في ما يلي ملخص لما قالته لورا لو كاسترو – ممثلة المفوضية في تشاد – وماري هيلين فيرني – ممثلة المفوضية في جنوب السودان – وأولغا سارادو – المتحدثة باسم المفوضية – واللّواتي يعزى لهن النص المقتبس هنا – أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم في قصر الأمم المتحدة في جنيف.
جنيف – تكثّف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نطاق مساعداتها للأشخاص الذين يلتمسون الأمان في البلدان المجاورة للسودان، في وقت يبدو فيه القتال مرجحاً لإحداث المزيد من موجات النزوح داخل وخارج البلاد.
حتى الآن، فإن أهم التحركات التي تجري عبر الحدود في المنطقة هي فرار السودانيين إلى تشاد، وعودة لاجئي جنوب السودان إلى جنوب السودان. وبينما تلقينا أيضاً تقارير تفيد ببدء وصول بعض الأشخاص إلى مصر، إلا أن الأرقام الدقيقة غير متوفرة في هذه المرحلة.
وتشمل بعض التحركات السكانية التي نتوقع ملاحظتها في الأيام القادمة تدفقات جديدة للاجئين السودانيين إلى البلدان المجاورة، وعودة للاجئين الذين يستضيفهم السودان، وتحركات للاجئين آخرين ممن يستضيفهم السودان إلى دول مجاورة أخرى.
تعمل المفوضية عن كثب مع الشركاء والحكومات في المنطقة لتقييم احتياجات الوافدين حديثاً وإعداد خطة مشتركة للاستجابة للوضع، ونعبر لهم عن شكرنا لاستمرارهم في إبقاء حدودهم مفتوحة لأولئك الفارين من السودان – سواء كانوا يسعون للحصول على الحماية الدولية أو أنهم يعودون إلى بلدانهم الأصلية.
في تشاد، نشرت المفوضية وشركاؤها فرق الطوارئ التابعة لها على طول الحدود الشرقية مع السودان للاستجابة للاحتياجات العاجلة المتعلقة بالحماية والمساعدات الإنسانية. وقد باشرت حكومة تشاد والمفوضية أنشطة التسجيل المسبق، وذلك بهدف تحديد الوافدين الجدد وتقييم احتياجاتهم. منذ اندلاع القتال، فر ما لا يقل عن 20 ألف لاجئ عبر الحدود إلى تشاد ويتواجد العديد منهم في قرى على بعد 5 كيلومترات فقط من السودان، ومن المتوقع وصول المزيد في الأيام المقبلة.
كما تعمل المفوضية على تعزيز إمدادات مواد الإغاثة الأساسية، بما في ذلك فرش النوم والصابون وأواني الطبخ لما مجموعه 20,000 لاجئ. ويتخذ اللاجئون من الأشجار مأوى لهم ويفتقرون إلى المياه النظيفة والطعام.
يجري التخطيط لنقل العائلات إلى مخيم للاجئين يقع بعيداً عن الحدود، بينما يتم تحديد موقع جديد لاستضافة المزيد من الوافدين. ويأوي الآن أكثر من 400,000 لاجئ سوداني في 13 مخيماً وكذلك لدى المجتمعات المحلية المضيفة في شرق تشاد.
في جنوب السودان، تعمل فرق المفوضية مع شركائها عند نقاط العبور الحدودية لرصد الوافدين الجدد وتقديم المساعدة لهم. وقد سجلنا حتى الآن ما يقرب من 4,000 شخص من جنوب السودان ممن عبروا الحدود من السودان إلى جنوب السودان، معظمهم من خلال معبر الرنك الحدودي في ولاية أعالي النيل. من المحتمل أن يصل المزيد من الأشخاص من خلال المعابر الحدودية غير الرسمية.
كان لدى العديد من الذين وصلوا الوسائل اللازمة لتحمل نفقات التنقل من الخرطوم ومواصلة سفرهم داخل جنوب السودان. وقد تحدثوا لفرقنا قائلين إن عدداً كبيراً من المواطنين يحاولون الوصول إلى الحدود سيراً على الأقدام. ومن الصعب تأكيد أعداد أولئك الأشخاص الذين كانوا في طريقهم إلى جنوب السودان. ومع ذلك، فقد كانت هناك زيادة يومية في عدد الوافدين إلى معبر الرنك. من المحتمل أن يكون أولئك القادمون سيراً على الأقدام أكثر ضعفاً من غيرهم وأن يكون لديهم احتياجات أكبر ممن وصلوا قبلهم.
يبلغ عدد اللاجئين من جنوب السودان في السودان أكثر من 800 ألف لاجئ، يعيش ربعهم في الخرطوم وتطالهم تأثيرات القتال بشكل مباشر.
لدعم السلطات المحلية والوطنية، تقوم المفوضية بإنشاء مراكز للاستقبال على الحدود في جنوب السودان للتسجيل الطارئ وتحديد الوافدين الأكثر ضعفاً وتوزيع بعض مواد الإغاثة الأساسية عليهم، مثل المياه النظيفة. نحن نعمل مع الشركاء لإنشاء مرافق للاتصالات على الحدود حتى يتمكن الوافدون الجدد من التواصل مع أسرهم وتسهيل التحرك لمناطق أخرى.
من المتوقع توجه معظم الأشخاص العائدين إلى أجزاء من البلاد شديدة الهشاشة نتيجة للصراع أو تغير المناخ أو انعدام الأمن الغذائي – أو لمزيج من كل ذلك.
يعاني جنوب السودان في الأصل من أزمة إنسانية كبيرة، حيث يوجد في البلاد أكثر من 2.3 مليون نازح داخلي. ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما يعيش 2.2 مليون شخص من جنوب السودان كلاجئين في البلدان المجاورة. وتخشى المفوضية من أن يزعزع العدد الكبير وغير المخطط له من تحركات العودة الجديدة استقرار المجتمعات المحلية التي تعاني قبل هذه الأزمة.
ستكون التبعات الإنسانية لهذه الأزمة شديدة الصعوبة، حيث يستضيف السودان قبل هذه الأزمة أكثر من مليون لاجئ و3.7 مليون نازح داخلياً. وتتعرض الآن برامج المساعدات التي كانت تعمل فوق طاقتها لضغوط شديدة.
تضم عمليات المفوضية في البلدان المجاورة للسودان والتي تأثرت بهذه الحالة الطارئة الجديدة أصلاً أعداداً كبيرة من اللاجئين والنازحين داخلياً، وتعاني أيضاً من نقص حاد في التمويل. هناك حاجة إلى دعم عاجل لضمان تقديم المساعدة في الوقت المناسب لأولئك الفارين من القتال.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر