فرت حنان البالغة من العمر 51 عامًا من سوريا التي دمرتها الحرب في 2013 مع أطفالها الثلاثة بحثًا عن الأمان. وجدت حنان ملاذًا في الأردن حيث تعيش الآن في شقة متواضعة في عمان لتقوم على شؤون عائلتها بنفسها. تخصص حنان كل وقتها ومواردها لأطفالها: زين 12 سنة، معتز 16 سنة، ونرجس 17 سنة، وهي تقوم بكل ما بوسعها لتوفر لهم حياة كريمة.
لكن مع ارتفاع تكاليف المعيشة في الأردن وعدم قدرتها على العمل بسبب حالتها الصحية المتردية، تكافح حنان لتلبية احتياجات أسرتها الأساسية مثل الإيجار والطعام، نظراً لإصابتها بالتهاب المفاصل ومعاناتها من آلام الظهر ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم، مما يصعب عليها العثور على وظيفة وتأمين دخل ثابت. لذا كان عليها اتخاذ بعض القرارات الصعبة لتغطية نفقاتها على مر السنين. قالت حنان: “عندما وجدنا منزلاً لأول مرة في الأردن، اضطررت إلى شراء كميات أقل من الطعام للتأكد من أن لدينا مكانا نعيش فيه.”
تدفع حنان 180 دينارًا أردنيًا (حوالي 250 دولارًا أمريكيًا) كإيجار شقة متواضعة تتكون من غرفة نوم واحدة مفروشة بالقليل جدًا من الأثاث. خلال أشهر الشتاء الباردة في عمّان، تعتمد هذه الأم لثلاثة أطفال على مدفأة صغيرة واحدة لتدفئة أطفالها.
ومع غياب الأقارب في الأردن لمساندتها في تربية أطفالها وتغطية نفقات الأسرة، اضطرت حنان إلى طلب المساعدة من بعض جيرانها القدامى الذين وفروا لها الدعم الكبير في مناسبات عديدة، حسب قولها. كما تضطر أحياناً للاستدانة من محلات البقالة المحلية لتوفير الطعام لأطفالها. لذا، تمثّل المساعدة النقدية متعددة الأغراض التي تتلقاها حنان من مفوضية اللاجئين شريان الحياة لها ولأسرتها. فهي تساعدها، ولو جزئيًا، في تأمين الطعام والمسكن لهم. “أنفق كل المساعدة النقدية على الأطفال وإيجار المنزل.” تقول الأم المحبّة.
في بعض الأحيان، يطلب أطفالها مكافآت خاصة لا تستطيع تحمل تكلفتها دائمًا، مثل ’المنسف’، الطبق الأردني التقليدي. لذلك يتعين على حنان أن تدخر لأسابيع وأحيانًا لأشهر حتى تتمكن من شراء اللحم وتحضير الطبق الذي يرغب أطفالها في تناوله.
تدير المفوضية أحد أكبر برامجها للمساعدات النقدية في الأردن لدعم أسر اللاجئين الضعيفة لتغطية احتياجاتهم الأساسية ومنحهم حرية الاختيار بكرامة. كما تسعى لتحويل عملية توزيع المساعدات النقدية على اللاجئين من خلال المحافظ الإلكترونية، وهي طريقة توفر للاجئين مزيدًا من الاستقلالية في إدارة شؤونهم المالية وتعزز شمولهم المالي.
تَمكّن برنامج المساعدات النقدية التابع للمفوضية من الوصول إلى أكثر من ربع مليون لاجئ في الأردن طوال عام 2022. وبفضل الدعم السخي من صندوق قطر للتنمية، تلقى أكثر من 13,500 من اللاجئين السوريين الأكثر ضعفًا في الأردن مساعدات نقدية لمدة شهرين. وكما هو الحال مع حنان، تعتمد العديد من أسر اللاجئين على هذه المساعدة للوفاء بالتزاماتها.
تقول حنان: “لا أعرف ماذا سأفعل بدون المساعدة النقدية إنها الدعم الوحيد الذي أملكه.” نظراً للتحديات التي واجهتهم في السنوات الأخيرة، تولي حنان أهمية كبيرة لتعليم أطفالها، والتي تعتقد أنها الوسيلة المتاحة للوصول إلى مستقبل أكثر إشراقًا. أطفال حنان مسجلون حاليًا في المدرسة، وهي مصرة على بذل قصارى جهدها لضمان حصولهم على التعليم الجيد الذي يحتاجونه ويستحقونه. “كل ما أتمناه هو مستقبل أفضل لأولادي وأن يكونوا أشخاصاُ متعلمين. هذا ما سيجعلني فخورة بهم.”
شارك على فيسبوك شارك على تويتر