رسامة، ولاعبة تايكوندو، وفنانة مكياج، وحاصلة على ثلاث شهادات، ومؤسسة منظمة الشابات العربيات ذوات الإعاقة، تحدت الخنساء جميع الصور النمطية، وقادت حركة في السودان لتبديد المفاهيم الخاطئة حول النساء السودانيات ذوات الإعاقة.
الخنساء، فتاة مبتورة الأطراف فقدت كلتا يديها في سن الثالثة بسبب خطأ طبي غيّر حياتها إلى الأبد وحوّلها إلى الشخصية القوية الإرادة التي نراها اليوم وهي الأكبر بين ثلاثة أشقاء، وقد ربتها والدتها وحدها تربية مكنتها من تحقيق أحلامها، وعلى الرغم من التحديات، ضمنت حصول ابنتها على التعليم المناسب. حصلت على شهادة البكالوريوس وشهادتين في الدراسات العليا، واعتمدت بشكل كامل على قدمها اليسرى لتدوين الملاحظات والدراسة وإكمال امتحاناتها.
تم تكليف الخنساء بأعمال فنية من قبل العديد من السفارات في السودان، وبينما تجنب الناس في البداية حجزها كفنانة مكياج، إلا أن موهبتها لم تكن تعرف حدودًا.
بالنسبة للخنساء، كانت كل تجربة في حياتها بمثابة فرصة للتعلم، فقد قامت بتأسيس منظمة الشابات العربيات ذوات الإعاقة، مما يوفر مساحة للنساء الأخريات لمشاركة مواهبهن وإتاحة الفرصة لهن للنمو. عملت أيضًا مع العديد من المنظمات بما في ذلك منظمة العمل من أجل الإعاقة والتنمية الدولية، واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
ولكن جاءت الأحداث في السودان بما لا تشتهي السفن، ففي أبريل 2023 عندما تصاعد الصراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، كانت الخنساء واحدة من 8 ملايين شخص نزحوا قسراً داخل السودان وخارجه لينتهي بها المطاف كلاجئة في مصر. وفي خضم عمليات النزوح المتعددة، واصلت دعم أسرتها، حيث حصلت على وظائف عبر الإنترنت لدفع الإيجار والرسوم الجامعية لأخيها.
ومع استمرار الحرب، أدركت الخنساء أن حياتها اصبحت في خطر، وبقلب مثقل تركت والدتها وعائلتها وراءها. لجأت إلى مصر، ووصلت في يناير 2024. وهي واحدة من أكثر من 500,000 لاجئ سوداني في مصر بحسب إحصاءات الحكومة المصرية.
قالت الخنساء وهي تتذكر اضطرارها لترك والدتها في السودان: “لقد فقدت يدي عندما فقدت والدتي”. “لا توجد أم مثل أمي. لقد جعلتني أشعر بالكمال والآن، يبدو الأمر وكأن جزءًا مني ققد.“
وعلى الرغم من أنها آمنة، إلا أنها لم تشعر إلا بثقل إعاقتها في مصر. تزوجت الخنساء قبل وقت قصير من مغادرتها السودان، ولكن بسبب القيود المالية، تعيش منفصلة عن زوجها في مناطق مختلفة من القاهرة. تتقاسم الشقة مع نساء أخريات، لكنها تعتبر زوجها هو مقدم الرعاية الوحيد لها، على الرغم من رؤيته مرتين فقط في الأسبوع. وهي تتوق إلى الأيام التي يمكنها فيها كسب الرزق ولكن في الوقت الحالي يتعين عليها الاعتماد على الخدمات التي تتلقاها من المفوضية وتأمل أن تتمكن في يوم من الأيام من الدفاع عن الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر والعالم، كما فعلت من قبل في السودان.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر