تسنيم، لاجئة بمصر، تتمنى أن ترد الجميل للبلد التي احتضنتها هي وأسرتها بعد رحلة لجوئهم وأن تعود يومًا ما لسوريا لإعادة إعمارها
“إذا تمكنت من النجاة من الانفجارات ، فقد كنت محظوظًا لأنك عشت يومًا إضافيًا ، لكن هذا لا يعني أن تلك الانفجارات لم تخيفك حتى الموت،” هكذا بدأت تسنيم تروي قصة لجوءها إلى مصر.
على الرغم من أن أصوات القنابل والغارات الجوية قد أصبحت هي القاعدة الجديدة في سوريا، إلا أن الناس الذين يعيشون هناك لم يعتادوا عليها أبدًا. لم تتخيل تسنيم وعائلتها أنهم سيحزمون أمتعتهم ويغادرون منزلهم حتى تُركوا يعانون لعدة أيام دون كهرباء وماء. لم يعد البقاء على قيد الحياة مضمونًا في بلد تحول إلى ساحة معركة كبيرة، ولذلك، كان على تسنيم وعائلتها مواجهة الحقيقة والاستعداد لمغادرة منزلهم في دمشق. وفي مايو 2013، وصلوا إلى مصر طالبين الحماية الدولية ومكانًا آمنًا، لا تكون فيه الانفجارات والقصف جزءًا من روتين حياتهم اليومي.
تستضيف مصر أكثر من 267،000 لاجئ وطالب لجوء مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، 50٪ من بينهم من سوريا، وتم أستقبالهم بترحاب شديد من قبل المصريين. “أتيت إلى مصر عندما كان عمري 11 عامًا فقط وأعتبر مصر الموطن الوحيد الذي أعرفه” ، تقول تسنيم بابتسامة على وجهها.
كانت عائلة تسنيم تتمتع بوضع مالي مستقر في سوريا، والدتها ربة منزل وكان والدها يمتلك محل ألبان يساعده في تأمين مستقبل أطفاله. بعد الحرب الدائرة في سوريا، انقلبت حياتهم رأساً على عقب ولم يكن تدبير أمورهم في القاهرة بالأمر الهين. استأجر الأب متجراً لبيع منتجات الألبان عند وصوله إلى مصر، لكنه بالكاد يسد احتياجات الأسرة الأساسية.
تقول تسنيم: “لم تكن حياة والدي مستقرة كما كانت في دمشق قبل اندلاع الحرب، لكننا على الأقل بأمان هنا في القاهرة. أتمنى أن أكون قادرة يومًا ما أن أشتري لأبي متجرًا خاصًا به.”
يعتبر اللاجئون من الفئات الأكثر احتياجًا في مصر، حيث يكافح سبعة من كل 10 لاجئين لتلبية احتياجاتهم الأساسية. كما ساءت الأوضاع بسبب انتشار جائحة كوفيد-19، خاصة عائلة تسنيم قد عانت بسبب انخفاض دخلهم الشهري، والذي أصبح بالكاد يغطي تكاليف إيجار المحل والمسكن الذي يؤويهم.
كما تعتبر مصاريف المواصلات ورسوم الجامعة تحديًا آخر تواجهه الأسرة حاليًا، حيث تدرس تسنيم الفنون الجميلة في محافطة الإسكندرية، وتقيم وتشترك في الإيجار مع فتيات سوريات أخريات خلال أيام الدراسة الجامعية، بينما اضطر شقيقها الأكبر إلى ترك الجامعة الخاصة التي كان يدرس بها بسبب زيادة المصاريف التي لم تعد الأسرة تستطيع أن تتحملها.
“بعد اندلاع الحرب في سوريا، كنت أحلم دائمًا أن يأتي اليوم الذي أعود فيه إلى سوريا وأعيد بناء بلدي،” تقول تسنيم هذا وهي تتذكر جدها الذي وافته المنية ودفن في مصر. وتضيف: “وجود جدي هنا سبب آخر يجعلني أشعر أن مصر هي بيتي الثاني”.
تسنيم مسجلة الآن في برنامج تدريب مهني على أمل أن تصبح مساعدة أسنان بدوام جزئي، لتتمكن من توفير المال لتغطية نفقاتها حتى تتمكن من رفع العبء عن أكتاف والدها. وبدعم من المفوضية وشركائها من المنظمات غير الحكومية، تتلقى الأسرة منحًا تعليمية لأشقاء تسنيم الصغار، بالإضافة إلى تلقيهم قسائم غذائية من برنامج الأغذية العالمي.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر