من العواقب المؤلمة لخوض رحلة اللجوء إلى بر الأمان، أن 48٪ من الأطفال اللاجئين هم خارج المدرسة.
بحلول نهاية عام 2020، أُجبر أكثر من 30.5 مليون لاجئ وطالب لجوء على الفرار بسبب الحروب والصراعات والاضطهاد. لم يكن ترك ماضيهم وراءهم والبحث عن الأمان خيارًا لهم، ولكنه كان الحل الوحيد للبقاء على قيد الحياة. ما يقرب من نصف هذا العدد، هم من الأطفال في سن المدرسة. ومن العواقب المؤسفة لخوض هذه الرحلة إلى بر الأمان، أن 48٪ من بين هؤلاء الأطفال هم خارج التعليم بالرغم من أن التعليم هو حق أساسي من حقوق الإنسان، منصوص عليه في كل من اتفاقية اللاجئين لعام 1951 واتفاقية حقوق الطفل لعام 1989.
في مصر، يوجد 271،102 لاجئًا وطالب لجوء مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من بينهم حوالي 37٪ من الأطفال. ويتمتع الأطفال اللاجئون من جنوب السودان والسودان وسوريا واليمن بحق الحصول على التعليم في المدارس الحكومية المصرية على قدم المساواة مع المصريين.
أريد أن أصبح طيارًا عندما أتقدم في السن وأسافر حول العالم
يقول محمد من السودان، الذي يعيش مع أمه وإخوته الأكبر سناً بعد أن طلبوا اللجوء في مصر: “أريد أن أصبح طيارًا عندما أتقدم في السن وأسافر حول العالم”. تتمنى أسرة محمد أن يعيشوا حياة مستقرة بأمان. وبالنسبة لهم، فإن القدرة على تلقي التعليم يعني أن حلم المستقبل المشرق لم يعد بعيد المنال بل ممكنًا.
محمد هو واحد من بين ملايين اللاجئين حول العالم الذين لم يختاروا أن يتركوا وطنهم ولكن أجبروا على طلب الحماية، وإذا حرموا من التعليم اليوم، فسيواجهون مصيرًا مجهولاً.
لدعم المسيرة التعليمية للأطفال اللاجئين، تقدم المفوضية للطلاب منحًا تعليمية لتساهم في تغطية الرسوم المدرسية والمستلزامات الدراسية. وفي 2020/2021، دعمت المفوضية أكثر من 48،000 طالب في المدارس الحكومية والمجتمعية والخاصة والمتخصصة.
كما ساعدت المفوضية في اختيار تسعة طلاب لاجئين للحصول على منحة دراسية من قبل مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية في عام 2021، للالتحاق ببرنامج مدرسة Deutsche Hotelschule الثانوية الفندقية وهو برنامج دراسي عالي الجودة مدته ثلاث سنوات في مدينة الجونة.
أنا متحمسة جدًا لبدء تدريبي في أحد الفنادق العالمية هنا في الجونة في العام المقبل، حيث سأتعلم كيفية طهي وصفات مختلفة من المأكولات العالمية بواسطة طهاة عالميين
وتقول إيثار، لاجئة سودانية وحاصل على المنحة من مؤسسة ساويرس: “أنا متحمسة جدًا لبدء تدريبي في أحد الفنادق العالمية هنا في الجونة في العام المقبل، حيث سأتعلم كيفية طهي وصفات مختلفة من المأكولات العالمية بواسطة طهاة عالميين.” إيثار هي الابنة الكبرى لعائلتها، التي لجأت إلى مصر في عام 2005.
وفي ذات السياق، تسعى المفوضية جاهدة لضمان وتوسيع فرص وصول الشباب اللاجئين إلى نظام التعليم العالي في مصر، لمنحهم فرصة لاكتساب المعرفة والمهارات التي يحتاجون إليها للوصول إلى سوق العمل وإعادة بناء حياتهم من جديد بعد أن سُلبوا من كل شيء. ويشمل ذلك توفير فرصة للعديد من اللاجئين الشباب من جنسيات مختلفة، لتلقي منحة مبادرة ألبرت أينشتاين الأكاديمية الألمانية للاجئين (دافي) من قبل المفوضية وحكومة ألمانيا.
تقول فاطيمة، وهي لاجئة يمنية حصلت على المنحة في عام 2021، “أتذكر عندما كنت طفلة في اليمن، كنت أحب أن أدرس كتب أخي الأكبر، وكنت شغوفة بتعلم أشياء جديدة، وها أنا الآن أدرس الطب في جامعة القاهرة”. وأضافت “المهنة التي اخترتها هي الخطوة الأولى نحو مستقبلي وأنا فخورة بأنها في مجال الطب”.
تعيش فاطيمة في القاهرة مع أسرتها وكانوا قد طلبوا اللجوء في مصر عام 2017، بعد أن لم يعد بلدهم آمنًا للعيش فيه. وبينما كانت الأسرة تعاني من عواقب الصراع المستمر، قررت فاطيمة التركيز في دراستها واختارت ممارسة مهنة تمكنها من مساعدة الآخرين.
تم إطلاق برنامج المنح الدراسية دافي للاجئين في عام 1992، لتزويد الشباب اللاجئين في جميع أنحاء العالم بفرصة لتطوير مهاراتهم من أجل مستقبل أفضل. وفي عام 2021، تم اختيار أكثر من 500 طالب لاجئ في مصر لتلقي المنحة لدراسة مجموعة واسعة من المجالات الأكاديمية.
أود أن أنجح في دراستي لأثبت أن منحة دافي والمفوضية اتخذوا القرار الصحيح عندما قرروا الاستثمار فينا كلاجئين
وتقول فاطيمة: “أود أن أنجح في دراستي لأثبت أن منحة دافي والمفوضية اتخذوا القرار الصحيح عندما قرروا الاستثمار فينا كلاجئين”.
منحة الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا هي فرصة أخرى للشباب اللاجئين لمواصلة تعليمهم في مصر، بتمويل كامل من حكومة اليابان. أربعة لاجئين تم اختيارهم لهذا البرنامج، يدرسون الآن علوم الكمبيوتر والميكاترونكس، وتفخر المفوضية بأن تشهد تخرجهم في عام 2023، من بين مجموعة من علماء المستقبل النابغين.
من بين جميع الحقوق المسلوبة من اللاجئين، يظل الحق في التعليم أحد أهم الحقوق التي تنادي بها المفوضية وتشجع الجميع على الدفاع عنها، للمساعدة في خلق فرصة لمستقبل أفضل للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر