“ليست التكنولوجيا التي تُغني حياتنا ولكن بعضنا البعض.”
لم يكن من الغريب للعالم سماع جلالة الملكة رانيا خلال قمة ويب الأخيرة بأن تضع اللاجئين على سلّم الأولويات في ملاحظاتها، فلطالما كانت جلالتها من الداعمين للمساواة واللاجئين، كما شهدنا مؤخراً خلال مبادرة كلينتون العالمية في شهر أيلول / سبتمبر.
قمة ويب، التي تُقام بشكل سنوي منذ عام 2009 لتتمحور حول التكنولوجيا، وتسلّط الضوء على دور التكنولوجيا في تحسين الحياة. هذا العام، انطلقت القمة في العاصمة البرتغالية في الأول من تشرين الثاني / نوفمبر، باستضافة أكثر من 70 ألف ضيفاً، بما في ذلك الرؤساء التنفيذيون للشركات متوسطة وكبيرة الحجم والسياسيون وصنّاع القرار والمشاهير والخبراء الذين يركّزون في عملهم على الموضوعات التي تدور حول التكنولوجيا.
بالإضافةّ لنخبة من المتحدثين المرموقين الذين يأتون من مجموعة متنوعة من المجالات، مثل توتو وولف ونعوم تشومسكي وناثان بليتشاركزيك، قدّمت صاحبة الجلالة نهجاً لاستعادة أربع دقائق من حياتنا اليومية بشكل رمزي – أي أن “جمع أربع دقائق في اليوم على مدار عام ستصل إلى يوم كامل، لكل شخص”. وفي ملاحظاتها، أشارت صاحبة الجلالة إلى تقرير وجد أن المتوسط اليومي للوقت الذي يقضيه الشخص متصفحاً الإنترنت قد ارتفع بمقدار أربع دقائق في اليوم على مدار العام المنقضي. إلا أن تلك الدقائق الأربع قد تتمكّن في الواقع من إنقاذ العالم إذا “استثمرنا تلك الدقائق بحكمة”.
“أؤمن أن علينا الاستثمار بدقيقتنا الأولى من أجل حشد تعاطف جماعي – وليس بطريقة انتقائية أو عشوائية، ولكن بشكل تلقائي” قالت جلالة الملكة في لشبونة. “حان الوقت للارتقاء بنظامنا التشغيلي كعائلة إنسانية، بدءاً من اليقين أن كل إنسان له نفس القيمة.”
وفي خطابها، أوضحت جلالتها الاختلاف في كيفية استقبال المجتمع الدولي براحبة صدر وإظهار كرمه تجاه النازحين في مختلف أجزاء العالم. وقالت جلالة الملكة إن استجابة العالم للأزمة في أوكرانيا هذا العام أظهرت مستويات عالية من التعاطف، إلا أنه “يمكننا عمل الكثير عندما تتحد قلوبنا”. “ومع ذلك، من الصعب تجاهل الاختلاف في السخاء واللهجة والاهتمام بين الترحيب باللاجئين الأوكرانيين وأولئك الهاربين من الدمار في دول مثل سوريا أو جنوب السودان أو ميانمار.”
في الوقت الذي صرّحت به المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن تسجيل 100 مليون نازح حول العالم، أصرّت جلالة الملكة على أن هذا الرقم يشير إلى أنـ “هم أشخاص مثلنا. أشخاص يحملون آمالاً وهموماً وأحلاماً ولديهم عائلات يحبونهم.” كما ودعت إلى تخصيص عدلاً أكثر للموارد، وأضافت: ” كعائلة إنسانية، أولوياتنا مختلة إن كنا نعطي قيمة أكبر للواقع الافتراضي وانستغرام والإعجابات من التي نعطيها لحياة طفل لاجئ.”
أما فيما يتعلق باستعادة دقيقتنا الثانية والثالثة والرابعة، دعت جلالة الملكة إلى “الاستثمار (…) في بناء مفهوم جامع للحقيقة”، و”استعادة سيادتنا الإنسانية” أي أننا “نحتاج لضبط قدراتنا البشرية جيداً، بحيث يمكننا أن نقرر من بين الخيارات غير المثالية، والتكيف مع المتطلبات غير المتوقعة”. وقبل كل شيء، دعت الملكة رانيا الحاضرين في قمة ويب إلى استثمار وقتهم في “الأشخاص الذين تحبونهم”.
استخدمت الملكة رانيا المنصة في مخاطبة الجمهور الواسع وآذان العالم المتنوع الصاغية للدعوة إلى العمل: “دعونا نستثمرها (الدقائق الأربع) فيما هو أهم. التعاطف. الحقيقة. سيادتنا الإنسانية. ووقت نقضيه جيداً مع من نحب”.
وبالنظر إلى مكانة التكنولوجيا في حياتنا، أنهت صاحبة الجلالة خطابها بأنه “ليست التكنولوجيا التي تُغني حياتنا ولكن بعضنا البعض.”
لمشاهدة الخطاب كاملاً:
مشاركة على فيسبوك مشاركة على تويتر