تحت رعاية وزير الخارجية الكويتي، عبد الله اليحيا، أحيت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف 20 يونيو من كل عام، تحت شعار “كويت التنمية والإنسانية”، ووجهت الجهتان الدعوة إلى المجتمع الدولي لإظهار التضامن مع اللاجئين وإيجاد الحلول لهم.
خلال الفعالية، تم استعراض الأثر الإيجابي للشراكة الاستراتيجية بين المفوضية والصندوق الكويتي منذ عام 2016، والتي أسفرت عن عدد من المشاريع المشتركة التي استفاد منها أكثر من 700,000 لاجئ ونازح داخلياً في شمال العراق واليمن والأردن. كما تضمنت الفعالية الكشف عن وصول أعداد النازحين قسراً إلى مستويات قياسية جديدة. فمع نهاية عام 2023، تجاوز عدد النازحين قسراً 120مليون شخص بين لاجئ ونازح داخلياً وطالب لجوء اضطروا للفرار من منازلهم بسبب الحروب والاضطهاد والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان وما يعتري المناخ من اضطرابات، وفي ظل ضائقات تمويلية تحد من القدرة على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة، مما يجعل الشراكات مع المنظمات الإنسانية والصناديق التنموية أهم من أي وقت مضى.
وقال معالي السيد عبد الله اليحيا- وزير الخارجية الموقر:” تجتهد بلادي في مد يد العون للفئة الأكثر ضعفاً بين من يحتاجون للرعاية والدعم، وهم النازحون من ديارهم نتيجة للصراعات والحروب والكوارث، ونحن في دولة الكويت نفخر بشكل خاص بشراكتنا القوية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقد مكنتنا هذه الشراكة المميزة من تقديم التمويل اللازم لبناء المساكن وتوفير الاحتياجات والخدمات الأساسية للاجئين والنازحين داخلياً والمجتمعات المستضيفة لهم في مختلف بؤر الصراع حول العالم، بما يسهم في إيجاد الفرص الحياة كريمة للملايين”.
وأكد وزير الخارجية أن “الصندوق الكويتي والمفوضية، تمكّنا من خلال شراكتهم من تحسين الظروف المعيشية وتغطية الاحتياجات الأساسية لأكثر من 200 ألف لاجئ في شمال العراق، ومن تطوير الخدمات الصحية لأكثر من 100 ألف لاجئ في الأردن، ومن دعم النازحين داخلياً في اليمن”.
وأضاف: “التزام الكويت بمد يد العون للأفراد الأكثر ضعفاً حول العالم هو منهج لن يتزعزع، ولن تقتصر جهودنا على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة فحسب، وإنما تمتد لأبعد من ذلك لتشمل إنسانيتنا المشتركة والقيم التي تربطنا، وسنواصل الوقوف إلى جانب أولئك المنكوبين بسبب ويلات الصراع والكوارث الطبيعية أينما كانوا، معتمدين في ذلك على الشراكات المتينة التي بيننا، لنصل بمشيئة الله تعالى إلى عالم لا يُترك فيه إنسان بلا مأوى”.
في كلمتها، عبّرت ممثلة مفوضية اللاجئين لدى دولة الكويت، نسرين ربيعان، عن شكرها للصندوق الكويتي للتنمية على استضافة الفعالية برعاية وزير الخارجية، ونوّهت إلى التاريخ الحافل للكويت في مجال العمل الإنساني، مشددة على أهمية التضامن مع اللاجئين، وقالت: “عاماً بعد عام، تستمر أرقام النزوح القسري في الازدياد والوصول إلى مستويات تاريخية وغير مسبوقة، مما يحتم علينا فعل المزيد لإظهار التضامن مع اللاجئين، ما يعني إبقاء أبوابنا مفتوحة لهم، وتسليط الضوء على عزيمتهم وإنجازاتهم، والتأمل في التحديات التي يواجهونها. كما أن التضامن مع الأشخاص المجبرين على الفرار يعني أيضاً إيجاد الحلول لمحنتهم، وإنهاء الصراعات التي أدت إلى نزوحهم، وتمكينهم من العودة إلى ديارهم بأمان وكرامة، وضمان حصولهم على الفرص للازدهار في المجتمعات التي رحّبت بهم، وتزويد البلدان المضيفة بالموارد التي تحتاجها لإدماج اللاجئين وتقديم الدعم لهم.”
وأضافت: “تحمل هذه الفعالية عنوان ’كويت التنمية والإنسانية’ تأكيداً على مكانة دولة الكويت كمركز للعمل الإنساني العالمي، وتقديراً لدورها الذي ينعكس من خلال الشراكة الاستراتيجية مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، فقد أثمرت هذه الشراكة عن مساعدة اللاجئين والنازحين والمجتمعات المضيفة عبر تنفيذ مشاريع إنسانية متنوعة في مجالات البنية التحتية والمأوى والمياه والصرف الصحي والصحة، ونتطلع إلى بذل المزيد من الجهود المشتركة لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة لمن هم بأمس الحاجة لها.”
من الجدير بالذكر أن يوم اللاجيء العالمي هو يوم عالمي خصصته الأمم المتحدة لتكريم اللاجئين في جميع أنحاء العالم، ولتسليط الضوء على حقوقهم واحتياجاتهم وأحلامهم، والاحتفاء بشجاعتهم ومثابرتهم رغم التحديات.
شارك على فيسبوك شارك على تويتر