عندما كان صبيًا صغيرًا في سوريا، كان فادي مفتونًا دائمًا بأجهزة الكمبيوتر. بعد أن أجبرته الحرب على الفرار من وطنه إلى مصر، حول فادي شغفه إلى حلم طويل الأمد لدراسة هندسة الكمبيوتر. واليوم، هو واحد من أربعة لاجئين حصلوا على بكالوريوس الهندسة بامتياز من الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا.
في عام 2013، فر فادي من الفوضى والدمار الذي خلفته الحرب في سوريا بحثًا عن الحماية والأمان في مصر. بدأت قصته وهو صبي صغير مجبراً أن يغادر منزله وأصدقائه في سوريا، ولكن تحدى فادي الصعاب التي نتجت عن نزوحه مع أهله، وثابر على تحقيق حلمه ليكون من أوائل اللاجئين الذين تخرجوا من الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا من خلال برنامج المنح الدراسية الذي تدعمه المفوضية.
بدأت الرحلة عندما وصل والد فادي إلى المنزل يومًا ما وكان يحمل كمبيوترا. كان الصبي في العاشرة من عمره فضوليًا؛ متحمسًا لفهم كيف يعمل هذا الجهاز، وما الذي يمكن أن يُفعل به، وما الإمكانيات المتاحة في هذا الجهاز الأسود. ولكن الحرب كانت تجتاح سوريا، وكان على فادي الفرار من أجل الأمان إلى مصر.
بعد تعرضه لصدمة نفسية ونزوحه إلى بلد جديد، وجد فادي الدفء في ذكريات المنزل الذي تركه وراءه: الألعاب، وألعاب الشوارع مع الأصدقاء، ووجبات العشاء العائلية الحميمية، والشغف بالكمبيوتر. ثم خطرت في ذهن فادي فكرة أنه سيسخر اهتمامه لتحقيق حلم بدأه في وطنه سوريا.
كان حلمه بسيطًا: يومًا ما سيدرس هندسة الكمبيوتر. ولكن كانت العوائق التي تحول دون تحقيق هدفه كبيرة وواسعة النطاق. كان لاجئاً بموارد محدودة في بلد غريب. فكيف يستطيع تحمل رسوم التعليم العالي؟ وكان الجواب بسيطًا أيضًا، فهو لا يستطيع ذلك.
وفي أحد أيام المدرسة العادية، علم فادي بوجود منحة دراسية تقدمها المفوضية ا إلى الجامعة اليابانية فى مصر من خلال شريكها التنفيذي، هيئة الإغاثة الكاثوليكية. فجأة أدرك فادي أن الشيء الوحيد الذي يقف بينه وبين أحلامه هو الأداء الأكاديمي.
لم يعد الأمر يتعلق بالمال. لقد أصبح الأمر الآن يتعلق بالعمل الجاد الذي يمكن تحقيقه. لقد تغلب على الكثير منذ مغادرته سوريا وكان مصمماً على التغلب على هذه العقبة الأخيرة. كان والده، الذي عرّفه على أجهزة الكمبيوتر لأول مرة، يعتقد أنه قادر على القيام بذلك، وقد كان.
وقد فعل فادي ذلك – بتفوق! وبعد سنوات من الاجتهاد، تفوق في امتحاناته وحصل على منحة دراسية ليحقق حلمه في دراسة الكمبيوتر من خلال الجامعة اليابانية في مصر. لم تكن الحياة الجامعية سهلة، ولم يكن الانتقال من المنزل أمرًا سهلاً، ولكن سرعان ما أصبح لديه مجموعة من الأصدقاء وانضم إلى نادي السباحة.
بعد ذلك، وبعد سنوات أخرى من الاجتهاد، تميز فادي بكونه فردًا من المجموعة الأولى من اللاجئين الذين نجحوا في الجامعة اليابانية في مصر بامتياز. لقد حقق فادي ما كان يظنه مستحيلاً.
كصبي صغير قادم إلى مصر بحقيبة وذكريات وحلم، حوّل فادي حياته إلى مصدر إلهام. ركز على هدفه وبفضل منحة من المفوضية، حقق الهدف. كان ممتنًا للتشجيع والدعم، ولعائلته المحبة التي كانت سنداً له طوال الطريق.
يضع فادي الآن نصب عينيه الحصول على الخبرة العملية لمدة عام أو عامين قبل الحصول على درجة الماجستير لتتوافق مع شغفه بالتكنولوجيا. إن رحلة فادي هي شهادة على المرونة والتصميم والقوة التعليم في تغيير حياة الإنسان.
إنها أيضًا قصة تغلب على الصعاب، وتذكير بأن الأحلام قد تتحقق، حتى من بين أنقاض الحرب.
في مصر، تعمل المفوضية على توسيع نطاق وصول اللاجئين وطالبي اللجوء إلى التعليم العالي. وبشكل أكثر تحديدًا، توفر المفوضية للطلاب اللاجئين وطالبي اللجوء المتفوقين فرصة للحصول على شهادة جامعية من بعض أفضل الجامعات في مصر. وفي العام الدراسي 2022/2023، قدمت المفوضية منحًا دراسية لـ 600 طالب لاجئ من جنسيات مختلفة، عبر جامعات مختلفة، بما في ذلك أربعة طلاب حصلوا على شهاداتهم من الجامعة اليابانية في مصر، بتمويل سخي من حكومة اليابان.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر