات المعاد تدويرها. وبعد تفشي جائحة كوفيد-19 قامت ليلى بالتسويق للمكرمية والعمل على بيعها لسد احتياجاتها الأساسية من خلال بيع مفروشات وستائر وأشكال زينة من المكرمية.
أما عوضية فهي لاجئة سودانية تبلغ من العمر 45 عامًا، وتشارك في معرض ديارنا للمرة الأولى. أتت أواديا إلى القاهرة عام 2005 بعدما أصبحت الحياة في السودان خطر عليها وعلى أولادها الثلاثة، فاضطرت إلى اللجوء إلى مصر بحثًا عن الأمان ومستقبل مستقر لأطفالها. وتعرض أواديا منتجات يدوية من الجلد والكروشيه مصنوعة بدقة شديدة وروح سودانية مميزة.
أنا سعيدة بمشاركتي في معرض ديارنا، لأن المعارض هي فرصتي الوحيدة أن منتجاتي تتشاف وتتباع لأنني لا أملك محلا خاصا بي
“كنت بحب المنتجات اليدوية من زمان وتعلمتها من 3 سنين لتكون مصدر دخل ليا ولأسرتي،” هكذا قالت عوضية عن سبب تعلمها تلك الحرفة خصيصًا حيث تصنع حقائب يد وميداليات وأكسسوارات مختلفة من الجلود. وتضيف قائلة: “أنا سعيدة بمشاركتي في معرض ديارنا، لأن المعارض هي فرصتي الوحيدة أن منتجاتي تتشاف وتتباع لأنني لا أملك محلا خاصا بي.”
وصلت رنا إلى مصر في عام 2013 مع أبنائها الثلاثة، بعدما فروا من الحرب في سوريا وفي عام 2019 أصيب أحد أفراد اسرتها بالسرطان. كانت تلك المحنة هي بداية مشروع رنا، حيث فكرت في انتاج صابون بمواد طبيعية خالي من أي مصنعات يحافظ على صحة الإنسان. “كنت حابه أساعد الناس اللي عندها مشاكل صحية أو جلدية من خلال منتجاتي المصنوعة من زيوت طبيعية ومستخلصات الأعشاب،” تقول رنا وهي تروي لنا كيف بدأ مشروعها.
وأعربت رنا عن سعادتها بالمشاركة في المعرض لما يمثله من فرص لفتح أبواب جديدة على السوق المصري، حيث قالت: “أرغب أن أكبر مشروعي ويكون لي اسم في السوق أقدر أوزع بيه على المحلات لتزيد المبيعات ويكون مصدر دخل لي وللآخرين.” وتعتمد رنا على مشروعها لسد احتياجات أسرتها إلى جانب المساعدات التي تتلقاها من مفوضية اللاجئين.
كما تشارك أيضًا في معرض ديارنا مبادرة المفوضية العالمية MADE51، من خلال عرض منتجات صنعتها أنامل لاجئين ولاجئات من جنسيات عديدة. وتعتبر تلك المبادرة هي فرصة لربط اللاجئين أصحاب الحرف اليدوية بشركاء محليين لخلق فرص مختلفة لتسويق منتجات اللاجئين وتوفير فرص للوصول إلى الأسواق المختلفة المحلية والعالمية.
تتعاون المفوضية بشكل مستمر مع القطاع الخاص لدعم ملف اللاجئين في مصر من خلال توفير فرص لهم في المجالات المختلفة
تستضيف مصر، حتى شهر يناير 2022، أكثر من 273 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجل مع المفوضية من 65 جنسية. ويعد 7 من بين كل 10 لاجئين من الفئات الأكثر احتياجًا في مصر قبل تفشي جائحة كوفيد-19، وبعد الجائحة زادت الأوضاع سوءًا وأصبح على اللاجئين البحث عن حرف تساعدهم على سد احتياجاتهم بعد أن خسر الكثير منهم مصدر الدخل الخاص بهم.
كانت المشاركة الأولى للمفوضية في معرض ديارنا في العام الماضي 2021، وقد تم اختيار المفوضية حينذاك كضيف شرف المعرض. ويقام معرض ديارنا، تحت شعار مصر بتتكلم حرفي، برعاية وزارة التضامن الاجتماعي بالشراكة مع مبادرة “إبداع من مصر” من بنك الإسكندرية ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية والمصرية للاتصالات، ويفتح أبوابه للزوار من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الساعة العاشرة مساءًا.
تتعاون المفوضية بشكل مستمر مع القطاع الخاص لدعم ملف اللاجئين في مصر من خلال توفير فرص لهم في المجالات المختلفة. وقد تعاونت المفوضية من قبل مع إبداع من مصر في مبادرة لإحياء ذكرى الفنانات والفنانين المصريين الراحلين بمهرجان الجونة السينمائي 2020، حيث قامت لاجئات بتطريز بروشات لعدد من النجوم الراحلين في مبادرة مع مؤسسة ذات.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر