نظمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وكلية الأمن الوطني التابعة لوزارة الداخلية الكويتية ورشة عمل تدريبية مشتركة امتدت 4 أيام حول الاستعداد لحالات الطوارئ. وتأتي هذه الدورة استكمالاً للنجاح الذي لاقته دورة العام الماضي، وفي إطار تبادل المفوضية خبراتها الواسعة وبناء القدرات وتعزيزها مع الشركاء في هذا المجال، ودورها لأكثر من 70 عاماً في تنسيق الاستجابة الطارئة والإنسانية لحالات النزوح القسري، سواء الناجمة عن الكوارث أو الحروب أو تلك المتعلقة بتغير المناخ.
وتهدف هذه الورشة -التي يقدمها خبراء في العمل الميداني في المفوضية- إلى تبادل الخبرات والدروس المستفادة، ودراسة وقائع حقيقية مبنية على أمثلة من الميدان للتخطيط للاستجابة الطارئة على المستوى المحلي، حيث تم من خلال هذه الورشة مناقشة المبادئ الإنسانية الأساسية والاستجابة في حالات الطوارئ، وعناصر خطط التأهب للطوارئ، والتواصل مع وسائل الإعلام، وأسس ومبادئ الحماية الدولية، ودور الدول المانحة في دعم جهود الاستجابة الإنسانية العاجلة.
كما تضمنت الورشة تدريباً عملياً لتطبيق النظريات والدروس المستفادة من خلال تمرينات لمحاكاة حالات الطوارئ والنزوح.
وتعليقاً على إطلاق النسخة الثانية من هذه الورشة، قالت ممثلة المفوضية لدى دولة الكويت، نسرين ربيعان: “تسعد المفوضية دائماً بالتعاون مع الجهات المحلية المختصة في دولة الكويت التي تعد شريكاً استراتيجياً لنا، وبمشاركة الخبرات العملية والدروس المستفادة في مجالات الاهتمام المشترك”. وأضافت: “نفخر بإطلاق النسخة الثانية من هذه الورشة التي تعد امتداداً لنجاح الورشة التي نسقتها المفوضية وكلية الأمن الوطني في نوفمبر من العام الماضي، ونتقدم بالشكر لوزارة الداخلية الموقرة ممثلة في كلية الأمن الوطني على ثقتها بالمفوضية وحرصها على تنظيم مثل هذه الورشات الهامة للمسؤولين المختصين بقيادة جهود الاستجابة لحالات الطوارئ.”
من جانبه، صرح مدير معهد الدراسات الاستراتيجية الأمنية، العميد حقوقي د. عبد العزيز بو ظهير: “إن استشعار الحالات الطارئة والاستعداد لها وعمل التدابير الاحترازية لمواجهتها يعتبر من أهم أعمال استشراف المستقبل والتخطيط الاستراتيجي للتعامل مع التحديات الصعبة للأمن الوطني، ومن هنا يبرز الدور المحوري لكلية الأمن الوطني وحرصها على تعزيز خبرات الكفاءة الوطنية ومشاركة خبراتها الثرية في هذا المجال مع المنظمات الدولية المختصة.”
تشمل مجالات عمل المفوضية كمنظمة مختصة في العمل الميداني والإنساني تنسيق الاستجابة لحالات النزوح الطارئة سواء داخل بلدان المنشأ أو على الحدود الدولية، أو في بلدان اللجوء، حيث يتواجد أكثر من 91% من موظفيها في الميدان لتقديم المساعدة والدعم للدول والمجتمعات المضيفة والأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية أينما كانوا في العالم. وفي الوقت الذي وصلت فيه مستويات النزوح إلى أعداد غير مسبوقة تخطت حاجز الـ 103 مليون شخص من المهجرين قسراً، فإنه من المهم تطوير وتمكين الخبرات المحلية والوطنية لشركاء المفوضية للتأهب والاستعداد لحالات الطوارئ على نحو أكثر كفاءة.
وتعد دولة الكويت من الدول الرائدة في مجال حفظ السلم والأمن سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، حيث تسعى دومًا إلى إيجاد الحلول وحشد الدعم لتفادي التبعات الجسيمة لحالات النزوح والطوارئ.
شارك على فيسبوك شارك على تويتر