عندما فرّ ريماس من سوريا ولجأ إلى مخيم كوركوسك للاجئين في أربيل في إقليم كردستان العراق في عام 2016 مع زوجته وأطفاله الخمسة، لم يكن لديه سوى يقين واحد: خبز المعجنات ليس شغفه الوحيد؛ بل سيساعده في إعالة أسرته في المنفى
لقد ورث ريماس مهارات خبز المعجنات عنه وعن إخوته خلال سنوات مراهقتهم من والدهم الذي تعلمها من والده. ويقول ضاحكًا: “الأمر متوارث في العائلة
تعطلت حياة عائلته في القامشلي في شمال شرق سوريا بسبب النزاع. في العراق، وجد ريماس الأمان، لكن عائلته عانت من أجل التكيف مع الوضع، من العيش في منزلها إلى العيش في مخيم، وكافحت من أجل تأمين لقمة العيشم
وفي مواجهة التحديات المالية، بدأ هو وزوجته مشروعًا تجاريًا منزليًا. “بدأت في خبز الحلويات في المنزل. كانت حلويات بسيطة بالطبع، حيث لم تكن لدي القدرة على شراء معدات المطبخ المناسبة مثل موقد الغاز، لم أتمكن حتى من استئجار مكان، لكنني كنت متأكدًا من أنني سأتمكن يومًا ما من امتلاك متجري الخاص”. وعلى مر السنين، ومع نمو الأعمال التجارية، نما متجر ريماس أيضًا. وهو الآن يستأجر متجرًا على بعد 10 دقائق سيرًا على الأقدام من منزله.
خلال شهر رمضان، تفوح رائحة الحلويات المخبوزة الطازجة من متجر ريماس طوال ساعات النهار. في الصباح، يقوم بإعداد خبز “المعروك” – وهو خبز شبيه بخبز البريوش السوري ذو الرائحة العطرة الذي لا بد منه في السحور، وهي الوجبة التي يتم تناولها قبل شروق الشمس لإعداد المسلمين ليوم من الصيام. أما بقية اليوم، فيقوم بإعداد الحلويات التي يفضلها الزبائن للإفطار، عندما تجتمع العائلات في وقت مبكر من المساء لتناول الإفطار اليومي. ويقول: “الحلوى المفضلة لديّ هي البقلاوة… تذكرني هذه الحلويات بالمنزل”.
يفيض متجره الصغير بالطلبات مع اقتراب عيد الفطر، وهو العيد الذي يصادف نهاية شهر رمضان. “أشعر ببركة رمضان عليّ. العمل يسير بشكل جيد للغاية”.
ريماس متفائل بشأن المستقبل. يقول مبتسمًا: “في يوم من الأيام، سيكون لدينا مكان أكبر، يتسع لجميع الحلويات التي نحلم بصنعها”.
ويعيش حاليًا حوالي 8,000 لاجئ سوري في مخيم كاورغوسك. ومن أصل 309,884 لاجئًا وطالب لجوء في العراق، تتم استضافة 89.3 بالمائة منهم في إقليم كردستان العراق. ويعيش غالبية اللاجئين السوريين في المناطق الحضرية، بينما يعيش حوالي 33 بالمائة منهم في تسعة مخيمات للاجئين.
بينما نجتمع مع أحبائنا في شهر رمضان، دعونا نتذكر اللاجئين والعائلات النازحة الذين سيفطرون بعيدًا عن منازلهم وأحبائهم. إن دعمكم سيساعد في تهيئة مكان لأولئك الذين عانوا من تحديات لا يمكن تصورها، ويمنحهم الأمل، ويحدث أثرًا دائمًا في حياتهم.
في عام 2024، تحتاج المفوضية إلى 203.6 مليون دولار أمريكي لحماية السكان النازحين قسرًا والمجتمعات المحلية في العراق وإيجاد حلول لهم
Share on Facebook Share on Twitter