وقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دولة الكويت والجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير “تنمية الخيرية” اتفاقية منحة لتوفير المأوى وإمدادات مياه الشرب والدعم الصحي لتوفير المواد الطبية والأدوية للاجئين الروهينغا في بنغلاديش. وقد جرت مراسم التوقيع في مقر جمعية تنمية الخيرية في مدينة الكويت بحضور كل من ممثلة مفوضية اللاجئين لدى دولة الكويت، نسرين ربيعان، ورئيس مجلس الإدارة والمدير العام لجمعية تنمية، الدكتور ناصر العجمي.
تأتي هذه الاتفاقية في إطار الحملة المشتركة لجمع التبرعات التي أطلقتها المفوضية بالشراكة مع جمعية تنمية في شهر رمضان عام 2023 و 2024 لدعم اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش، حيث من المتوقع أن يستفيد منها أكثر من 60,000 أسرة. وستخصص مساهمات الصدقة للمساعدة في توفير إمدادات المياه الصالحة للشرب، في حين ستخصص أموال الزكاة لتوفير المأوى والدعم الصحي لتوفير المواد الطبية والأدوية، حيث ستواصل المفوضية وشركاؤها تقديم الدعم للمأوى لأسر اللاجئين من خلال إصلاح وإعادة تأهيل المآوي المتضررة، وتوفير المواد التي من شأنها أن تمكنهم من أن يكونوا أكثر مقاومة للطقس العاصف وحوادث الحرائق خاصةً بعد الاحداث الأخيرة، وستستمر مبادرات التوعية ومكافحة الحرائق في المخيمات للوقاية من المخاطر والاستجابة للكوارث الطبيعية وستواصل المفوضية وشركاؤها في مجال الصحة تقديم خدمات الصحة العامة في المخيمات مع التركيز على كل من الأمراض المعدية وغير المعدية والصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي والرعاية الأولية للأسنان والعلاج الطبيعي وخدمات المختبرات الشاملة وتوفير الأدوية الأساسية في عشرة مرافق رعاية صحية مع خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي المتكاملة.
وقد أعربت ممثلة المفوضية لدى دولة الكويت، نسرين ربيعان، عن شكرها وامتنانها لجمعية تنمية الكويتية لدعمها المستمر لأنشطة المفوضية الإنسانية، وقالت: “لقد أثمرت شراكتنا مع جمعية تنمية على مدى الأربع سنوات الماضية عن مساعدة حوالي 450,000 لاجئ من الروهينغا، مما يعكس الالتزام الإنساني العميق لدولة الكويت حكومةً وشعباً، وحرصها على مد يد العون للاجئين أينما كانوا، ويؤكد على دورها كمركز عالمي للعمل الإنساني.” وأضافت: “مع تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحة للاجئين والنازحين الذين بلغ عددهم أكثر من 120 مليون شخص اضطروا للفرار نتيجةً للحروب والنزاعات وانتهاكات حقوق الإنسان والآثار المترتبة على تغير المناخ، أصبحت هذه الشراكات المستدامة ذات أهمية كبيرة أكثر من أي وقت مضى.”
من جهته أشاد رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لجمعية تنمية الخيرية، الدكتور ناصر العجمي، بتوقيع الاتفاقية مع مفوضية اللاجئين لدعم اللاجئين الروهينغا، والتعاون المستمر بين الجانبين منذ ما يقارب 4 سنوات، مما يدل على “الثقة المتبادلة بين الطرفين”. وبيّن العجمي ضرورة دعم تلك القضية الإنسانية التي مر عليها أكثر من خمس سنوات، لافتا إلى أن «تنمية الخيرية» وبدعم كبير من المحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء والشراكة مع المفوضية نجحت خلال الحملات السابقة في دعم اللاجئين من الروهينغا، وأكد العجمي أن تفاقم هذه المعاناة ضاعف من مسؤولية الجمعية لتخفيف معاناة اللاجئين والنازحين ودعم الجهات الدولية ذات الصلة، إذ نسعى بالشراكة مع المفوضية وغيرها من الجهات الموثوقة إلى توفير أساسيات الحياة من فاقدي المأوى، والمأكل، والملبس، والدواء.
اعتبارا من 30 يونيو 2024، تم تسجيل 984,591 لاجئا من الروهينغا في بنغلاديش. وأقامت الغالبية العظمى، 949,234 شخصا، في 33 مخيما مكتظا في منطقة كوكس بازار، بينما كان ال 35,357 الباقين في باسان شار، وهي جزيرة في منطقة نواخالي. وقد تم نقلهم كجزء من مشروع حكومة بنغلاديش لتخفيف الاكتظاظ في المخيمات في كوكس بازار ونقل ما يصل إلى 100,000 لاجئ.
وبسبب تدهور الوضع الأمني الذي تفاقم مع انعدام حرية التنقل والحق في العمل وإيجاد الحلول وفرص كسب العيش، شهدت المخيمات ارتفاعا بنسبة 180٪ في الحوادث الأمنية الخطيرة في عام 2023 مقارنة بعام 2022، والتي ارتكبت العديد من الحوادث من قبل مجموعات منظمة، وهم يواجهون العديد من التحديات لتلبية الاحتياجات الأساسية كالمأوى والتغذية السليمة ومرافق النظافة وفرص كسب العيش.
شارك على فيسبوك شارك على تويتر