تُشير الإ حصائيات أن معظم اللاجئين بمصر تم تصنيفهم من الفئات الأكثر احتياجًا قبل تفشي جائجة كوفيد-19، ولكن الجائحة قد زادت من سوء أوضاعهم المعيشية.
“لم نكن نعرف إلى أين نرحل، كنا متأكدين فقط من أننا بحاجة للهروب للنجاة بحياتنا وإيجاد الحماية على أي أرض أخرى”. هذه كانت كلمات فايزة لنا، وهي لاجئة إريترية تبلغ من العمر 24 عامًا جاءت إلى مصر مع عائلتها في 2017.
عند مقابلة فايزة، يمكنك أن تلاحظ النشاط والحيوية التي بداخلها من أول لحظة، فهي تمتلك عيونا بارزة ترى داخلهما ثقتها بنفسها والسعادة التي مازالت تمتلكها بالرغم من كل الظروف القاسية التي تحملتها فايزة على مر السنين الماضية.
لم تحلم فايزة قط بمطاردة أضواء المُدن الواسعة الساطعة، كانت سعيدة في منزلها المتواضع بوطنها التي أحبته من كل قلبها. لكن عائلتها تعرضت للقمع والتمييز في إريتريا، مما أجبرهم على ترك كل ذكرياتهم والقيام برحلة إلى المجهول.
وفي لحظات لجوئها الأولى، أدركت فايزة أنها لن تتاح لها الفرصة للعودة إلى الوطن في المستقبل القريب ونقشت ذكريات وطنها ندبة على قلبها المتألم لن يمحها الزمن وإن حاولت هي أن تبدأ بداية جديدة في بلد مختلف. والد فايزة هو رجل مُسن يعاني من ظروف صحية متدهورة، ولا يستطيع العمل لكسب الرزق، وشقيقها الأكبر يبذل كل ما في وسعه ليتمكن من العثور على وظيفة ولكن في كل مرة تخيب آماله.
قررت فايزة أن تتحمل العبء وحدها لتُعيل أسرتها وبدأت بالعمل في مكتبة حتى ظهور فيروس كورونا المستجد. وفي أعقاب الجائحة، واجهت المكتبة التي أحتوت فايزة لشهور مشاكل مالية واضطرت إلى إغلاق أبوابها حتى إشعار أخر، تاركة فايزة عاطلة عن العمل مرة أخرى.
“”لم يعد لدي عمل، وعائلتي تكافح من أجل تلبية احتياجتنا الأساسية”، هكذا قالت فايزة عن أوضاع أسرتها بعد انتشار جائحة كوفيد-19 بابتسامة مخيبة للآمال. “إن الأموال التي أحصل عليها من المفوضية تساعدنا في دفع الإيجار وشراء الطعام ولكنها بالكاد تكفي احتياجتنا. كل ما أتمناه هو العودة إلى العمل والتمتع بيوم خارج المنزل،” تلك هي أحلام فايزة البسيطة التي تتمنى تحقيقها بعد انتهاء الوباء.
اعتبارًا من ديسمبر 2020، تم تسجيل أكثر من 259،000 لاجئ وطالب لجوء من 58 دولة مختلفة لدى المفوضية في مصر. كان معظمهم بالفعل من بين الفئات الأكثر احتياجًا قبل اندلاع جائحة كوفيد-19. كما أثر الوباء على أوضاعهم المعيشية بالسلب، حيث فقد الكثيرون مصدر دخلهم الذي يمكنهم من شراء الضروريات الأساسية ودفع الإيجار.
تقدم المفوضية للاجئين الأكثر احتياجًا، بما في ذلك فايزة وعائلتها، مساعدات نقدية شهرية وفي بعض الحالات أيضًا “منحا شتوية” لمساعدة اللاجئين على التكيف مع الأوضاع. ولكن تدهور وضع اللاجئين وطالبي اللجوء في السنوات الأخيرة، حيث يكافح الكثيرون بشكل متزايد من أجل البقاء على قيد الحياة. ويساعد التمويل الإنساني الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للمفوضية في مصر على استمرار برامجها النقدية، من خلال تقديم المنح المادية التي تساعد الأشخاص الأكثر احتياجًا على تأمين سقف يأويهم وتوفير طعام على الطاولة من أجل أطفالهم.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر