آية ونهاد، طالبان يدرسان تخصص العلاج الطبيعي مدعومان بمنحة ألبرت أينشتاين الأكاديمية الألمانية للاجئين (DAFI) حقوق النشر محفوظة للمفوضية /حمزة المومني
بالنسبة لآية ونهاد وطه، التعليم ليس مجرد مسعى شخصي، بل هو وسيلة لرد الجميل لمجتمعاتهم. كلاجئين في العراق، واجهوا جميعًا تحديات كبيرة للوصول إلى ما هم عليه اليوم، لكن بدعم من برنامج منحة ألبرت أينشتاين الأكاديمية الألمانية للاجئين (DAFI) للتعليم العالي، والذي تنفذه المفوضية، يشعرون بالثقة بأنهم قادرون على تحقيق مزيد من التقدم.
تتذكر آية بوضوح اليوم الذي دخلت فيه لأول مرة بوابات جامعة هولير الطبية، حيث تدرس حاليًا في السنة الرابعة تخصص العلاج الطبيعي. تقول: “شعرت وكأنه حلم”، واصفةً موجة المشاعر التي اجتاحتها، والتي كانت مشابهة لليوم الذي عرفت فيه لأول مرة أنها قُبلت في الجامعة.
“كل العمل الجاد، وكل التضحيات، أوصلتني إلى هنا.”
آية، طالبة في السنة الرابعة في قسم العلاج الطبيعي بجامعة هولير الطبية. © حقوق النشر محفوظة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين/حمزة المومني
هذا الشعور ليس فريدًا من نوعه. فمنذ عام 2016، استفاد 488 طالبًا لاجئًا، من بينهم 280 امرأة، من منحة برنامج (DAFI) للدراسة في 21 جامعة في أنحاء العراق. تأسست منحة (DAFI)، الذي تُعرف باسم مبادرة ألبرت أينشتاين الألمانية الأكاديمية للاجئين، في عام 1992 بدعم من ألمانيا، ومنذ ذلك الحين تم دعم أكثر من 26,300 لاجئ شاب حول العالم للالتحاق بالتعليم العالي.
أحد الأهداف الرئيسية لمنحة (DAFI) هو تخفيف العبء المالي الذي غالبًا ما تواجهه أسر اللاجئين والطلاب عند محاولة الالتحاق بالجامعة. كان هذا الأمر ذا أهمية خاصة لطه الخادش، اللاجئ الفلسطيني الذي ولد ونشأ في بغداد.
“منذ المرحلة الإعدادية، كنت أشعر أن الالتحاق بالجامعة سيكون تحديًا. كنت أعلم أن الجامعة مكلفة، ودائمًا ما كنت أتساءل: كيف سأتحمل تكاليفها؟ أو كيف سيتحمل والداي نفقاتها؟”
طه، طالب تقنيات طبية في بغداد. © حقوق النشر محفوظة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين /كارلو جيلو
ومع ذلك، يدرس طه اليوم في سنته الرابعة كطالب في تخصص التقنيات الطبية في الجامعة التقنية الوسطى في بغداد ويحلم بالحصول على درجة الماجستير والدكتوراه. ” مثلما ساعدتني المنحة وأتاحت لي الفرصة لاستكمال دراستي، فإن طموحي هو مساعدة اللاجئين الآخرين في مجال التعليم حتى نتمكن من بناء مستقبل مشرق للبلد.”
كما أن نهاد لديه عزيمة قوية للعودة إلى مجتمعه. كطالب في مجال العلاج الطبيعي، يتصور فتح عيادة لخدمة اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء.
“العلاج الطبيعي يعيد الصحة والعافية” يوضح. “هدفي هو علاج أي شخص، في أي مكان.”
بالإضافة إلى المساهمة في مجتمعاتهم، يتفق آية ونهاد وطه على أن منحة (DAFI) قد جددت أيضًا شعورهم بالأمل وساعدتهم على الاحساس بالاندماج في المجتمع العراقي رغم وضعهم كلاجئين. كجزء من المنحة، تنظم المفوضية ، بالتعاون مع مؤسسة صروح للتنمية المستدامة، أنشطة إضافية مثل جلسات الإرشاد، الفعاليات الاجتماعية، اللقاءات، والأنشطة التطوعية لطلاب المنحة للتواصل والتعرف على بعضهم البعض ومناقشة التحديات المشتركة التي يواجهونها، فضلاً عن سد الفجوة بين التعليم والتوظيف.
آية ونهاد، طالبان من برنامج المنح الدراسية التابع لمبادرة (DAFI)، يدخلان جامعة هولير الطبية. © حقوق النشر محفوظة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين /حمزة المومني
يتلقى طلاب منحة (DAFI) أيضًا دعمًا ماليًا للمساعدة في تلبية احتياجاتهم التعليمية الإضافية مثل شراء الكتب أو تغطية تكاليف النقل إلى الجامعة، مما يخفف العبء المالي عن الأسر التي لا تستطيع تحمل هذه التكاليف.
في النهاية، تهدف المنحة إلى تمكين الشباب اللاجئين من المساهمة بشكل فاعل في مجتمعاتهم بينما يبنون مستقبلاً أكثر إشراقًا لأنفسهم وللآخرين.
“لكل لاجئ حقوقه ومسؤولياته. بالنسبة لي، الاستمرار في دراستي هو جزء من المساهمة في هذا المجتمع، بينما أستعد لمساعدة شعبي يومًا ما”، يختتم نهاد.
من خلال الدعم المخصص من حكومة ألمانيا، إلى جانب دعم حكومة الدنمارك، فضلاً عن الشركاء والمؤسسات الخاصة الأخرى، تواصل منحة (DAFI) دعم الطلاب اللاجئين في العراق وحول العالم.
Share on Facebook Share on Twitter