Fatima Mohammad Saleh, Syrian refugee from Damascus, is pictured at the Community Centre t in Maan, South Jordan. ©UNHCR/ Ghassan Khlifat
لا ينتهي التضامن عند حدوداً ما ولا حالة اجتماعية ولا وضعاً اقتصادياً. فلم تستطع اللاجئتان السوريتان نور وفاطمة من الجلوس مكتوفي الأيدي عندما علموا بشأن الزلزال.
قالت نور، لاجئة سورية، حول الزلازل الأخيرة التي ضربت تركيا وسوريا “لم أصدق ما حدث في سوريا. كان الناس يعانون بالفعل والآن فقد الجميع كل شيء”. وأضافت: “لا يزال لدي بعض أفراد العائلة والأصدقاء في بلدي الأم، وعلى الرغم من أنهم لم يتأثروا بشكل مباشر، إلا أنهم في ضائقة نفسية بعد هذه الكارثة”.
فبعد الزلزالين المدمّرين في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا بشهر، تفاقمت الأعداد: أكثر من 54 ألف لقى حتفهم و214 ألف مبنى انهار أو على الوشك الانهيار، بينما لا تزال الكثير من الأسر تقطن الخيم والمآوي المتآكلة والمباني شبه المُهلهلة.
نور وليد الشعار، البالغة من العمر 34 عاماً، هي لاجئة في الأردن فرت من دمشق عام 2013 مع زوجها وابنتها الكبرى، التي كانت طفلة صغيرة حينها. الآن، وبعد عشر سنوات، أصبح لها ولأسرتها منزلاً في معان، جنوبي الأردن، وهي متطوعة في “لجان الدعم المجتمعي” التي تجمع المجتمعات المضيفة واللاجئين، حيث تركّز اللجان على تعزيز ودعم التماسك بين المجتمعين.
مثل العديد من اللاجئين في الأردن، شعرت نور بأنه يتوجب عليها التصرف ومشاركة ما لديها رغم القلّة مع من هم بأمس الحاجة.
فاطمة محمد صالح، البالغة من العمر 37 عاماً أيضاً أرادت مد يد العون للناجين من الزلزال، بالرغم من أنها لا تملك الكثير، إلا أنها قررت التبرع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ضمن خطة الاستجابة.
تقول فاطمة بينما ترفع كتفيها: “مبادرة صغيرة، دعم بسيط، إلا أنه إضافةً لمبادرات صغيرة أخرى يمكننا ترك الكثير من الأثر.
وصلت فاطمة من دمشق برفقة أسرتها قبل عشر سنوات وهي حامل بطفلها الأول وليس لها أي أقارب في الأردن. وتعرف من خلال ما شهدت معنى فقدان كل شيء وتلقي يد العون في تلك اللحظات الصعبة. فاطمة متطوعة في “شبكة تمكين المرأة” في معان، والتي تهدف لرفع مستوى الوعي حول حقوق المرأة ودعم الوضع النفسي والاجتماعي للنساء والفتيات الأردنيات واللاجئات.
لم يُشهد للكارثة التي سببها الزلزالان في المنطقة من قبل، ومن المحتمل أن تستمر عواقبها لسنوات عدة. أصبحت ظروف الناجين الآن مصدر قلق بالغ للمجتمع الإنساني، بما في ذلك المفوضية، حيث أن الزلازل أثرت على حياة أكثر من مليوني شخص. وقد دمرت المنازل وسبل العيش والبنى التحتية المحلية، ومع وقوع الكارثة خلال أشهر الشتاء القاسية، تكافح العائلات في البرد القارس وهي في حاجة ماسة إلى المأوى والمواد الإغاثسة.
تقول فاطمة: “إنني قلقة بشكل خاص بشأن الأطفال الذين فقدوا والديهم والأسر التي فقدت منازلها، وأشعر أنني محظوظة لأن لديّ سقف فوق رأسي وحذاء في قدمي ومكان أشعر فيه أنا وأطفالي الثلاثة بالأمان”. واختتمت حديثها قائلة: “لقد حان الوقت لاتخاذ خطوة نحو المساعدة”.
تقول نور: “عندما تضع حبة رمل، فهذا يعني أنك مددت يد العون، حتى وإن كان المبلغ خمسة دنانير فقط” (ما يقارب سبعة دولارات أمريكية). وأضافت قائلة: “لا أريدهم أن يختبروا ما مررنا به، لأنني أعرف شعور العيش في خيمة، وأعرف ما يعنيه أن تفقد كل شيء ولا يوجد مكان لتذهب إليه”.
“أنا أثق بالمفوضية لأنني أعرف أن أموال التبرعات ستصل إلى الأشخاص المناسبين. ففي حالتي، أتلقى مساعدة نقدية منهم، لذا أعرف أن الأموال تصل من هم بحاجة إليها” أكدت نور في إطار توفير المفوضية للمأوى للناجين.
المفوضية في الميدان في تركيا وسوريا تستجيب حيثما أمكن بإمدادات الطوارئ للناجين من الزلزال. ففي تركيا، المقاطعات التي تضررت بشدة من الزلازل هي أيضاً تلك التي يعيش فيها اللاجئون بأعداد هائلة، وتعمل المفوضية تحت قيادة السلطات التركية ومع وكالات الأمم المتحدة الأخرى للاستجابة بتقديم الدعم المطلوب بشكل عاجل لكل من اللاجئين والمجتمعات المضيفة، بما في ذلك البطانيات وطرود الطعام وأدوات المطبخ والمراتب والخيام.
وفي سوريا، تنسق المفوضية الاستجابة مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى والشركاء الإنسانيين (بما في ذلك في شمال غرب سوريا) وتقدم المساعدة لمن هم بحاجتها. فقد قامت المفوضية بتوزيع عشرات الآلاف من مواد الإغاثة الأساسية، بما في ذلك البطانيات ذات الحرارة العالية والمراتب وأدوات المطبخ والأغطية البلاستيكية وبراميل المياه. كما تشارك المفوضية في قوافل عابرة للحدود تنقل المزيد من المساعدات المطلوبة إلى شمال غرب سوريا.
إضافةً إلى ذلك، قامت المفوضية بتعبئة مخزونها من المستودعات العالمية في الأردن ونقل 8794 خيمة و2592 بطانية تم تسليمها إلى تركيا – أضنة. وتم تنفيذ عمليات النقل الجوي من خلال رحلات جوية سهلتها حكومة كل من الأردن وقطر وتركيا. هناك خطط لشحن أكثر من 1000 طن من مواد الإغاثة الأساسية بما في ذلك البطانيات وأدوات المطبخ والمصابيح الشمسية والأغطية البلاستيكية ومراتب وبراميل المياه.
لدعم عمل المفوضية في الاستجابة للناجين من الزلزال، إضغط هنا.
مشاركة على فيسبوك مشاركة على تويتر