دفع الارتفاع الكبير في تكاليف الخدمات الصحية للاجئين في الأردن، بالسوريين كولاء البالغة من العمر 24 عاماً إلى عدم الخضوع للفحوصات الأساسية مما يعرض حياتهم للخطر.
دفع الارتفاع الكبير في تكاليف الخدمات الصحية للاجئين في الأردن، بالسوريين كولاء البالغة من العمر 24 عاماً إلى عدم الخضوع للفحوصات الأساسية مما يعرض حياتهم للخطر.
© UNHCR/Mohammad Hawari
ونظراً لأنها لم تعد قادرة على تأمين تكاليف الفحوصات المنتظمة المطلوبة لولاء في المستشفى، بدأت العائلة بزيارة طبيب محلي لوصف الدواء مباشرةً في محاولة للتوفير. ولكن مخاطر هذه الخطوة ظهرت عندما ذهبت مؤخراً إلى المستشفى لأول فحص لها منذ ارتفاع التكاليف.
فقد أظهرت النتائج أن مستويات الأكسجين في دمها كانت متدنية بشكل كبير وأنها تعرضت لالتهاب في الصدر وتم نقلها إلى وحدة للرعاية المتخصصة في الليل. وقالت والدتها ريما: “بعدما فحصها الأطباء اليوم، قالوا بأنه يجب دائماً مراقبتها في مستشفى”.
وقالت سناء البلبيسي، المديرة المالية في مستشفى الرزقاء، بأن تكاليف الفحص الطارئ ارتفعت من أقل من نصف دينار أردني (0.7 دولار أميركي) إلى 6.40 ديناراً أردنياً (9 دولارات أميركية)، كما أن تكاليف صور الأشعة السينية واختبارات الدم غالباً ما تجعل التكاليف أعلى بكثير. وأضافت بأنه كان لهذه الزيادة تأثير كبير على العديد من السوريين الذين يزورون المستشفى.
وقالت البلبيسي: “أدى التغير في التكاليف إلى تراجع عدد السوريين الذين يأتون إلى الطوارئ لأنه بات يتعين عليهم الآن دفع المزيد من المال، وكلاجئين، فإنهم لا يستطيعون تأمين التكاليف”.
أكثر من 85% من اللاجئين السوريين المتواجدين في القرى والبلدات في الأردن يعيشون تحت خط الفقر أي بأقل من 3 دولارات أميركية في اليوم. ونظراً لأن عدداً كبيراً من العائلات تصارع من أجل تأمين الاحتياجات الملائمة من الغذاء والمياه والمأوى، فإن عدداً قليلاً فقط يمكنه تلبية التكاليف الطبية الإضافية.
نتيجة لذلك، سعت المفوضية لسد هذه الثغرة وتوفير التمويل الإضافي لضمان حصول اللاجئين على الرعاية الصحية الأساسية التي يحتاجون إليها. ورفعت المفوضية طلب تمويل الرعاية الصحية بثلاثة أضعاف لعام 2019 للحصول على 65.5 مليون دولار أميركي للاجئين السوريين بالإضافة إلى 4.8 مليون دولار أميركي لغير السوريين. في موازاة ذلك، كثفت المفوضية حشد دعم الجهات الفاعلة في المجال الإنمائي لدعم احتياجات وزارة الصحة على المدى الطويل.
“لا أستطيع أن أعيش كباقي الأشخاص العاديين”
ووفقاً لدينا جردانة، وهي مساعدة مسؤول الصحة العامة في المفوضية في الأردن، فإن تجربة ولاء هي جزء من حالة منتشرة ومضرة بين اللاجئين السوريين بعد التغير الذي طرأ على الإجراءات المتعلقة بتكاليف الرعاية الصحية، وقالت: “وضع ولاء هو مثال واضح عن أن هذه الإجراءات دفعت باللاجئين إلى الحد من زياراتهم إلى مرافق وزارة الصحة نتيجة لارتفاع التكاليف، وقد أثر ذلك على حياتها حيث أنها وصلت إلى مرحلة يتعين عليها البقاء في المستشفى”.
بالنسبة لولاء، وعلى الرغم من أن المفوضية سوف تغطي تكاليف مبيتها الليلي في المستشفى، إلا أنها قلقة من أن لا تتمكن عائلتها من تأمين تكاليف الفحوصات المنتظمة التي كانت تقوم بها مجاناً وهي تخاف من تأثير ذلك على صحتها، وقالت: “لا أحب أن تدفع عائلتي أي تكاليف حيث لديها مسؤوليات أخرى كثيرة كإيجار المنزل والفواتير ووضعنا المالي سيء”.
وأضافت قائلةً: “لا أستطيع العيش كباقي الأشخاص العاديين، كأولئك الذين يركضون ويمشون… لا يمكنني القيام بأي شيء من ذلك. آمل أن أتعافى من مرضي وأن لا أشعر بالتعب من جديد وأن أعيش كأي فتاة طبيعية”.
مشاركة على فيسبوك مشاركة على تويتر