في العشرين من يونيو، احتفل مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الدوحة، قطر بيوم اللاجئ العالمي، وصاحب ذلك العديد من الفعاليات الرامية لزيادة الوعي حول محنة النازحين قسرًا على مستوى العالم وتسليط الضوء على الحاجة إلى التضامن والاحتضان. وكان موضوع يوم اللاجئ العالمي لهذا العام هو “الأمل بعيدًا عن الديار”، حيث تم تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها اللاجئون والإشادة بما قدموه من مساهمات في المجتمعات التي تستضيفهم.
ونظمت مفوضية اللاجئين عرضًا خاصًا للأفلام القصيرة بالتعاون مع مؤسسة الدوحة للأفلام في متحف الفن الإسلامي في الدوحة. تضمن العرض ثلاثة أفلام حول اللاجئين تدعمها مؤسسة الدوحة للأفلام، والتي ركزت على التجارب المختلفة التي يمرون بها، مع تسليط الضوء أيضًا على آمالهم وعزمهم. ومن خلال الدور الذي تلعبه الأفلام والروايات القصصية، تم إعطاء الجمهور لمحة عن حياة اللاجئين ورحلاتهم المحفوفة بالمخاطر بحثًا عن الأمان.
تزامن عرض الفيلم مع معرض يقدم معروضات استثنائية صنعها لاجئون من جميع أنحاء العالم من خلال مبادرة MADE51. تم عرض منتجات جميلة من صنع اللاجئين في مساحة المعرض، لتكون بمثابة شهادة على إبداع ومرونة الحرفيين اللاجئين. تمكن الضيوف من رؤية الحرفية الفريدة والقصص وراء كل قطعة، وإدراك أن هذه المنتجات لا تعكس فقط مواهب اللاجئين ولكن أيضًا جهودهم لاستعادة الاستقلال الاقتصادي.
علاوة على ذلك، شاركت مفوضية اللاجئين في تنظيم حلقة نقاش افتراضية مع “صلتك” وهي منظمة قطرية غير حكومية وشريك للمفوضية، لإجراء حوار حول الإدماج الاقتصادي للاجئين. وركزت حلقة النقاش التي حملت عنوان “من النزوح إلى الاعتماد على الذات” على أهمية الإدماج وتوفير فرص كسب العيش للاجئين، فضلًا عن تأثير ذلك على اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء من خلال تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة والنمو الوطني. وشارك في المناقشة متحدثون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وصندوق قطر للتنمية، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، بالإضافة إلى شابة أفغانية لاجئة تدرس في الدوحة.
وشدد المشاركون في حلقة النقاش على الحاجة إلى سياسات تكفل الإدماج للجميع، والحصول على التعليم، والتدريب المهني، وفرص العمل. كما أكدوا على أن الشراكات والتعاون الوثيق الذي يهدف إلى دمج اللاجئين في المدارس وأماكن العمل يخلق أيضًا مجتمعات أقوى وأكثر حيوية. خلال المناقشة، ذكر المتحدثون قصص نجاح رائعة، وتحدثت فتاة أفغانية لاجئة عن تجربتها من الفرار من الوطن إلى إعادة بناء حياتها كطالبة في قطر.
في عالم تستمر فيه النزاعات وتغير المناخ في إجبار عدد متزايد من الأشخاص على ترك كل شيء وراءهم بحثًا عن الأمان، فإن يوم اللاجئ العالمي بمثابة تذكير بأن جهودنا الجماعية يمكن أن تحدث فرقًا عميقًا في حياة الملايين. ومع استمرار النزوح القسري في التزايد، ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، بما يمثل 110 ملايين شخص أجبروا على الفرار، فأضحى من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى أن نتضامن مع اللاجئين وأن نخلق مجتمعات الإدماج التي توفر الفرص للجميع.
شارك على فيسبوك شارك على تويتر