بمناسبة يوم اللّاجئ العالمي وبالتّعاون مع النّدوة العالميّة للشباب الاسلامي، نظّمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللّاجئين بالمملكة العربية السعودية جلسة حوارية عبر الانترنت لبحث سبل التنمية المستدامة والتمويل الإسلامي للّاجئين. قدّم خلال الجلسة سعادة الأستاذ/ خالد خليفة – مستشار المفوّض السّامي للتمويل الإسلامي والممثّل الإقليمي لمفوضية اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي – عرضاً عن مستجدّات أوضاع اللّاجئين في المنطقة وحول العالم، طرح من خلاله الأدوات التي يمتلكها التمويل الإسلامي للمساهمة في عملية التنمية المستدامة ومساعدة اللاجئين وتحقيق العدالة الاجتماعية وعدالة التوزيع التي يختص بها الإسلام دون غيره من الأديان، حيث توجد أكثر من 20 أداة بين المرابحة، والمشاركة، والمضاربة، والمزارعة، والصكوك، والمصانعة، والأوقاف، وبنود كثيرة يمكن استخدامها للتغلب على المشكلات الاقتصادية والاجتماعية للاّجئين.
كما أشار خالد خليفة إلى التّرابط بين الزكاة والتمويل الإسلامي، حيث تساعد في الخروج من مأزق الفقر، والجوع، وتردّي الرعاية الصحيّة، ونقص فرص التعليم، والعمل، إلى الوصول لحد الكفاية والانفاق اليومي وممارسة كل الأوجه الحياتية. وكانت المفوضية من خلال صندوق الزكاة للاجئين قد نجحت في مد يد العون إلى أكثر من 2 مليون مستفيد ما بين لاجئ ونازح من الفئات الأكثر احتياجاً خلال عام 2020.
الجدير بالذكر أن المفوضية أصدرت مؤخراً تقريرها السنوي حول الاتجاهات العالمية للنزوح القسري، وأشار التقرير إلى أنه بحلول عام 2020 ارتفع عدد المهجرين قسراً حول العالم بفعل النزاعات والاضطهاد إلى ما يقرب من 82.4 مليون شخص، منهم 20.7 مليون لاجئ ضمن ولاية المفوضية، ونحو 48 مليون نازح داخل حدود بلادهم. وفي مداخلة الدكتور صالح الوهيبي – معالي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي – أشاد باهتمام المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، في تقديم الدّعم والمساعدات عبر الحكومات والمؤسسات والجمعيات والمنظمات العالمية والمسارعة في عملية التنمية المستدامة كأفضل الحلول التي تفيد اللاّجئين وتمنحهم حقوقًا في الصحة، والتعليم، وكافة المساعدات الاجتماعية، وهو ما لمسَته المملكة في رؤية 2030 والتي تعتبر التنمية المستدامة أحد ركائزها. كما أشار د. الوهيبي إلى الحاجة إلى اعتماد توجّه جديد من خلال المصارف الشرعيّة، لتحويل الزكاة والوقف والصدقات إلى عنصر استدامة لا عنصر استهلاك وذلك لضمان استمراريّة دعم اللاّجئين وسد احتياجاتهم.
وفي ختام الجلسة الحواريّة، ثمنّت مفوضيةّ اللاجئين دعم حكومة المملكة العربية السعودية لها على مدار ثلاثة عقود. كما شكر أ. خالد خليفة الندوة العالمية للشباب الإسلامي متمثلة في د. صالح الوهيبي على دعمهم المستمر والشّراكة الاستراتيجية بين الطرفين.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر