محمد مرعي سباح بخبرة تتجاوز الثلاثين عاماً فر بعائلته إلى مصر بعد اندلاع الحرب في سوريا.
رغم التحديات التي واجهها في مصر، سعي مرعي لمواصلة السباحة. وفي يوم من الأيام، تلقى دعوة عبر منصة من منصات التواصل الاجتماعي للمشاركة في مسابقة سباحة في محافظة الغردقة حيث فاز مرعي بالمركز الأول، مما شجعه على المنافسة في مزيد من البطولات.
أتاحت الغردقة فرصة أُخرى لمرعي، حيث عرض عليه الانضمام إلى فريق سباحة نادي الصيد المصري بمدينة السادس من أكتوبر. تفوق مرعي في العديد من البطولات في فئته العمرية فائزاً بالعديد من الألقاب للنادي.
بالرغم من انجازاته العديدة، لا يمكن لمرعي أن يمثل سوريا أو مصر في مباريات دولية بسب وضعه كلاجئ. لكنه ثابر، مشاركًا في بطولات محلية وأثبت قوته في المياه.
نمى شغف مرعي ومعه التزامه بمشاركة خبرته مع أكبر عدد ممكن من الناس. فوضع برنامج سباحة للأطفال اللاجئين من سوريا، يعلمهم السباحة ويزرع شعورًا بالفرح والإنجاز في حياتهم. مصر تضم 155,896 لاجئًا وطالب لجوء من سوريا، تبلغ نسبة الأطفال منهم 36٪. العديد من هؤلاء الأطفال يطمحون للمشاركة في الرياضة، ولكن لا يوجد لديهم فرص كافية، فكان مرعي متيحاَ لهذه الفرصة قدر ما استطاع.
وعلق مرعي على شغفه بالرياضة قائلاً: “آمل أن يفكر كل الناس، الشباب والكبار على حد سواء، بغض النظر عن ظروفهم، في أن تكون الرياضة أسلوب حياة. فإن الرياضة تترك تأثيراً عميقًا على الصحة العقلية والجسدية لممارسيها، … فهي لا تساعدنا فقط في التعامل مع الصعوبات التي نواجها كلاجئين، بل تساعدنا أيضًا في تكوين صداقات جديدة والاندماج داخل المجتمع المصري”.
بحثًا عن وسيلة مواصلات مُوفرة فعّالة، أصبحت الدراجة وسيلة تنقل مرعي المفضلة. ركوب الدراجة إلى العمل لم يوفر تكاليفاً فقط، بل أيضًا حفزه على ممارسة رياضة التراياثلون وقد أتت مجهوداته وشغفه بثمارهما عندما حصل على المركز الأول في مسابقة فئته العمرية بهذه الرياضة.
بصوت مليء بالأمل، قال مرعي: “حلمي هو أن أتمكن من كسر أرقامي السابقة في العشرينات من عمري وإثبات أن العمر مجرد رقم. لدي أيضًا حلم آخر وهو عبور بحر المانش، وإن شاء الله أنا جاهز جسدياً لذلك”.
هناك العديد من المسابقات العالمية التي يمكن أن تمثل محطات مهمة في مشوار مرعي لو أُعطي له الفرصة للمشاركة فيها. فهو يواصل السعي لحرية السفر التي تسمح له بتحقيق أحلامه، مما يظهر أن الرياضة يمكنها حقًا تغيير الحياة وفتح الأبواب نحو مستقبل أفضل مهما كانت الظروف والعقبات.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر