اختتم وفد من منظمة التعاون الإسلامي زيارة تضامنية إلى بنغلاديش بمشاركة ممثلين عن كل من صندوق التضامن الإسلامي، وصندوق قطر للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية العربية الاقتصادية، وبيت الزكاة الكويتي. نظمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الزيارة وقادتها بشكل مشترك مع المنظمة، وذلك ضمن الشراكة بين الجانبين وخطة العمل الموقعة بينهما عام 2022.
ومع اقتراب حلول الذكرى السادسة على النزوح الجماعي غير المسبوق للروهينغا من ولاية راخين في ميانمار عام 2017، سلطت الزيارة الضوء على الوضع الإنساني المتدهور والاحتياجات المتزايدة للاجئين الروهينغا والمجتمعات المضيفة في إقليم كوكس بازار في بنغلاديش.،.
زار الوفد عدة برامج تدعمها المفوضية وشركاؤها واطلعوا على الاحتياجات الملحة للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم. كما شهدوا على كيفية توفير الفرص للاجئين والمجتمعات المضيفة والتي من شأنها تقليل الاعتماد على المساعدات وتحسين فرص كسب العيش من خلال المهارات وبرامج بناء القدرات في المراكز المجتمعية. وقد تزامنت الزيارة مع موسم الأمطار الغزيرة التي أحدثت أضراراً بالغة في المساكن والمرافق والبنى التحتية لتضيف المزيد من المصاعب التي تواجه المجتمعات المهجرة الهشة أصلاً. وتسنى للوفد التعرف عن قرب على أنشطة المفوضية المتعلقة بإدارة المخاطر الناجمة عن الكوارث والتخفيف من المخاطر المتعلقة بالمناخ والاستعداد لمواجهتها، وكذلك سبل تجنب المزيد من التدهور في الظروف المعيشية بسبب أحوال الطقس القاسية.
من جهته، أشاد السفير طارق بخيت، مساعد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي للشؤون الإنسانية، على حكومة بنغلاديش وشعبها لكرمهم في استضافة أحد أكثر مجتمعات اللاجئين ضعفاً في العالم. وأشاد بشكلٍ خاصٍ بالمبادرات المتبعة لتسهيل وصول أطفال الروهينغا إلى المنهج الدراسي الميانماري وتعلم اللغة الميانمارية في المراكز التعليمية في المخيمات، تحضيراً لعودتهم الطوعية وإعادة اندماجهم في مجتمع أجدادهم في ميانمار. وقال معلقاً: “أوجه الدعوة لجميع الدول وخاصة الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لمواصلة التضامن عبر تقديم الدعم السخي لحكومة بنغلاديش والشركاء الإنسانيين في الاستجابة للاحتياجات الهائلة للروهينغا والمجتمعات المضيفة لهم .” وأضاف: “يجب أن يتماشى المسار الدبلوماسي جنباً إلى جنب مع الجهود الإنسانية للتعامل مع الأسباب الجذرية للمشكلة، والتوصل إلى حل دائم لأزمة الروهينغا بموجب القرارات ذات الصلة الصادرة عن منظمة التعاون الإسلامي.”
ينبغي أن تبقى الجهود المبذولة لإيجاد حلول لأزمة الروهينغا الهدف الأساسي للاستجابة، وتظل عودة الروهينغا الطوعية بأمان وكرامة إلى ميانمار وإعادة اندماجهم بطريقة مستدامة هي الأولوية ،. كما يمكن اعتبار تعزيز صمود اللاجئين في المخيمات، وإعادة التوطين، وفرص التعليم والعمل في دول ثالثة، جزءاً من النهج المتكامل لإيجاد الحلول.
من جهته، قال جوهانس فان دير كلاو، ممثل المفوضية في بنغلاديش: “نتوجه بالشكر لمنظمة التعاون الإسلامي لالتزامها وتضامنها مع اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش.” وأضاف: “تواجه جهود الاستجابة للروهينغا أزمة نقص حاد في التمويل أدت إلى تقليص المساعدات الغذائية مرتين مؤخراً. هناك حاجة ملحة للاستثمار في الجهود المشتركة لتمكين اللاجئين الروهينغا من الاعتماد على أنفسهم، فهم لا يستطيعون البقاء معتمدين على المساعدات الإنسانية ولا يرغبون في ذلك.”
من ناحيته، أشار خالد خليفة، مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي إلى أهمية تشارك المسؤولية وتضافر الجهود لمساعدة الأشخاص الأكثر ضعفاً، وتوجه بالشكر إلى الشركاء لثقتهم المستمرة والتزامهم بتعزيز جهود الاستجابة الإنسانية، وقال: “نأمل أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز الجهود السياسية والإنسانية لدعم بنغلاديش التي تستضيف ما يقرب من مليون لاجئ من الروهينغا في أكبر مخيم للاجئين في العالم.”
وكانت المنظمات الإنسانية العاملة في بنغلاديش قد أطلقت في وقت سابق من العام الحالي نداءً لتوفير ما يزيد عن 876 مليون دولار أمريكي لدعم اللاجئين الروهينغا في كوكس بازار وباسان شار والمجتمعات البنغلاديشية المضيفة لهم. ولم يتجاوز ما تم حشده من التمويل، حتى شهر أغسطس 2023، 28% فقط من خطة الاستجابة المشتركة، مما دفع المنظمات لحصر تركيزها على الاحتياجات الأكثر إلحاحاً فقط.
لمزيدٍ من المعلومات:
مفوضية اللاجئين:
منظمة المؤتمر الإسلامي:
شارك على فيسبوك شارك على تويتر