أطلقت حكومة العراق رسميًا أمس المرحلة الثانية من شراكة “آفاق” في العراق، وهي مبادرة تستمر لأربع سنوات تقودها وتمولها حكومة هولندا باستثمار قدره 46 مليون دولار أمريكي، وتهدف إلى تقديم دعم حاسم شامل للاجئين والنازحين داخليًا والمجتمعات المضيفة الضعيفة في جميع أنحاء العراق. ويتم تنفيذ هذه المبادرة من قبل خمس منظمات هي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسف ومنظمة العمل الدولية ومؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولي بالتعاون الوثيق مع السلطات العراقية.
وقد حضر حفل الإطلاق في بغداد ممثلون كبار من حكومة العراق، بما في ذلك حكومة إقليم كردستان والسفارة الهولندية وشركاء مبادرة “آفاق” وممثلو الشباب من مجتمعات اللاجئين والمجتمعات المضيفة في العراق.
ومن جانبه قال وزير الشباب والرياضة، معالي الدكتور أحمد سعد: “يعد برنامج “آفاق” مبادرة هامة لتمكين الشباب العراقي والسكان الأكثر ضعفًا من خلال تزويدهم بالمهارات والفرص التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح. ومن خلال العمل مع شركائنا، نسعى إلى بناء مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة يتيح لكل شاب المساهمة في تنمية البلاد”.
وأكدت وكيلة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة إقليم كردستان السيدة زكية صالح عبد الخالق على تأثير البرنامج في توفير فرص العمل والتدريب المهني للشباب. وقالت: “لقد ساهمت شراكة “آفاق” في إقليم كردستان العراق في توفير فرص العمل والتدريب المهني للشباب، مما كان له تأثير إيجابي على الحد من البطالة في المنطقة”. كما أكدت معاليها أن “حكومة إقليم كردستان تعتبر مشروع التحويلات المالية في إطار هذه الشراكة للأسر والأفراد الفقراء والمستضعفين في محافظة دهوك، مشروعًا إستراتيجيًا للمنطقة، لأنه يدعم إنشاء نظام شامل للحماية الاجتماعية في المنطقة”.
وصرحت معالي السيدة جانيت ألبيردا، سفيرة مملكة هولندا في العراق: “لقد حققنا بالفعل نتائج رائعة في المرحلة الأولى من شراكة “آفاق”، ويجب علينا مواصلة هذا العمل المهم، كما أننا بحاجة إلى ضمان إيجاد حلول دائمة حقيقية لجميع المجتمعات النازحة في العراق، وينبغي للاجئين والنازحين أن يتخذوا القرار الطوعي بشأن مكان استقرارهم، آخذين معهم التعليم والتدريب والفرص التي اكتسبوها خلال رحلة نزوحهم”.
هذا ويعد برنامج “آفاق” إحدى المبادرات الرائدة التي تُظهر التزام هولندا الكبير بوضع العلاقة الإنسانية التنموية موضع التنفيذ من خلال تعزيز التعاون المتزايد بين الجهات الفاعلة الإنسانية والتنموية والقطاع الخاص لدعم استقرار العراق على المدى الطويل. وتقوم المرحلة الثانية في الأساس على إنجازات المرحلة الأولى، والتي تضمنت تسجيل ما يقرب من 4000 طفل نازح في التعليم الثانوي، ودعم أكثر من 130 من رواد الأعمال اللاجئين بقروض التمويل متناهي الصغر، وتوفير الوثائق المدنية الأساسية لأكثر من 45000 نازح داخلي.
وستركز المرحلة الثانية من شراكة “آفاق” (2024-2027) على أربع ركائز أساسية:
ستسعى ركيزة الحماية والحماية الاجتماعية إلى ضمان حصول جميع اللاجئين والنازحين داخليًا والأطفال والأشخاص المعرضين لخطر انعدام الجنسية، بما في ذلك الأفراد الذين لديهم حالات معقدة، على وثائقهم المدنية الأساسية. كما ستهدف هذه الركيزة إلى تعزيز الأطر القانونية لحماية طالبي اللجوء واللاجئين والأفراد المعرضين لخطر انعدام الجنسية بشكل أفضل، وتقديم المساعدة القانونية للاجئين وطالبي اللجوء لضمان وصولهم إلى اللجوء ومنع الإعادة القسرية، إلى جانب تقديم المساعدة القانونية أيضًا للاجئين والنازحين داخليًا للحصول على الوثائق المدنية.
بينما تهدف ركيزة التعليم والتعلم إلى تزويد الأطفال اللاجئين، وخاصة الأكثر ضعفًا (الفتيات والأطفال ذوو الإعاقة)، بإمكانية الحصول على تعليم جيد ليكونوا على قدم المساواة مع طلاب المجتمع المحلي، بالإضافة إلى تزويد الشباب بالمهارات الأساسية التي يحتاجون إليها لدخول سوق العمل.
في حين ستهدف ركيزة التوظيف بكرامة إلى توفير وظائف لائقة وفرص اقتصادية للنازحين والمجتمعات المضيفة، من خلال مجموعة من السياسات والآليات التمكينية.
وأخيرًا ستسعى ركيزة البنية الأساسية الحيوية إلى إعادة تأهيل البنية الأساسية المتضررة والمدمرة بسبب الصراع، بما في ذلك مرافق المياه والصرف الصحي في المدارس.
يستضيف العراق أكثر من 324 ألف لاجئ، يعيش 87 في المائة منهم في إقليم كردستان العراق وأكثر من مليون نازح داخلي، يعيش حوالي 134 ألفًا منهم في 21 مخيمًا للنازحين داخليًا في إقليم كردستان العراق، وفي حين حقق العراق تحسينات كبيرة في الاستقرار والتنمية، فإن التعاون المستمر مع الشركاء يظل ضروريًا لضمان توفير مستقبل مزدهر لجميع شعبه. وستضمن المرحلة الثانية من برنامج “آفاق” حصول اللاجئين والنازحين داخليًا والمجتمعات المضيفة على حلول دائمة، مما يسمح لهم باتخاذ قرارات طوعية بشأن مستقبلهم مع الاستفادة من المهارات والفرص المكتسبة من خلال البرنامج.
وقد أكدت فعالية الإطلاق التزام جميع الأطراف المعنية بمواصلة تقديم حلول ملموسة ومستدامة وطويلة الأجل لأكثر فئات السكان ضعفًا في العراق.
ويعد برنامج “آفاق” جزءًا من مبادرة عالمية أوسع نطاقًا يتم تنفيذها في ثماني دول تستضيف اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومنطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي والبحيرات الكبرى.
للاستفسارات الإعلامية، يرجى التواصل مع:
زينب صالح، مسؤولة الاتصالات في مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة – zainab.salih@un.org أو المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق – irqpi@unhcr.org
Share on Facebook Share on Twitter