في إطار الجهود الرامية إلى مكافحة انتشار الأمراض المعدية في مختلف أنحاء العراق، أجرت منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دورة تدريبية لـ40 متطوعًا من اللاجئين الذين يلعبون دورًا محوريًا في تبادل المعلومات الهامة والتوعية داخل مجتمعات اللاجئين والنازحين داخليًا في أربيل.
وقد ساهمت هذه الدورة التدريبية، التي تمت بالتعاون مع حكومة إقليم كردستان ووزارة الصحة التابعة لها، في زيادة توعية اللاجئين بالأمراض المعدية الشائعة مثل الكوليرا والحمى النزفية، حتى يقوموا بدورهم بتوعية مجتمعاتهم بهذه الأمراض ويوضحوا لهم كيفية الوقاية منها وتحديدها والسيطرة عليها، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز الصحة العامة والسلامة في جميع أنحاء العراق.
وأكد الدكتور وائل حتاحت، القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، على أهمية مشاركة المجتمع في هذه المبادرة. وقال: “إن نجاح هذه الدورة التدريبية دليل على التزام وتفاني متطوعي مجتمعنا، ومن خلال تزويد هؤلاء المتطوعين بالمعلومات والموارد الصحيحة، فإننا لا نحمي المجتمعات فحسب، بل نعزز أيضًا قدرة هذه المجتمعات على مواجهة الأمراض المعدية”.
وقد عُقدت هذه الدورة التدريبية بهدف التصدي للتحديات الصحية المستمرة التي يواجهها السكان النازحون في العراق ومنطقة كردستان العراق، وخاصة أولئك الذين يعيشون في مخيمات تعاني من سوء حالة المياه والصرف الصحي وخدمات الرعاية الصحية المحدودة.
ومن جانبه قال السيد جون نيكولا بوز، ممثل المفوضية في العراق: “إن تمكين اللاجئين والمجتمعات المحلية ليكونوا خط الدفاع الأول في الحفاظ على سلامة مجتمعاتهم من الأمراض المعدية أمر بالغ الأهمية لضمان الحفاظ على سلامة الجميع”.
وقد تناولت هذه الدورة التدريبية المشتركة تثقيف المتطوعين حول إستراتيجيات تحديد الأمراض والوقاية منها للتعرف على علامات وأعراض الأمراض المعدية الشائعة، بالإضافة إلى تقديم معلومات حول ممارسات النظافة وحملات التطعيم والسلوكيات المعززة للصحة.
وترى منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه من خلال الحصول على هذه الموارد الجديدة، سيتم تمكين المتطوعين المكلفين بتوعية مجتمعاتهم ليكونوا بمثابة جسر للتواصل بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى. ويعد هذا النهج المتميز للتوعية بالأمراض والوقاية منها ضروريًا لضمان سلامة النازحين والمجتمعات الضعيفة الأخرى.
وتعد هذه الدورة التدريبية المشتركة دليلًا على التزام المنظمتين بحماية صحة وسلامة السكان النازحين في العراق وإقليم كردستان، وخير شاهد على الجهود التي تبذلها المنظمات المختلفة لضمان عدم إهمال أي أحد أو تركه متخلفًا عن الركب.
Share on Facebook Share on Twitter