تشارك نورا العبد الله، وهي لاجئة متطوعة تبلغ من العمر 28 عاماً في الأردن، كيف وصلت إلى الجامعة وكيف قدمت الدعم للاجئين السوريين الآخرين طوال الوقت.
“عشت أنا وعائلتي المكونة من 11 فرداً معاً خلال فوضى الحرب في سوريا. على الرغم من الصعوبات، أكملت امتحانات الثانوية في عام 2012، وذلك وسط أصوات القصف والرصاص المرعب. مصرة على تحقيق حلمي، نجحت وحصلت على شهادة الثانوية العامة.
استمرت الحرب بالتصاعد، مما أجبرنا على مغادرة منزلنا في حماة إلى مكان أكثر أماناً. لقد كان وقتا عصيباً، مليئ بمشاهد العنف، النزوح ، البرد والجوع. في عام 2013، هربنا أنا وعائلتي إلى الأردن، ووصلنا إلى مخيم الزعتري، حيث كنا نعيش في خيمة صغيرة جداً، على عكس منزلنا السابق. شعرت بالبؤس، فقدت منزلي وحياتي وفرصتي في الحصول على مستقبل.
انتقلت أنا وعائلتي بعد ذلك إلى مخيم الأزرق على أمل الحصول على ظروف معيشية أفضل، ولكن على العكس، في كارافان ذات سقف حديدي وأرضية من الطين، كان الأمر أكثر صعوبة. كان هذا خلال شهر رمضان، وكانت الحرارة مرتفعة جداً مما جعلها غير محتملة.
أثر هذا سلباً على صحتي النفسية، فانعزلت عن الناس لعدة أشهر. بعد ذلك، سنحت لي الفرصة للتطوع مع منظمة الإغاثة الدولية في مجال التوعية الصحية داخل المخيم، حيث علّمنا اللاجئين كيفية الحفاظ على نظافتهم الشخصية، وكيفية الحفاظ على نظافة المخيم لتجنب المشاكل الصحية.
اغتنمت هذه الفرصة، على أمل أن تغير شيئاً ما في حياتي. و فعلاً أعادت إحياء شغفي بالحياة والتعليم. فعلى الرغم من العيش في فوضى الحرب، إلا أن تصميمي على تحقيق أحلامي لم يتوقف أبداً.
في عام 2016 ، تقدمت بطلب للحصول على منحة دافي. شعرت بالتوتر، و لكن آمالي كانت كبيرة، وفي النهاية ، تلقيت مكالمة تدعوني لإجراء مقابلة. بعد حصولي على المنحة الدراسية بنجاح، التحقت بجامعة الزرقاء الخاصة، وتخصصت في هندسة البرمجيات. كان هذا بمثابة بداية جديدة بالنسبة لي، مليئة بالفرح والأمل.
تزوجت أثناء دراستي في الجامعة، وكان ذلك عام 2019. تماماً مثل والدي، شجعني زوجي دائماً على مواصلة تعليمي. وفي عام 2021 ، تخرجت من الجامعة ، و كان بمثابة إنجاز كبير لي، و كان مميزاً حيث كنت أنتظر ولادة طفلي الأول في نفس الوقت.
بعد التخرج، عملت في عدة وظائف مؤقتة، حتى انضممت إلى مركز صناع الأمل مع منظمة اليونيسيف، حيث ينظم المركز أنشطة مختلفة للاجئين مثل الأنشطة الترفيهية والرياضية، ودورات الكمبيوتر وغيرها. وكنت مسؤولة عن تنسيق الأنشطة بصفتي متطوعة في البرنامج. وكانت هذه فرصة لي للتأثير على حياة الشباب بشكل إيجابي، وهو أمر ملهم.
في أغسطس 2023، اتخذت خطوة جريئة وتقدمت بطلب لأكون لاجئة متطوعة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كمصورة. نجحت في المقابلة وبدأت رحلتي الجديدة في هذا المجال.
ما يحفزني على التطوع هي رغبتي في إحداث تأثير إيجابي من خلال عملي على حياة الأشخاص الأكثر ضعفاً. أعتقد أن شغفي بمساعدة الآخرين وهو أمر مجزي في حد ذاته، و يظهر أن اللاجئين باستطاعتهم أن يكونوا مساهمين في المجتمع.
لقد عزز التطوع تقديري لذاتي و أتاح لي فرصة لاكتساب خبرات قيمة في نفس الوقت.
رسالتي إلى الأشخاص الذين يحبون التطوع هي أن يكونوا مستعدين لتحديات ومسؤوليات العمل التطوعي، وأن يستخدموا مهاراتهم لإحداث تأثير إيجابي، وأن يتواصلوا بشكل فعال مع الآخرين وأولئك الذين يعملون لأجلهم، والتأكد من فهمك لاحتياجاتهم وتوقعاتهم.”
قصة نورا بقلم: بتول غيث في عمّان، الأردن.
مشاركة على فيسبوك مشاركة على تويتر