أظهرت الدراسة الجديدة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي لعام 2024 في الأردن عودة ظهور أزمة إنسانية مستجدة، والتي قد حذرت منها المفوضية خلال الأشهر الماضية. تشير البيانات الجديدة إلى ارتفاع نسبة الفقر بين اللاجئين في المناطق الحضرية والمخيمات من 57 في المائة إلى 67 في المائة على مدى العامين الماضيين والتي اتسمت أيضاً بالتحديات الاقتصادية للأردنيين الأكثر ضعفاً. تصنف اثنتان من كل ثلاث أسر لاجئة على أنها فقيرة بناءً على تحليل البنك الدولي لبيانات المفوضية، حيث انخفض متوسط الدخل الشهري للاجئين بشكل كبير، وهذه إحدى النتائج الرئيسية للدراسة التي أجرتها المفوضية.
تقدم الدراسة التي تعرف أيضاً باسم “إطار تقييم الاحتياجات” تحليلاً عميقاً للوضع الاجتماعي والاقتصادي للاجئين، حيث تشير إلى انخفاض بنسبة 12 في المائة بالنسبة لدخل السوريين في المجتمعات المحلية خلال العامين الماضيين، بينما كان الانخفاض أكبر في مخيمي الأزرق والزعتري.
66 في المائة من العائلات السورية في المجتمعات المحلية تقوم بالفعل بتقليل كمية الطعام التي تتناولها، في حين أن 71 في المائة من اللاجئين من الجنسيات الأخرى يلجؤون إلى اتخاذ هذا القرار الصعب، حيث كلا الرقمين ارتفعا من 58 في المائة سابقاً. وقد تضاعف عدد الفتيات والفتيان اللاجئين العاملين ثلاث مرات ليصل إلى 11 في المائة منذ عام 2022، مما يقوّض قدرتهم على الذهاب إلى المدرسة.
كما كشفت الدراسة الجديدة التي أجرتها المفوضية عن تدهور ظروف مساكن اللاجئين في كل من المخيمات والمجتمعات المحلية، حيث أن 69 في المائة من الأسر اللاجئة في القرى والبلدات يعيشون في ظروف دون المستوى مع عدم وجود إضاءة طبيعية أو تهوية أو نظام كهربائي آمن أو حماية أو يعيشون في منزل بسقف تالف أو نافذة مكسورة. كما تبين أن المساكن في مخيمي الأزرق والزعتري هم في حالة سيئة للغائة. وقد أبلغت حوالي واحدة من كل عائلتين لاجئة عن مشاكل متكررة مع القوارض والحشرات في أنظمة مياه الصرف الصحي الخاصة بهم. 44 في المائة من اللاجئين الذين يعيشون في المجتمعات المحلية لا يملكون أي حماية قانونية من الإخلاء بحسب عقد الإيجار الرسمي.
ويقول ممثل المفوضية، دومينيك بارتش: “لقد حذرنا مراراً وتكراراً من أن وضع اللاجئين سيعود مرة أخرى إلى أزمة إنسانية إذا لم يستمر دعم المانحين”، وأضاف “لدينا الآن أدلة تشير إلى أن هناك أزمة إنسانية تتفاقم بشكل مؤسف.”
يوضح مؤشر الضعف المناخي لعام 2024 مدى تأثر اللاجئين من تغيّر المناخ، مؤشراً إلى تأثرهم بالظروف الجوية القاسية مثل موجات الحر، مما يعكس حساسية اللاجئين وقدرتهم على التكيف. حوالي 40 في المائة من اللاجئين في الأردن معرضون لمشاكل تغيّر المناخ، وفقاً لدراسة مفوضية شؤون اللاجئين. تعرض 36 في المائة من اللاجئين لتضرر منازلهم في المدن والقرى في الأردن بسبب الأمطار أوتسرب المياه، وهناك 14 في المائة أخرين تأثروا بسبب العواصف، بما في ذلك العواصف الرملية. أكثر من نصف المساكن في المخيمات تأثرت بهذه الظروف. يقول بارتش: “هذا يدل على أهمية الاستثمار في قدرة المجتمعات في الأردن على التكيف مع تغير المناخ، فالمزيد من الجهد نفسه لن يفي بالغرض الآن.” يناشد ممثل المفوضية للتخطيط الإنمائي الذي يشمل اللاجئين. “هناك حاجة إلى حلول أكثر استدامة لوضعهم في الأردن، خاصة للاجئين في المخيمات الأكثر عرضة للصدمات الاقتصادية والمناخية.”
تؤكد بيانات الدراسة أيضاً رغبة قوية بين اللاجئين في تحقيق الاعتماد على الذات والمساهمة في المجتمعات المضيفة. تظهر النتائج أن أكثر من نصف العائلات اللاجئة السورية لديها فرد عامل، وتعتمد على دخل العمل كمصدر أساسي لكسب الرزق. وبالمثل، يعد العمل مصدراً مهماً لدخل العائلات اللاجئة غير السورية، ولكن على الأرجح، بسبب فرص العمل المحدودة، يعتمد اللاجئون بشكل أكبر على مصادر الدخل الأخرى، مثل المساعدات الإنسانية.
وتستند الدراسة إلى مقابلات تجسد وضع أكثر من 34000 لاجئ من جنسيات سورية وعراقية وأخرى. وتتألف من جزأين، أحدهما عن اللاجئين في المخيمات، والآخر عن اللاجئين في المجتمعات المحلية. وقد تم إعدادهما بالتعاون مع البنك الدولي وبرنامج الأغذية العالمي. وباعتباره الإطار الأكثر شمولاً للوضع الاجتماعي والاقتصادي للاجئين في الأردن، لم يكن ذلك ممكناً لولا الدعم الكبير من المانحين من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا لبرنامجنا في الأردن.
دراسة الوضع الاجتماعي والاقتصادي للاجئين في المخيمات: هنا وعن اللاجئين في المجتمعات هنا.
نهاية.
للمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:
[email protected] ، +962 790 371 787 : بتول غيث
مشاركة على فيسبوك مشاركة على تويتر