نظمت مفوضية اللاجئين عدداً من الأنشطة والفعاليات التوعوية في المملكة العربية السعودية تزامناً مع يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف 20 من يونيو من كل عام، وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية وفي ظل الشراكة الاستراتيجية الممتدة منذ سنوات وعقود بين مفوضية اللاجئين وحكومة المملكة العربية السعودية.
حيث أقامت مفوضية اللاجئين ومنصات تفاعلية في المراكز التجارية بمدينتي الرياض وجدة (رد سي مول بجدة ومول المملكة في الرياض)، وهدفت تلك المنصات لرفع التوعية اللاجئين والنازحين قسراً حول العالم من خلال التفاعل مع الزوار والأفراد الذين عبروا عن تضامنهم وأظهروا تعاطفهم وشغفهم لمعرفة سبل تقديم المساعدة والعون لإخوانهم اللاجئين.
كما أُتيح للمفوضية عرض رسالتها في يوم اللاجئ العالمي لهذا العام (معاً يمكننا تحقيق الكثير) باستخدام اللوحات الرقمية في عدد من الشوارع الرئيسية في مدينة الرياض، مثل تقاطع طريق الملك فهد مع طريق التحلية، وتقاطع طريق الأمير تركي بن عبد العزيز الأول مع الطريق الدائري، وتقاطع طريق العروبة والملك فهد، إضافة إلى عرض رسائل تضامنية مع اللاجئين والنازحين قسراً على الشاشات الإعلانية داخل مركز رد سي مول التجاري بجدة طوال شهر يونيو، مما لعب دورا فعالاً في مناصرة اللاجئين والوصول لأكبر شريحة من المجتمع السعودي.
إضافة إلى ذلك، فقد تم إضاءة واحد من أهم المباني البارزة في مدينة الرياض، وهو برج المملكة، باللّون الأزرق مساء يوم 20 يونيو في بادرة تضامنية مع كافة اللاجئين والنازحين قسراً حول العالم.
قال خالد خليفة ممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي ومستشار المفوض السامي للتمويل الإسلامي في حواره مع جريدة البلاد السعودية، موضحاً دور حكومة المملكة العربية السعودية الجوهري فيما يخص قضية اللاجئين: “المملكة تتيح للزائرين المتواجدين على أراضيها من جنسيات الدول المتأثرة بالصراعات والحروب، الاستفادة من الخدمات الأساسية كالتعليم في المدارس العامة والرعاية الصحية وإتاحة فرص العمل وكذلك الوصول للخدمات الخاصة بالإقامة، كما تحرص على اندماجهم في المجتمع وذلك من خلال وجودهم في جميع مناطقها.”
كما علّق خلال مقابلة صحفية مع جريدة الرياض المحلية قائلا: “لقد شهد عام 2020 – وبالرغم من جائحة كورونا – ارتفاعاً آخر في أعداد المهجرين قسراً حول العالم، ليسجل مع نهاية العام 82.4 مليون مهجر قسراً مقارنة بـ79.5 مليوناً في نهاية عام 2019، هذا هو العام التاسع على التوالي الذي يستمر فيه النزوح القسري دون انقطاع في جميع أنحاء العالم، ونحن نشدد على أهمية بذل المزيد من الجهود من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المناطق المشتعلة بالصراعات وإيجاد الحلول الجادة لإنهاء الأزمات التي أدت إلى نزوح الملايين في المقام الأول.”
ويُظهر التقرير الأخير للمفوّضيّة حول “الاتجاهات العالميّة” الذي صدر في 18 يونيو الماضي، أنه بحلول نهاية عام 2020، كان هناك أكثر من 82.4 مليون شخص مهجّر قسراً بسبب النزاعات أو الاضطهاد حول العالم، منهم 20.7 مليون لاجئ من المشمولين بولاية المفوضية، و5.7 مليون لاجئ فلسطيني تحت ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، و3.9 مليون فنزويلي من المهجرين خارج البلاد، إضافة إلى وجود 48 مليون شخص آخرين من النازحين داخل بلدانهم، و4.1 مليون طالب لجوء. وتشير هذه الأرقام إلى أنه على الرغم من جائحة كورونا والدعوات لوقف عالمي لإطلاق النار، فقد استمرت الصراعات في مطاردة السكان واقتلاعهم من ديارهم، ويعتبر ذلك ارتفاعاً آخر بنسبة 4 بالمائة مقارنة بالمستوى القياسي للنزوح القسري الذي بلغ 79.5 مليون شخص في نهاية عام 2019.
ونوّه حسام شاهين رئيس شراكات القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حواره في برنامج صباح الخير يا عرب الذي يذاع على تلفزيون MBC عن الشراكة الاستراتيجية التي تحظى بها مفوضيّة اللاجئين مع المملكة قائلاً: “إنّ حكومة المملكة العربية السعودية هي شريك استراتيجي ومهم لمفوضية اللاجئين، فقد ساهمت حكومة المملكة بأكثر من 300 مليون دولار أمريكي لمساعدة اللاجئين والنازحين حول العالم خلال العشر سنوات الماضية. كما تحظى المفوّضيّة بشراكات متميّزة- على سبيل المثال وليس الحصر- مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والصندوق السعودي للتنمية، ويتم التنسيق معهم بشكل وثيق لحشد الدّعم للاستجابة للأزمات الإنسانية في العديد من الدول منها اليمن، وسوريا، والعراق، والسودان، فتمثل هذه المساعدات طوق نجاة للعديد من الأُسر التي اضطرت إلى النّزوح للنّجاة بأنفسهم وأولادهم بسبب الصراعات والاضطهادات التي يلاقونها.”
يذكر أنه في ديسمبر 2019، وقّعت المفوضية اتّفاقية تعاون مع حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة بـ ”الصندوق السعــودي للتنمية” وذلك لتوفير الرعاية الصحية والعلاجية للفئة الأكثر حاجة من اللاجئين السوريين في الأردن. وقد جاء توقيع هذه الاتفاقية بين الصندوق السعودي للتنمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إطار الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في دعم اللاجئين والنازحين السوريين والمجتمعات المستضيفة منذ بداية الأزمة والحرص المستمر على تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية والتنموية لهم في سوريا والدول المجاورة.
تم تأسيس مكتب مفوضية اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض عام ، ومنذ ذلك الحين تعمل المفوّضية بالتنسيق الوثيق والتعاون المشترك مع حكومة المملكة العربية السعودية والهيئات الحكومية والإنسانية العاملة في المملكة على تقديم الحماية والمساعدة للاجئين والنازحين في أماكن مختلفة حول العالم، وتدعم جهود المفوضية في إقامة المشاريع في القطاعات الأساسية كالصحة والتعليم والمأوى وغيرها من القطاعات، وتعتبر المملكة من أكبر الدول المانحة التي تقدم الدعم لمفوضية اللاجئين على مستوى العالم.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر