هديل أحمد، لاجئة سورية في مصر، تقف في المساحة الصغيرة التي استأجرتها في الإسكندرية، حيث تزرع الفطر لمشروعها التجاري ”Mushroom Bianco“. من خلال العمل الجاد والإصرار، حولت شغفها بالزراعة إلى قصة نجاح، لتلهم الآخرين برحلتها المليئة بالصمود والأمل. ©المفوضية/شادي أونسيماس
هديل أحمد، لاجئة سورية في مصر، حوّلت شغفها بالزراعة إلى عمل تجاري مزدهر، لتثبت كيف يمكن للصمود والابتكار التغلب على تحديات النزوح. وصلت هديل إلى مصر في عام 2012 بحثًا عن الأمان والاستقرار في ظل الصراع في سوريا. بدعم من عائلتها، أكملت تعليمها الثانوي والتحقت بجامعة الإسكندرية، حيث درست علوم الزراعة وتخرجت في عام 2019.
تقول هديل، “لطالما آمنت بقوة الزراعة في تغيير حياة الناس. عندما بدأت دراستي، كنت أرغب في تقديم شيء له معنى، ليس لنفسي فقط، بل لمجتمعي أيضًا.“
بعد التخرج، حضرت هديل دورة تدريبية عن زراعة الفطر. ألهمتها هذه التجربة لبدء زراعة فطر المحار في أواخر عام 2019، باستخدام مساحة صغيرة استأجرتها في الإسكندرية. ورغم محدودية الموارد والتحديات التي واجهتها كلاجئة تسعى لبدء مشروعها الخاص، استمرت هديل في العمل بإصرار.
التوسع والابتكار
بحلول عام 2020، أثمرت جهودها، وتمكنت من توسيع عملياتها. انتقلت إلى منشأة أكبر، وعيّنت أعضاء فريق إضافيين، وقامت بتنويع منتجاتها لتشمل فطر الأجاريكس والمنتجات ذات القيمة المضافة مثل الفطر المعلب والمجفف. أصبح مشروعها التجاري، Mushroom Bianco، نموذجًا لريادة الأعمال بقيادة اللاجئين، وحظي بالاعتراف في معارض بالقاهرة والإسكندرية.
عملت هديل بجد لتقنين مشروعها التجاري، حيث حصلت على رخصة تجارية وبطاقة ضريبية. وقد مكّنها هذا من تسويق منتجاتها في المتاجر الكبرى وتوسيع قاعدة عملائها لتشمل المطاعم والأفراد.
توضح هديل، “كانت عملية التقنين صعبة، لكنها فتحت الكثير من الأبواب. الآن، أصبح الفطر الذي أنتجه متوفرًا على أرفف المتاجر ويُقدم في المطاعم في جميع أنحاء المدينة.“
تشمل استراتيجيتها الزراعية تقسيم محاصيل الفطر إلى مجموعتين لضمان دورة إنتاج مستمرة. بينما يتم حصاد مجموعة، تكون الأخرى في مرحلة النمو، مما يتيح لها الحفاظ على إمدادات ثابتة. تشمل منتجاتها الفطر الطازج والمعلب والمجفف، لتلبية احتياجات الأسواق المختلفة.
مشروع بقيادة اللاجئين يحدث فرقًا
أصبح Mushroom Bianco الآن مشروعًا عائليًا، حيث يوفر فرص عمل لهديل وشقيقها ووالديها. في عام 2021، حصلت هديل على منحة ساعدتها على توسيع عملياتها وزيادة الإنتاج. وفي عام 2024، حصلت على منحة ثانية مكنتها من الاستثمار في معدات جديدة وتوظيف المزيد من العمال.
كما تعتمد هديل على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام للتواصل مع عملائها، ومشاركة التحديثات، وبناء ولاء للعلامة التجارية. ومن خلال هذه القنوات، تمكنت من جذب قاعدة متزايدة من العملاء الذين يقدرون جودة منتجاتها.
بناء مستقبل أفضل للاجئين في مصر
تستضيف مصر حوالي 150,000 لاجئ وطالب لجوء سوري مسجل، والعديد منهم يبنون حياتهم ويساهمون في مجتمعاتهم المضيفة. رحلة هديل هي مثال على صمود اللاجئين وإصرارهم على خلق الفرص لأنفسهم وللآخرين.
وفي تأملها لرحلتها، تقول هديل، “الأمر لا يتعلق بالفطر فقط؛ بل بالأمل. يتعلق بإظهار أنه بغض النظر عن مكان قدومنا أو ما مررنا به، يمكننا إعادة بناء حياتنا والمساهمة في المجتمعات التي ترحب بنا.“
من خلال نجاحها، لا تدعم هديل عائلتها في مصر فقط، بل تقدم أيضًا نموذجًا للتمكين والابتكار للأشخاص النازحين في كل مكان.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر