يواجه اليمن أزمة طويلة الأمد منذ أكثر من عقد من الزمن، مما أثر بشكل حاد على القطاع الصحي في البلاد، حيث لم تعد سوى نحو 55% من المرافق الصحية قيد التشغيل. في خضم هذا الوضع الصعب، تقيم أمينة ناصر، وهي أم لثلاثة أطفال وتبلغ من العمر 21 عامًا، مع أسرتها في حي البساتين الواقع في مدينة عدن الساحلية. يعمل زوجها بأجر يومي وبالكاد يكفي ما يكسبه لإعالة الأسرة.
واجهت حياة أمينة منعطفًا مأساويًا عندما تم تشخيص ابنتها الصغرى، خديجة، بأنها تعاني من ضمور دماغي وزيادة في النشاط العصبي، وهو ما يجعل الفتاة الصغيرة غير قادرة على المشي أو التحرك بشكل مستقل، مما يشكل تحدياً لحياتها اليومية.
وفي سعيهم للحصول على العلاج، واجهت أمينة وأسرتها العديد من العقبات. في البداية، كان عليهم السفر لمسافات طويلة للوصول إلى مركز صحي في مدينة المنصورة لتلقي جلسات العلاج — وهي رحلة كانت مرهقة جسديًا ومادياً. عاد الأمل يراودهم عندما سمعوا عن مركز البساتين الصحي المدعوم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. ويقع هذا المركز على بعد 10 دقائق فقط سيرًا على الأقدام من منزلهم، ويوفر الخدمات الأساسية مجاناً مما أتاح لهم فرصة الحصول على العلاج الضروري الذي تحتاجه خديجة.
كانت المتابعة الطبية التي تلقتها خديجة في مركز البساتين الصحي محورية في تحسن حالتها. فمن خلال جلسات العلاج الطبيعي المستمرة والمخصصة لاحتياجاتها، تحسنت قدراتها الحركية بشكل ملحوظ، وهو ما انعكس إيجاباً على حالتها النفسية. يقدم لها المركز أيضًا الأدوية الأساسية التي كانت تشكل في السابق عبئًا ماليًا كبيرًا على الأسرة.
وفي تعليقها على الدعم الذي تلقته أسرتها، قالت أمينة: “لقد غيّر مركز البساتين الصحي كل شيء بالنسبة لنا. هذا الدعم ضروري، ليس فقط لتعافي خديجة، بل أيضًا للعديد من الأسر التي تحتاج إلى الرعاية الصحية المجانية والمتاحة.”
قصة أمينة هي واحدة من العديد من القصص التي تجسد أثر الشراكة بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من حيث توفير المساعدات المنقذة للحياة للعديد من الأسر الأكثر ضعفاً في اليمن. تدعم هذه الشراكة جهود المفوضية في مجال توسيع نطاق الحماية والخدمات الصحية الضرورية لليمنيين واللاجئين والنازحين داخلياُ المتأثرين بالأزمة طويلة الأمد التي تعصف بالبلاد، وذلك من خلال تقديم الخدمات مثل العلاج الطبيعي المجاني، والدعم النفسي، وتوفير الأدوية للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يسهم في مساعدة آلاف الأسر على استعادة الشعور بالاستقرار.
وبفضل الدعم المستمر والشراكة القائمة بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمفوضية، تجد العائلات -مثل عائلة أمينة- الموارد التي تحتاجها لرسم مستقبل أفضل لأطفالها.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر