الجدة أشواق مسعود، لاجئة عراقية تبلغ من العمر 67 عامًا في عمان، الأردن، تشارك قصتها بتربية تسعة أيتام في حياتها.
“الله أنعم علي في حياتي لأربي أيتام
في العراق، كنت أعمل في وزارة النقل، وكانت عندي مسؤولية كبيرة كزوجة وأم عاملة لولدي و بناتي الثنتين، لكن كنت دايمًا مثابرة و قوية، حتى قبل وفاة زوجي.
رزقني الله في ثلاثة أطفال، لكن في سنة 1981 خلال الحرب العراقية الإيرانية، فقدت أختي وصهري، و تركوا وراهم ثلاثة أطفال أربيهم. كان فقدان أختي في سن صغير صدمة كبيرة بالنسبة لي ولعائلتي، لكن كنت لازم أبقى قوية عشان أولادي وأولادها.
في سنة 2003، اضطريت أنا وعائلتي الخروج من العراق وجينا للأردن بسبب تعرض أولادي للخطر. حسيت إني أخيرًا في مكان آمن، و ما عدت خايفة على أولادي.
في 2006، توفى زوجي، صرت أرملة تربي أيتام بنفسها، وهذا كان تحدي بسبب نظرة المجتمع بشأن الأرامل، لكن ما خليت هالشي يأثر علي.
ربيت أولادي و اهتميت فيهم من غير مساعدة أي أحد، أخذت دورة طبخ وقررت أفتح مشروع أشتغل فيه من البيت في سنة 2011 بسبب الوضع المالي، كان لازم ألاقي طريقة لتأمين دخل.
أنا أطبخ أكل عربي تقليدي، عراقي وأردني. مشروعي ساعدني أغطي تكاليف أدويتي و أدفع فواتير. الحين مع الدخل من المشروع، أتلقى مساعدة نقدية شهرية من المفوضية و هذا يساعدني أدفع إيجار البيت.
بعد كم سنة، فقدت بنتي بسبب مضاعفات عملية جراحية سنة 2014، كان صعب بس بقيت قوية من أجل أحفادي الثلاثة الي تخلى والدهم عنهم و صاروا مسؤولية في رقبتي.
الأمومة هي أحلى شي بالحياة
أنا طول حياتي مربية لأيتام، وأشوف هالشي نعمة. فخورة بنفسي والأجيال الي ربيتها هذي السنين، شعور حلو لما أشوف نتيجة تعبي و جهدي، ابني الحين يشتغل في أمريكا، و أولاد أختي في السويد و وضعهم ممتاز.
الأمومة هي أحلى شي بالحياة، كانوا أحفادي أطفال لما توفت والدتهم، أنا كنت أمهم و أبوهم، ينادوني «ماما»، ما أبيهم يحسون بغيابهم أو ينسون أمهم، آخذهم دايما يزورون قبرها.
قدرتي على تربية و رعاية أحفادي هو أعظم إنجاز لي في الحياة، أنا مو بس أربي، أنا أعيّش و أقوّي، و أحمد الله عهذا الشي.
الصبر هو مفتاح النجاح، لازم يكون في هدف واضح في الحياة و هدفي كان رعاية أطفالي وأحفادي. مع إني أعاني من كثير مشاكل صحية و مع العمر، بس أريد أن أكون دايمًا قادرة إني أكون موجودة لأحفادي وأشوفهم يكبرون و يحققون إلي يحلمون بيه.”
قصة أشواق بقلم: بتول غيث في عمّان، الأردن
مشاركة على فيسبوك مشاركة على تويتر