أستطاعت منحة DAFI أن تغير حياة 3 من شباب اللاجئين أتوا إلى مصر بحثًا عن الأمان بعدما أجبرتهم الحرب على أن يتركوا أوطانهم، حيث مكنت المنحة خالد وعبدالسلام وأحمد أن يكملوا دراستهم الجماعية وأن يستمروا في الحلم بمستقبل أفضل.
وفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة جالوب، يرغب أكثر من 750 مليون شخص من جميع أنحاء العالم في أن تتاح لهم فرصة مغادرة بلدانهم الأصلية والانتقال إلى بلد جديد، ولكن ماذا عن اللاجئين الذين اضطروا إلى الفرار بسبب الحرب بحثًا عن الأمان في بلاد غير بلادهم؟
على الرغم من أنهم جاءوا من بلدان مختلفة، إلا أن خالد من السودان وعبد السلام من سوريا وخالد أحمد من اليمن تشاركوا نفس المصير. حيث قضى اللاجئون الشباب الثلاثة أيامًا وليالي يحلمون بمستقبل مشرق في أوطانهم، وقد عملوا بكل جد لتحقيق هدفهم، ولكن كانت الحرب شبحًا يطارد أحلامهم.
أجبروا على الرحيل من ديارهم وتركوا من دون خيار سوى السعي للحصول على الحماية الدولية خارج حدود أوطانهم، فقد ترك الثلاثة – وهم قد أصبحوا أصدقاء الآن- ذكرياتهم وفروا إلى مصر طلبًا للحماية.
لم يكن التعامل مع الواقع المرير أمرًا سهلاً وكان البدء مرة اخرى في بلد جديد الأكثر صعوبة بالنسبة للشباب الثلاثة. لكنهم لم يملوا يومًا من السعي من أجل التفوق، وسرعان ما تحول عملهم الشاق ومثابرتهم إلى نجاح باهر. فقد حصل خالد وعبد السلام وأحمد على منحة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين للتعليم العالي التي تقدمها مبادرة ألبرت آينشتاين الأكاديمية الألمانية للاجئين (دافي).
“في اللحظة التي أدركت أنني لن أستطيع تحمل الرسوم الدراسية لمواصلة شهادة البكالوريوس في جامعة مصرية، بدأت كل أفكار المعاناة واليأس أن تتمكن مني. حتى أنني فكرت في الهجرة على متن قارب إلى بلد آخر لأتمكن من مواصلة دراستي” هكذا أوضح خالد ظروفه قبل الحصول على المنحة، وأضاف قائلاً: “لم أرغب أبدًا في المخاطرة بحياتي، لكنني شعرت بالعجز“.
نشأ خالد في مخيم دارفور وانتقل إلى الخرطوم في عام 2013 لبدء دراسته الجامعية. لكن في ليلة قاتمة، قُبض عليه نتيجة للظروف غير المستقرة في المدينة وتعثر طريقه الأكاديمي.
توجه إلى القاهرة مباشرة بعد إطلاق سراحه، وطلب الحماية على أمل مواصلة دراساته. وهو الأمر الذي لم يكن صعبًا مع منحة (دافي). يستكمل خالد حاليًا دراسة علم الاقتصاد ويأمل أن يلتحق في المستقبل بأحد برامج الماجستير في حقوق الإنسان من أجل الدعوة إلى عالم خالٍ من الاضطهاد.
دافي هو برنامج يعمل على تمكين الطلاب اللاجئين من خلال استكمال دراستهم في جامعات وكليات في أكثر من 50 دولة لجوء. تغطي المنحة الرسوم الدراسية والمواد الدراسية والمواد الغذائية والنقل والإقامة والبدلات الأخرى التي قد يحتاجها الطالب أثناء سنوات دراسته.
يقول عبد السلام الذي فر من سوريا وجاء إلى مصر في عام 2013: “لقد غيّر برنامج (دافي) شخصيتي لدرجة أنني أصبحت أكثر اجتماعيًة، لم أعد أشعر بالخوف من التجمعات وبدأت أجد نفسي مرة أخرى.“
لاقى عبد السلام بعض الصعوبات في التأقلم مع المجتمع والتعود على نظام التعليم في مصر منذ أن ترك بلده، وكانت (دافي) هي طوق النجاة الذي مكنه من التعرف على أشخاص جدد والانخراط في أنشطة مختلفة، مما وسع دائرة أصدقائه وطموحاته.
لا تقتصر المنحة على حصول اللاجئين على فرص تعليمية وحسب، بل يتلقى الطلاب اللاجئون أيضًا الدعم النفسي والاجتماعي والدورات التحضيرية الأكاديمية ودروس اللغة.
منذ اللحظة الأولى التي غادر فيها منزله في اليمن وجاء إلى مصر في يناير 2016، كان لأحمد أهدافاً واضحةً: دراسة الطب ومساعدة الناس. قدم أحمد جميع أوراقه إلى مكتب التنسيق في القاهرة فور وصوله إلى مصر، وتقدم بطلب للحصول على برنامج (دافي).
وتمكن خالد بتفوقه ومثابرته من الحصول على المنحة في نفس العام وبدأ دراسة الطب في جامعة المنوفية، لتكون فصلاً جديداً في حياته. ويقول أحمد: “كنت محظوظًا باختياري في برنامج (دافي)، مما ساعدني على مواصلة دراستي واختصار قدر كبير من المشوار الصعب تجاه تحقيق الذات والنجاح.“
وفقًا لتقرير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن التعليم لعام 2019، فإن 3% فقط من اللاجئين في جميع أنحاء العالم يتمكنون من الوصول إلى مرحلة التعليم العالي، مقارنة بـ 37% من الشباب في سن الجامعة .على مستوى العالم. وبالتالي، يلعب برنامج (دافي) دورًا لا غنى عنه في تضييق هذه الفجوة
في مصر، تلقى 348 طالبًا لاجئًا منحًا دراسية من خلال برنامج (دافي) للعام الدراسي 2019/2020، مما ساعدهم في التغلب على العوائق التي تحول دون الوصول إلى التعليم العالي وإشباع شهية متنامية لتحقيق الذات.
مكنت منحة دافي، منذ إنشائها في عام 1992، أكثر من 15،500 لاجئ من الدراسة الجامعية في 50 دولة لجوء. وقد دعمت المفوضية خلال عام 2018 وحده، 6،866 لاجئًا شابًا للدراسة في 768 مؤسسة للتعليم العالي من خلال برامج المنح الدراسية ل (دافي) في عدة دول.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر