قد يكون الفرار من البلاد أحد أصعب القرارات وأثقلها على الإنسان، حيث يترك وراءه دفء الوطن، والتواجد مع العائلة، والطمأنينة من ما هو مألوف. إيمانويل زانجاكو هو واحد من أكثر من 45 ألف لاجئ سعوا إلى اللجوء في مصر، هربًا من الحرب الأهلية التي اجتاحت جنوب السودان لأكثر من عقد من الزمان، مما تسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا و فقدان استقرارها.
كان زانجاكو رجلاً شغوفًا سعى جاهدًا لمواصلة تعليمه، فدرس القانون الدولي في جامعة عين شمس بالقاهرة. وكثيرًا ما كان عبء متابعة التعليم العالي أثناء العمل لإعالة نفسه يثقل كاهل زانجاكو، الذي فكر في كثير من الأحيان في ترك العمل للحصول على مصدرلكسب الرزق. لكنه أدرك الفرص التي سيتخلى عنها، فثابر وتخرج في عام 2023.
بعد أن عايش بنفسه تحديات الحياة كلاجئ، قرر زانجاكو استخدام تجربته لمساعدة من هم في بداية رحلتهم. أسس منظمة دعم الشباب التطوعية (YSVO)، وهي منظمة مجتمعية يقودها اللاجئون تقدم خدمات للأشخاص عديمي الجنسية والنازحين بما في ذلك توزيع المواد الغذائية والدعم النفسي والاجتماعي والأنشطة الرياضية وورش العمل، مما يعزز الشعور بالإدماج والمجتمع بين أولئك الذين أجبروا على مغادرة ديارهم.
وقال زانجاكو: “ساعدتنا المفوضية في مصر على تعزيز أنشطتنا في بناء القدرات، ومن ثم بدأت المنظمات الخارجية في التواصل معنا”. وقد لاقت جهوده صدى بين مجتمع اللاجئين، مما أدى إلى ترشيحه للانضمام إلى مجلس الأمم المتحدة الاستشاري للشباب، مما سمح له ليس فقط بتمثيل مجتمعه ولكن أيضًا بالدفاع عنهم واقتراح حلول للقضايا الملحة مثل الاستدامة وتنمية المجتمع ودعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
شغفه بمساعدة الآخرين هو القوة الدافعة وراء العديد من مساعيه. بصفته ناشطًا ومتطوعًا ومناصراً، فهو يعمل على تمكين الشباب من المشاركة في المبادرات التي تقودها شباب بلد ووزارة الشباب والرياضة.
إن رحلة زانجاكو مليئة بالتحديات، لكنه وجد القوة للتغلب على هذه التحديات وأصبح قدوة ومصدر إلهام لمجتمع اللاجئين بأكمله.
لقد عانى أبناء جنوب السودان جيلاً بعد جيل من الصراع في البلاد، والذي يعتبر الآن أحد أكبر حالات اللجوء طويلة الأمد في أفريقيا. وفي حين أن انفصال جنوب السودان عن السودان جعل الكثيرين يحلمون بالازدهار والاستقرار، إلا أن العنف أجبر أكثر من مليوني شخص على البحث عن ملجأ في البلدان المجاورة.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر