نظم مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي زيارة تضامنية إلى شرق تشاد، بمشاركة وزارة الخارجية الكويتية، وقطر الخيرية، وجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية والندوة العالمية للشباب الإسلامي ومنظمة ميدام، وانضم إلى الوفد ممثلو مفوضية اللاجئين لدى الكويت وقطر.
بعد مرور عام على اندلاع الأزمة في السودان، مازال الآلاف من الأشخاص يضطرون للنزوح قسراً بحثًا عن الأمن والأمان إما داخل حدود البلاد، أو خارجها ليصبحوا لاجئين في دول الجوار، وقد تجاوز عدد السودانيين اللذين اجبروا على الفرار حتى الآن عتبة الـ 8.5 مليون شخص داخل وخارج السودان، وتتفاقم الاحتياجات الأساسية الطارئة للأسر النازحة واللاجئة وتزداد بشكل مطّرد لا يتناسب مع مستوى التمويل المنخفض المتاح للمفوضية.
يواجه السودان والدول المجاورة له -كجمهورية تشاد- واحدةً من أضخم أزمات النزوح الإنسانية وأكثرها تعقيداً على مستوى العالم. وغالباً ما يصل اللاجئون -وجلّهم من النساء والأطفال- إلى مناطق نائية تفتقر إلى الخدمات الأساسية والبنى التحتية ويمكثون في ظروف غير صحية تتسم بالاكتظاظ، مما يفاقم من معاناتهم ويصعب عليهم تأمين الغذاء والمياه الصالحة للشرب والمأوى والرعاية الصحية.
التقى أعضاء الوفد الزائر عدداً من المسؤولين والشركاء العاملين في الاستجابة الإنسانية في تشاد، وقاموا بزيارات ميدانية في عدد من المخيمات والمناطق في شرق البلاد التي تستضيف اللاجئين من السودان، واطلعوا عن كثب على أوضاعهم وحجم الاحتياجات الإنسانية الهائلة للاجئين وأفراد المجتمعات المضيفة.
مع انتهاء الزيارة الميدانية صرّح خالد خليفة، مستشار المفوض السامي وممثل مفوضية اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي، قائلاً: “كان حجم الاحتياجات التي رأيناها خلال الزيارة مأساوياً، وكان من المؤلم الاستماع إلى قصص اللاجئين وما عايشوه من أهوال مروعة وتجارب عنيفة سواء خلال رحلة النزوح القاسية حتى وصولهم إلى بر الأمان، أو الظروف المعيشية اليومية والإمكانيات المحدودة في مخيمات اللجوء التي تعيقهم عن تأمين الأساسيات لأطفالهم. كما اطلعنا على التحديات الكبيرة التي تواجه زملاءنا في الميدان وقد عبر الكثير منهم عن خيبة أملهم بسبب غياب الاهتمام الدولي وشح التمويل الضروري لتأمين الحد الأدنى من العيش الكريم لهؤلاء الأشخاص. من المحزن أن نرى عدداً محدودأ جداً من المنظمات في الميدان لتقديم الدعم للاجئين السودانيين، بينما يستمر تدفق الأشخاص إلى هذه المنطقة من تشاد في خضم التحديات المتزايدة وشح الموارد. ينبغي بذل المزيد من الجهود ويجب توفير المزيد من التمويل لتسريع الاستجابة الإنسانية. يجب ألا يتم تجاهل هذه الأزمة.”
وأضاف: “بينما نأمل أن يكثف المجتمع الدولي جهوده على كافة المستويات لإنهاء الحرب التي تعرّض حياة الملايين من الأشخاص للخطر، نتطلع إلى تكاتف الجهود الإنسانية مع الجهات المانحة لحشد التمويل والموارد الحيوية اللازمة لدعم السودان والدول المضيفة ولضمان توفير متطلبات العيش الكريم للأشخاص الذين اضطروا إلى الفرار والمجتمعات المضيفة لهم. كما نتوجه بالشكر الجزيل لكل من ساهم في دعم الاستجابة الإنسانية التي تقودها مفوضية اللاجئين في تشاد، ونأمل أن تؤدي هذه الزيارة إلى اتفاقيات إضافية مع الشركاء من دول مجلس التعاون الخليجي.
تشهد تشاد أكبر تدفق للاجئين في تاريخها مع وصول أكثر من 570,000 لاجئ من السودان حتى منتصف أبريل الجاري، ويستمر هذا العدد بالارتفاع مع استمرار النزوح مما يفاقم الاحتياجات الإنسانية ويعمق من التحديات التي تواجه اللاجئين والمجتمعات المضيفة في شرق البلاد الهشة أصلاً، والتي استقبلتهم ورحبت بهم رغم صعوبة الأحوال، وتشاركت معهم مواردها بسخاء بالغ، مما يحتّم على المجتمع الدولي الوقوف إلى جانبهم وتقديم الدعم الإنساني والتنموي اللازم. تجدر الإشارة إلى انخفاض مستوى التمويل المطلوب بشكل حرج، حيث يتوفر 7% فقط من الاحتياجات المطلوبة ضمن خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين لعام 2024 في الدول المجاورة للسودان- ومن بينها تشاد.
شارك على فيسبوك شارك على تويتر