خالد يحلل عينة دم في مركز دوميز الصحي. © حقوق النشر محفوظة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين / رشيد حسين
كل صباح، يقود الدكتور أمير المسافة القصيرة من منزله في بلدة دوميز إلى عيادة الرعاية الصحية الأولية المحلية. وهو لاجئ سوري وأخصائي نسائية، وقد عاش في إقليم كردستان العراق منذ أن فر من منزله في سوريا في عام 2013. أيامه مليئة بالعمل— حيث يعمل من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 1 ظهرًا، ستة أيام في الأسبوع، مقدماً الرعاية لعدد من المرضى بدءًا من الأمهات الحوامل إلى الأفراد الذين يعانون من مشاكل في الصحة الإنجابية.
على الرغم من جدوله المزدحم، فإن الدكتور أمير فخور بمهنته وقد تمكن من مواصلة مسيرته المهنية كمتخصص طبي في العراق. “ساعدني شعب إقليم كردستان العراق على الوقوف على قدميّ واستخدام خبرتي في رعاية وعلاج الآخرين.”
يقول: “لا شيء يضاهي شعور أن تكون جزءًا من مجتمع وأن تدعم الآخرين على قدم المساواة”
الدكتور أمير يقوم بإعداد وصفة طبية لمريض في مركز دوميز للرعاية الصحية الأولية. © حقوق النشر محفوظة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين / رشيد حسين
يقع مركز الرعاية الصحية الأولية في دوميز على بُعد كيلومتر واحد فقط من مخيم دوميز-1 للاجئين في محافظة دهوك، وقد تم افتتاحه في أبريل 2024 لتقديم الخدمات الطبية للاجئين والسكان المحليين. تم بناء المركز بواسطة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وتجهيزه من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO) ، ويعالج الآن حوالي 300 مريض يوميًا. في المجموع، يعمل في المركز 76 موظفًا، بما في ذلك 44 لاجئًا حاليًا يعملون كموظفين ومتطوعين في المركز.
إلى جانب الدكتور أمير، يعمل اللاجئ السوري خالد محمد كأخصائي مختبر متطوع.
يذكر خالد رحلته في الهروب من القامشلي إلى دهوك قائلا:” عندما اندلع القتال في مدينتي، كل ما كنت أفكر فيه هو كيفية نقل عائلتي إلى مكان آمن. لم أكن أعرف أحدًا هنا، لكن الجميع ساعدوني وعائلتي حتى استقرينا. لم أشعر بشيء سوى الامتنان”
يقيم الآن خالد في مخيم دوميز-1 للاجئين، وقد حول امتنانه إلى عمل ذو معنى اذ يقوم بجمع عينات المرضى وتحليل البيانات الطبية لتوفير خدمات الرعاية الصحية الموثوقة لمجتمعه في مركز الرعاية الصحية الأولية في دوميز،
“أشعر أن من واجبي أن أرد الجميل للمجتمع الذي وقف بجانبي و جانب عائلتي خلال المراحل الصعبة من حياتنا”، يوضح خالد
على الرغم من عدم اليقين الذي يرافق النزوح فإن قدرة كل من الدكتور أمير وخالد على الصمود والالتزام بمهنتهما سمحت لهما بإعادة بناء حياتهما. وحتى أن الدكتور أمير يدير عيادته الخاصة في دهوك والتي يعمل بها في فترة بعد الظهر، مقدماً الرعاية الصحية الأساسية للمجتمع بشكل عام.
يقول الدكتور خالد شمعون، رئيس مركز دوميز الصحي العام العراقي: “هؤلاء العاملون في الرعاية الصحية يتحولون من أفراد نازحين إلى مساهمين أساسيين، مما يعزز قدرة اللاجئين والمجتمع المحلي على التكيف”، وتشاركه هذا الرأي أيضًا منتهى، وهي أخصائية مختبر أخرى في المركز الصحي، قائلة: “عندما يُمنح اللاجئون الفرصة للعمل، يصبحون أعضاء ذوي قيمة في المجتمع”.
منتهى وخالد يؤديان واجباتهما الطبية اليومية في المركز. © حقوق النشر محفوظة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين / رشيد حسين
تسلط جهود أمير وخالد الضوء على أهمية دمج اللاجئين في المجتمع ومنحهم الفرص للعمل محليًا. يقول خالد: “عندما نكون جزءًا من المجتمع، يمكننا استخدام مهاراتنا للمساعدة في جعله أقوى.” معًا، لا يعززان فقط قدرة الرعاية الصحية في المنطقة، بل يمثلان أيضًا قدوة للاعتماد على الذات والقدرة على التكيف بين اللاجئين.
تواصل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الدعوة إلى دمج اللاجئين في الأنظمة الوطنية، بما في ذلك الرعاية الصحية، في جميع أنحاء العراق. يُعد مركز الرعاية الصحية الأولية في دوميز مثالًا بارزًا لما يمكن تحقيقه، حيث يتيح الوصول العادل للخدمات ويعزز التماسك الاجتماعي بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
ساهمت ليلي كارلايل في إعداد هذا التقرير.
Share on Facebook Share on Twitter