شدد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس على الحاجة إلى شراكة قوية بين المفوضية عندما التقى بالملك عبد الله بن عبد العزيز ومسؤولين سعوديين آخرين رفيعي المستوى في الرياض في عطلة نهاية الأسبوع.
وقال غوتيريس الذي عقد أيضاً محادثات مع ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز ووزير الخارجية سعود الفيصل ورئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز خلال زيارته التي امتدت على يومين بأن المفوضية تعير انتباهاً شديداً لتعزيز العلاقات مع المملكة.
وشدد المفوض السامي على رؤيته لشراكة استراتيجية بين الجانبين على المستوى السياسي والإنساني والمالي واقترح أن يشارك القادة السعوديون في مشاورات منتظمة رفيعة المستوى مع المفوضية. ودعا رئيس الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل لزيارة جنيف ومناقشة الأنشطة المشتركة.
ورحب الملك عبد الله باقتراحات المفوض السامي وأكد له التعاون السعودي كما شدد على التزام المملكة بتوفير الدعم الإنساني وعلى رغبتهم في تعزيز الشراكات مع المفوضية.
وقال غوتيريس أيضاً بأن المفوضية حريصة على بناء علاقات أفضل مع منظمة التعاون الإسلامي وقال لمستضيفيه: “يأتي حوالي 5 ملايين لاجئ تعنى بهم المفوضية من دول أعضاء أو دول مراقبة في منظمة التعاون الإسلامي وغالبيتهم يتم الاعتناء بهم في دول من منظمة التعاون الإسلامي.
وشدد المفوض السامي الذي غادر الرياض يوم الاثنين إلى الكويت أيضاً على معاناة مئات آلاف الأشخاص النازحين في العراق وحوله وعلى الضغوط المتزايدة على بلدان كسوريا والأردن اللتان تستضيفان معاً أكثر من مليون عراقي.
وشدد غوتيريس على أن دعم المجتمع الدولي أساسي ودعا المملكة إلى المشاركة بشكل ناشط في مؤتمر للمفوضية حول الأزمة الإنسانية العراقية المتوقع عقده في جنيف في منتصف شهر أبريل.
وشدد أيضاً على محنة حوالي 15,000 فلسطيني في العراق ودعا القادة السعوديين إلى استعمال تأثيرهم للمساعدة في إيجاد حل لهذه المأساة. وأشار غوتيريس إلى تاريخ المملكة الطويل في حماية طالبي اللجوء واللاجئين.
وواجه الفلسطينيون في بغداد تخويفاً وأعمال عنف متزايدة وفر المئات إلى المناطق الحدودية حيث يعيشون في ظروف ياشئة ولا يستطيعون عبور الحدود.
في أوائل يناير، أطلقت المفوضية نداءً للحصول على تمويل بقيمة 60 مليون دولار لعملها الخاص بالعراقيين المهجرين ضمن بلادهم وفي البلدان المجاورة وباللاجئين غير العراقيين في العراق.
وشدد ولي العهد سلطان بن عبد العزيز على أهمية الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة عند نشوئها وذكر بالتعاون الماضي بين السعودية والمفوضية لمساعدة اللاجئين العراقيين في شمال المملكة في تسعينيات القرن العشرين.
وقال القادة السعوديون لغوتيريس بأنهم يفكرون بجدية بالانضمام إلى اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين وبروتوكول عام 1967 بشأن اللاجئين.
وقبل مغادرة الكويت، ناقش غوتيريس أيضاً تعزيز الشراكات مع أبرز المسؤولين في مجلس التعاون الخليجي وشجع نظراءه السعوديين على النظر في وضع برنامج لإرسال السعوديين الشباب للعمل مع المفوضية وكسب الخبرة في المجال الإنسانية.
وسيزور المفوض السامي في جولته الشرق أوسطية التي ستستغرق أسبوعاً كلاً من الأردن وسوريا.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر