وقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية اليوم اتفاقية منحة لدعم برامج سبل كسب العيش للاجئين الروهينغا في جنوب شرق بنغلاديش. وقّع الاتفاقية كل من نسرين ربيعان، ممثلة المفوضية لدى دولة الكويت، والدكتور بدر السميط، مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في مقر الهيئة في الكويت.
ستتمكن المفوضية من خلال هذه الاتفاقية من تزويد أكثر من 870 أسرة لاجئة (حوالي 4,350 لاجئاً) و580 أسرة من المجتمع المضيف (حوالي 2,900 شخص) بالدعم اللازم لزيادة الإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي، بهدف تحسين أمنهم الغذائي واستحداث مصادر للدخل. كما ستقدم المفوضية التدريب اللازم لبناء مهارات اللاجئين وأفراد المجتمع المضيف في مجال أساليب الزراعة المحسّنة والبستنة المنزلية، إلى جانب توفير أدوات البستنة والري والشتلات والأسمدة العضوية والدواجن والماشية ومصائد الأسماك. كما ستعمل على تقديم الدعم التقني لإعداد هياكل البستنة الرأسية وخلط التربة ومكافحة الآفات طوال فترة المشروع التي تمتد لعام واحد.
وبهذه المناسبة، أعربت ممثلة المفوضية لدى دولة الكويت، نسرين ربيعان، عن امتنانها للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وأشادت بشراكتها مع المفوضية على مدار سنوات، وقالت: ”مع تزايد أعداد النازحين قسراً في العالم إلى أكثر من 103 مليون شخص اضطروا للفرار من ديارهم بسبب الحروب والصراعات وانتهاكات حقوق الإنسان والآثار المترتبة على التغير المناخي، يعيش الملايين من الأشخاص في ظروف معيشية صعبة وتواجههم تحديات مستمرة لتأمين احتياجاتهم الأساسية.“ وأضافت: ”بفضل المساهمة الكريمة المقدمة من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، سنتمكن من الاستمرار في تحسين الظروف المعيشية للاجئين الروهينغا من خلال تطوير المهارات والقدرات وتوفير سبل كسب العيش التي تعزز لديهم الاعتماد على الذات والعيش بأمان وكرامة“.
من جانبه، قال الدكتور بدر السميط، مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية: ”أقدمت الهيئة الخيرية على دعم هذا البرنامج التنموي لدعم الوضع الإنساني للاجئين الروهينغا في بنغلاديش في سياق رؤيتها الاستراتيجية الهادفة إلى التمكين الاقتصادي لأصحاب الحاجة، ومبادرتها الاستراتيجية ’حلول’ المعنية برفع قدرات الفئات الضعيفة وإكسابهم مهارات مهنية وحرفية، تعينهم على امتلاك خبرات وتؤهلهم للحصول على فرص عمل مناسبة“. وأضاف: ”تسعى الهيئة الخيرية في ضوء رؤيتها الاستراتيجية إلى بناء شراكات استراتيجية فعّالة مع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، وفي هذا الإطار، ترتبط الهيئة بعلاقات وثيقة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ توقيع اتفاقية التفاهم المشتركة عام 2000، ونحن نعتز بهذه الشراكة ونرحب بهذا التعاون الاستراتيجي، ونسعى إليه من أجل عمل إنساني أفضل“.
في إطار جهودها الهادفة لتسليط الضوء على الاحتياجات الإنسانية للاجئين في بنغلاديش، نظّمت المفوضية زيارة ميدانية إلى مخيم اللاجئين الروهينغا خلال عام 2022 بمشاركة وفد من الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، وذلك للاطلاع على برامج الدعم والاستجابة التي تقدمها المفوضية في الميدان، وتعزيز الشراكة مع الجمعيات الخيرية الكويتية. وقد أشاد الوفد بجهود المفوضية وأنشطتها بمجال دعم سبل كسب العيش، والتقى بالعديد من اللاجئين الذين يديرون أعمالهم الخاصة بدعم من تلك البرامج.
تناشد المفوضية المجتمع الدولي لتقديم المزيد من فرص الاستثمار لضمان استفادة اللاجئين الروهينغا من تنمية المهارات، بما في ذلك التدريب المهني والأشكال الأخرى الخاصة ببناء قدرات اللاجئين البالغين والشبان منهم. ومن شأن ذلك أن يتيح للاجئين دعم مجتمعاتهم والعيش بكرامة في بنغلاديش، وقبل كل شيء إعدادهم لإعادة بناء حياتهم عندما يتمكنون من العودة طواعية وبأمان إلى بلادهم.
شارك على فيسبوك شارك على تويتر