كيف تساعد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في كسر الحواجز أمام اللاجئين للحصول على التعليم العالي ليصبحوا نشطين في المجتمع
يقول بكر العبيدي، طالب عراقي يبلغ من العمر 18 عاماً، مقيم في عمّان ويدرس الطب في جامعة اليرموك: “أنا سعيد جداً لأنني حققت هدفي الأول في الحياة، وهو دراسة الطب، وتمكنت من تحقيقه بفضل قرار تخفيض الرسوم الجامعية لتعادل رسوم الطالب الأردني بدلاً من الرسوم الأعلى كطالب دولي”.
تركت عائلة بكر العراق في عام 2005، حيث كان يبلغ من العمر شهر واحد فقط ولم يزر العراق منذ ذلك الحين. وتُظهر قصته الأثر الجذري للتعليم العالي على الشباب النازحين.
“لطالما أردت دراسة الطب، فهو التخصص الأكثر إنسانية، مما حفزني أكثر لدراسته، تحديداً بعد جائحة كورونا التي شهدنا خلالها كيف كان الأطباء في الواجهة لمساعدة الناس”.
“عندما حصلت على قبول الجامعة، تحمست جداً واحتفلت مع عائلتي، شعرت وكأنني أطير من الفرح في ذلك اليوم!”
كانت المعوقات المالية لن تسمح لبكر بدراسة تخصص أحلامه، فرسوم الجامعة الباهظة تشكل تحدي لا يمكن تجاوزه بالنسبة له ولكثير من اللاجئين.
وبما أن التعليم العالي جزء لا يتجزأ من استراتيجية المفوضية التعليمية، التي تهدف إلى مساعدة الشباب في تحقيق تطلعاتهم المستقبلية، فقد تمكنت المفوضية من تقليل هذه التحديات في الأشهر الأخيرة، حيث أدت جهود المفوضية إلى تغييرات مهمة في السياسات، بما في ذلك السماح للطلبة اللاجئين مثل بكر بدفع نفس الرسوم التي يدفعها الطالب الأردني في عدة جامعات أردنية، بالإضافة إلى جامعة اليرموك التي تستضيف حالياً أكثر من 100 طالب لاجئ، و قامت أيضاً جامعة البلقاء التطبيقية وجامعة آل البيت وجامعة الطفيلة بخفض رسوم الدراسة للاجئين من جميع الجنسيات.
إسلام مساد، رئيس جامعة اليرموك، أوضح سبب خفض الجامعة لرسوم الطلبة اللاجئين قائلاً “إن التحاق اللاجئين في الجامعة يخدم المجتمع المحيط في إربد وشمال الأردن، حيث يتواجد عدداً كبيراً من اللاجئين. بالإضافة إلى دعم اللاجئين للتقدم نحو مستقبل أفضل لأنفسهم ولأسرهم، مما سيكون له أثر إيجابي على المجتمع”.
“تتماشى رؤية الجامعة وأهدافها ورسالتها مع قرار خفض الرسوم للطلبة اللاجئين، وتؤمن جامعة اليرموك بالتنوع لأنه جانب أساسي ومهم في أي مؤسسة تعليمية،” أضاف إسلام، “وجود طلبة من جنسيات مختلفة هو إضافة نوعية للجامعة”.
بالإضافة إلى العمل على المساواة في الرسوم الجامعية للاجئين، تعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على دمج برامج المنح الدراسية للطلبة اللاجئين في الجامعات الأردنية، مثل منحة Edu – Syria وبرنامج المنح الدراسية DAFI (مبادرة ألبرت أينشتاين الأكاديمية الألمانية للاجئين).
تقدم منحة DAFI للطلبة اللاجئين المؤهلين إمكانية الحصول على درجة جامعية في بلد اللجوء، وبرنامج المنح الدراسية Edu – Syria هو مشروع يموله الاتحاد الأوروبي، ويهدف إلى تحسين خيارات سبل عيش اللاجئين السوريين والشباب الأردنيين الأكثر احتياجاً من خلال الوصول إلى التعليم العالي والمهني وتحسين فرصهم في سوق العمل.
يقول بكر: “عندما حصلت على قبول الجامعة، تحمست جداً واحتفلت مع عائلتي، شعرت وكأنني أطير من الفرح في ذلك اليوم! فهذا ليس مجرد أمر يتعلق بأن أصبح طبيباً، بل هو مسار سيغير حياتي إلى الأبد – اجتماعياً ومالياً وبكل الطرق”.
سندس العوضي، مندفعة بشغف مماثل للتعليم بالرغم من التحديات، لاجئة يمنية تبلغ من العمر 18 عاماً، وُلدت في الأردن، تدرس حالياً القانون في جامعة الزرقاء كطالبة في برنامج DAFI.
لطالما حلمت سندس بدراسة القانون، “كان من الصعب بالنسبة لي مواصلة تعليمي لو لم أحصل على المنحة الدراسية”، تقول سندس، “شعرت بسعادة كبيرة عند اختياري من بين العديد من الطلبة الذين تقدموا للحصول عليها”.
كان الالتحاق بالجامعة نقطة تحول في حياة سندس، “ستساعدني هذه الفرصة على أن أصبح عضواً فعالاً في المجتمع وأن أكون مفيدة ليس فقط لي أو لعائلتي ولكن للاجئين الآخرين وجميع الناس” أضافت.
تقول زينة جدعان، مسؤولة التعليم لدى المفوضية في الأردن: “تلتزم المفوضية وشركاؤها بتحقيق التحاق 15 في المائة من الشابات والشبان اللاجئين بالتعليم العالي بحلول عام 2030 من خلال مبادرات مثل برنامج DAFI ومنحة EduSyria”.
أوضحت جدعان أن المهارات المكتسبة في المدارس الابتدائية والثانوية في الأردن تشكل أساس التعليم لمدى الحياة، والتي تُمكّن الأطفال والشباب اللاجئين من بناء معرفتهم وكفاءاتهم للاستمرار بالتقدم في حياتهم الشخصية.
لم تتحقق هذه الرؤية بعد لجميع اللاجئين، حيث أشارت جدعان إلى أن فرص المنح الدراسية المحدودة والمتغيرة لا تزال تعيق الوصول إلى التعليم العالي للعديد من المرشحين المستحقين، وأن المنتدى العالمي للاجئين سيكون فرصة للتقدم من هذه الناحية.
“نحن بحاجة إلى تعهدات طموحة ومتعددة الشركاء في المنتدى تستفيد من الخبرة والابتكار والتمويل لإظهار المكاسب الفعلية في التحاق الطلبة اللاجئين بالتعليم العالي، ودعم أكبر لمؤسسات التعليم العالي التي تستضيف اللاجئين في بلد اللجوء الأول”، أضافت جدعان.
سيجمع المنتدى العالمي للاجئين اللاجئين والحكومات والجهات المختصة في المجالين الإنساني والتنموي، بالإضافة إلى المنظمات الدينية والرياضية، وكذلك الأكاديميين. يُعقد المنتدى في جنيف من 13 إلى 15 كانون أول / ديسمبر وهو أكبر تجمع في العالم حول قضايا اللاجئين.
مشاركة على فيسبوك مشاركة على تويتر