عاليه حسن، لاجئة سورية من ذوي الإعاقة في الأردن، تشارك سبب اعتقادها أن العالم لم ينس وضع اللاجئين وإمكانياتهم.
“في اليوم الأخير من المنتدى العالمي للاجئين في جنيف، خلال خطاب المفوض السامي عندما طلب من جميع اللاجئين الحاضرين الوقوف وطلب من الجميع التصفيق لنا، في تلك اللحظة، شعرت بالتقدير الكبير.
لم أعد أشعر أنني ‘مجرد لاجئة’. تأثرت جدًا في تلك اللحظة وبكيت. فذلك عنىّ لي الكثير أن قادة ومسؤولي العالم يعترفون بنا ويروننا. شعرت بأنني قوية.
كانت المشاركة في المنتدى بمثابة مكافأة لي بعد كل سنوات النضال والعمل الجاد. كان القدوم من سوريا قبل 11 عاماً بمفردي كشخص من ذوي الإعاقة أمراً صعباً للغاية.
اضطررت إلى ترك عائلتي عندما هربت إلى الأردن لوحدي، أراد مني والداي مغادرة القرية النائية في درعا التي كانت بيتي، على الرغم من كل التحديات التي واجهتها هناك.
لم أر عائلتي منذ وصولي إلى الأردن. أصبت بشلل الأطفال عندما كنت رضيعة، وهو مرض مهدد للحياة يسببه فيروس شلل الأطفال، ويمكن أن يسبب الشلل.
فقدت الإحساس في جانبي الأيسر بأكمله. كان هذا أمراً صعباً خلال حياتي، فكنت أتعرض للتنمر في المدرسة، ولكن هذا لم يمنعني من مواصلة تعليمي.
كان لدي دائماً جهاز متصل من فخذي حتى قدمي مما مكنني من التحرك، وبدون هذا الجهاز، لا أستطيع التحرك على الإطلاق. أقلقني هذا الأمر عندما سافرت إلى جنيف، لأنني إذا فقدت قطعة واحدة من الجهاز، فلن أتمكن من التحرك على الإطلاق، لكنني حرصت على إجراء الصيانة المطلوبة للجهاز قبل السفر. لا شيء كان سيمنعني من الذهاب إلى هناك.
بعد أن تمكنت من إنهاء دراستي الثانوية، حصلت على دبلوم، ثم عملت لمدة 5 سنوات، ثم التحقت بجامعة دمشق وتخرجت بدرجة البكالوريوس في اللغة الفارسية.
بعد وصولي إلى الأردن، كنت مصممة على مواصلة حياتي و على أن أكون نشطة قدر الإمكان، ولم يكن هذا أمرًا سهلاً. تطوعت مع لجان الدعم المجتمعي في إربد، حيث أحرص على حماية اللاجئين ذوي الإعاقة وحقوقهم.
لجان الدعم المجتمعي هي لجان دعم يتم تشكيلها على مستوى المحافظات حيث يعمل كل من اللاجئين والمجتمعات المضيفة معاً لتعزيز التماسك الاجتماعي وتعزيز وصول اللاجئين إلى الحماية.
عندما تلقيت خبر ترشيحي للذهاب إلى جنيف لمنتدى اللاجئين العالمي، كنت سعيدة جداً.
نظراً لأنني عضو نشط جداً في اللجنة، فقد أتيحت لي الفرصة للمشاركة في منتدى اللاجئين العالمي، بالإضافة لمنتديات ومؤتمرات أخرى تخص اللاجئين. قبل المنتدى العالمي للاجئين، شاركت أيضاً في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في عام 2022، والذي ناقشنا فيه كيفية إيجاد عالم أفضل للاجئين.
عندما تلقيت خبر ترشيحي للذهاب إلى جنيف لمنتدى اللاجئين العالمي، كنت سعيدة جداً. كان هناك 4 لاجئين آخرين من الأردن شاركوا في المنتدى، و قد كنا جزءاً من المناقشات حول جميع قضايا اللاجئين، والتي كانت الأكثر أهمية للخروج بالتعهدات والخطة للاجئين في السنوات القادمة.
منتدى اللاجئين العالمي هو أكبر تجمع دولي في العالم حول اللاجئين، ولهذا السبب أردت أن أكون الصوت الحقيقي لجميع اللاجئين، وخصوصاً ذوي الإعاقة، لأنني أعرف معاناتهم شخصياً، فشعرت بمسؤولية الكفاح من أجلهم.
مشاركتي في المنتدى كانت ملهمة جداً بالنسبة لي. تعلمت الكثير من وجودي هناك، تعلمت أن صوتي مهم، واستفدت من تجارب الآخرين أيضاً، وتحديداً عندما رأيت الفائزين بجائزة نانسن، مما حفزني على العمل بجد أكثر من أجل اللاجئين على أمل الحصول على الجائزة في المستقبل.
قابلت الكثير من الناس واللاجئين من جميع أنحاء العالم، وأدركت أن كوننا لاجئين لا يعني أننا غير قادرين، فنحن لدينا الإرادة للعمل وأن نكون منتجين كما نكون في بلادنا، ويجب علينا أن نفعل ذلك أينما كنا.
إن نتائج المنتدى وتعهداته واعدة للغاية، ونحن جميعاً نتطلع إلى رؤيتها على أرض الواقع، فقد جدد المنتدى أملنا في العالم مرة أخرى حيث كان علامة واضحة على أن العالم لم ينسانا.”
.قصة عاليه بقلم: بتول غيث في عمّان، الأردن
مشاركة على فيسبوك مشاركة على تويتر