يمتاز مخيم الزعتري للاجئين في الأردن بابتكاراته، وذلك لكونه أول مخيم للاجئين في العالم يتم تشغيله بواسطة محطات للطاقة الشمسية، انتقالا إلى ابتكار وصنع مطهرات يدوية روبوتية مصنوعة من الليغو وذلك لمنعا لانتشار فايروس كورونا.
مع 58 مركزًا مجتمعيًا يديرون أنشطة بانتظام و هي تتراوح بين الزراعة المائية إلى كيفية طباعة الأشياء ثلاثية الأبعاد ، فلا عجب من أن اللاجئين في المخيم يبتكرون و يقومون بأفكارًا جديدة باستمرار.
خلال الخمس سنوات الماضية, أحمد و يوسف كانا مصدر الابداع و الابتكار في المخيم. بعد الفرار من ديارهم في درعا – سوريا ، التقيا من خلال تقديمهم عروض الدمى للأطفال اللاجئين في المخيم ، و تعزيز الوعي عن زواج الأطفال و غيرها من مواضيع تتعلق بالحماية. ولكن بعد سماعهم عن المشاكل والتحديات التي يواجهها مجتمعهم باستمرار ، أصبحوا متحمسين و مستعدين بشكل أكبر لوضع و ابتكار حلول.
أحمد على وجه الخصوص، كشخص يعاني من إعاقات حركية، كان أحد اختراعاته هو تصميم كرسي متحرك ذكي بحيث الصعوبات التي يواجهها في المخيم كانت مصدر إلهامه.
“جميع أفكارنا تعود إلى التحديات التي نراها من حولنا ، أو التحديات التي يواجهها مختلف الناس. كلاجئين, تواجهننا دائما الكثير من التحديات ، وهذا هو السبب الأساسي لوجود الكثير من الابتكارات في مخيم الزعتري”
في المنتدى العالمي للاجئين والذي انعقد في العام 2019، قدمت الحكومات وشركاء القطاع الخاص دعمهم لإيجاد طاقة نظيفة وذلك من أجل تعزيز الابتكارات المتعلقة بالاستجابات الانسانية التى تراعي البيئة في جميع أنحاء العالم.
كانت النرويج أحد المحركات الرئيسية لهذا التحدي , و ذلك يعود الى خبرتها في قطاع الطاقة المتجددة. في السنوات الاخيرة, بينما كان الأردن يقوم بتوسيع نطاق الطاقة النظيفة الخاصة به ،الا ان التقديرات تشير أن غالبية الكهرباء المولدة في المملكة لا تزال تأتي من الوقود المستورد. يؤثر ذلك على سعر الكهرباء للمستهلك الأردني و مما يؤدي ايضا إلى ارتفاع مستويات انبعاثات الكربون التي تساهم في تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك ، أدى تدفق اللاجئين السوريين إلى زيادة الطلب على الكهرباء ، بحيث أكثر من 80٪ منهم يقيمون بين المجتمعات الأردنية.
وهكذا، خلال زيارة الدولة الملكية النرويجية إلى الأردن في مارس 2020,، تم تنظيم “هاكاثون ” يهدف الى ايجاد حلول مبتكرة للتحديات الإنسانية والتنموية في قطاع الطاقة، وتم ذلك بالتعاون مع شركة زين، الابتكار النرويجي، المجلس النرويجي للاجئين، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الجمعية الاردنية لريادة الأعمال والابتكار، المعهد العالمي للنمو الأخضر، ومؤسسة ولي العهد.
فرصة جديدة قدمت للاجئين: “عندما سمعنا عن الهاكاثون ، قمنا بالاشتراك على الفور” يقول أحمد. ويضيف يوسف: “كلاجئين ، علمنا أن لدينا منظورًا فريدًا يمكننا تقديمه
بعد تشكيل فريقهم “الأمل للبشرية” المكون من ستة أشخاص من اللاجئين في مخيم الزعتري، بدأ أحمد ويوسف على الفور في تبادل الأفكار لتحدي الهاكاثون:منها كيفية توليد كمية كافية و مرضية من الكهرباء في المخيم بثمن قليل. مع وجود محطة تعمل بالطاقة الشمسية في مخيم الزعتري ، إلا أن كمية الطاقة المولدة لا تكفي لتغطية جميع احتياجات سكان المخيم.
كما أن القدوم إلى عمّان في الأسبوعين الأخيرين من شهر شباط (فبراير) للمشاركة في الهاكاثون كان مصدر إلهام إضافي لهم, وذلك نتيجة لفرصتهم في التفاعل مع اللذين شاركوا جميعًا من المنظمات الإنسانية المختلفة والقطاع الخاص والأردنيين المحليين.
بعد أسبوعين ، كان لدى الفريق ثلاث دقائق فقط لتقديم عرضهم و أفكارهم أمام لجنة مكونة من خبراء في قطاع الطاقة. فاز نموذجهم المبدئي بإحدى الجوائز الرئيسية , و اللذي كان يتمحور حول استخدام بلاط خاص يولد طاقة كهربائية من خلال الطاقة الحركية من دراجة ، أو طاقة الرياح من مروحة ، باستخدام التأثير الكهرضغطية.
يقول أحمد: “لقد كنا متحمسين للغاية ،ولكن ازداد حماسنا عند استلام الجوائز بحيث قدمت لنا من أفراد العائلة المالكة في كلٍ من المملكة الأردنية والنرويجة”
بعد الهاكاثون , حصل الفريق على جائزة مالية قدرها 1000 دينار أردني (1400 دولار أمريكي), وذلك لاعطائهم الفرصة لتطوير فكرتهم بشكل أكبر، كما ايضا التقوا بوزارة الطاقة الأردنية لمناقشة كيف يمكنهم العمل معًا في هذا المشروع. ” ان النظام الذي طورناه في البداية، لديه القدرة على توليد طاقة كافية لتشغيل أسرة واحدة، ولكن مع المزيد من الاستثمار والعمل، يمكننا بالتأكيد توسيعه للعمل على نطاق أوسع” كما أوضح يوسف.
لسوء الحظ ، مع ظهور جائحة كورونا, تم تعليق جميع خططهم بالتوسع للوقت الحالي و لكن بالتأكيد ابداعهم لن يتوقف.
يقول أحمد: ” خلال الأشهر الثمانية الماضية , تغيرت الأمور 180 درجة. كان الأمر صعبًا من الناحية النفسية في المخيم ، ولكن، نحاول أن نبقى إيجابيين من خلال ابتكار أفكار جديدة.”
مشاركة على فيسبوك مشاركة على تويتر