في قلب القاهرة، ستيفن، شاب ملهم، لجأ إلى مصر بعد الفرار من الحرب في جنوب السودان، وأقسم على الاستفادة القصوى من حياته الجديدة. ترك ستيفن عائلته بأكملها خلفه، واجتمع فقط مع أخته الكبرى. على الرغم من الأمان، لم تكن حياته في مصر خالية من التحديات، ولكنه أقسم على الاستفادة القصوى منها، وصقل حياة أفضل لنفسه وأمل أن يجعل عائلته فخورة.
كانت الحياة المزدحمة في مصر في البداية مربكة بالنسبة له، ولكنه أدرك بسرعة أن الطريقة الوحيدة التي يمكنه التكيف من خلالها هي الاندماج ضمن المجتمع المصري، وفهم ثقافتهم ومشاركة تجاربهم، معلقاً “أصبحت صديقًا للطلاب المصريين، بما في ذلك زملائي في الكلية. شاركنا التجارب، وفعلنا الأشياء معًا، مما ساعدني على التغلب على التحديات.
درس ستيفن التمريض في جامعة القاهرة، وتغلب على التحديات الأكاديمية، والحواجز اللغوية والتعامل مع طلاب من ثقافات مختلفة تمامًا. وبمجرد تخرجه، عمل في هيئة إنقاذ الطفولة، أحد شركاء مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر، واستخدم تجاربه الخاصة كلاجئ لخدمة الآخرين بشكل أفضل. كان حينها أن اكتشف شغفه بالعمل مع الأطفال، وبالأخص المهاجرين واللاجئين.
لم يتردد ستيفن أبدًا في انتهاز الفرصة وبمجرد أن سمع عن منحة دراسية من خلال رسالة من هيئة الإغاثة الكاثوليكية، قام بالتقديم. وتعد الفرص الدراسية للاجئين في مصر محدودة جدًا، لذا لم يكن قد فكر في الخيار من قبل، وعلى الرغم من أن المنافسة كانت شديدة، تم اختيار ستيفن كواحد من ثلاث لاجئين تلقوا منحا من جامعةKU Leuven . وبفضل دعم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر وشريكها التنفيذي، هيئة الإغاثة الكاثوليكية، وصل ستيفن إلى إلى لوفن، وهي مدينة صغيرة في بلجيكا، وموطن لأحد أقدم الجامعات في أوروبا في سبتمبر 2023، برفقة اثنين من اللاجئين الآخرين من القاهرة، لمتابعة درجة الماجستير. كانت هذه المنحة الدراسية نقطة تحول، جعلته أقرب خطوة إلى حلمه في التأثير إيجابيًا على حياة اللاجئين وربما، تخفيف معاناتهم.
“كان الأمر صعبًا، ولكنني جئت هنا لتحسين نفسي، والحصول على تعليم جيد، حتى أستطيع أن أفعل المزيد، وربما أحفز الطلاب اللاجئين الآخرين لمحاولة العمل بجد للحصول على هذا النوع من الفرص في المستقبل”
مشروع EU-Passworld هو تعاون بين جامعة KU Leuven وكاريتاس بلجيكا والوكالة الفيدرالية لاستقبال طالبي اللجوء يهدف إلى إنشاء مسارات تعليمية وعمل في بلجيكا للأشخاص الذين يحتاجون إلى حماية دولية. لم تفتح فقط المنحة الدراسية لستيفن الأبواب لتقدمه التعليمي، ولكنها أيضًا قدمت له الأدوات للمساهمة بشكل معنوي في قضية اللاجئين.
بينما تعيق التزامات ستيفن الأكاديمية الحالية قدرته على التطوع بقدر ما يود، يأمل أن يتمكن من تكريس المزيد من وقته في السنوات القادمة، داعمًا منظمات اللاجئين في بروكسل وعلى مستوى العالم. “بعد الماجستير، أريد العمل مع المنظمات التي تساعد اللاجئين. هدفي هو التوسع خارج بروكسل، مساعدة اللاجئين في كل مكان، سواء كان ذلك من خلال وظيفة تتعلق بمجالي أو مجرد التطوع، حتى لو لم يكن جزءًا من وظيفتي.”
على الرغم من إنجازاته، يقول ستيفن أن أحد أكبر التحديات التي يواجهها هو محاولة التعامل مع الابتعاد عن عائلته. “أختي في مصر وأمي في جنوب السودان. أشتاق إلى الكثير من الأشياء عن أمي، رؤيتها، التحدث إليها، مجرد أن أكون بجوارها.”
تمتلئ عائلة ستيفن بالفخر والسعادة حيث أنه الأول في عائلته الذي يسعى للحصول على التعليم العالي. “الدراسة هنا في أوروبا تجعلهم فخورين. ومع ذلك، حياتي كلاجئ تجعل زيارتي لعائلتي صعبة المنال ولكنني أحلم باليوم الذي أزورهم في مصر. فات ما يقرب من خمس سنوات منذ أن كنا كلنا معًا.”
واختتم ستيفن حديثه قائلا: “إحدى الأشياء التي تبقيني مستمرًا هو هدفي في فعل الخير. عائلتي هي أيضًا مصدر إلهامي، لقد شجعوني على متابعة كل أحلامي، بغض النظر عما كانت. إذا نجحت في شيء واحد، فإنهم يلهمونني للمتابعة. أسعى لإسعاد الناس وتحقيق أهدافي، خاصة في مساعدة وإلهام اللاجئين والأفراد الأكثر ضعفًا. ما مررت به جعلني أؤمن بأنني يمكن أن أستخدم قدراتي لمساعدة اللاجئين الآخرين مثلي وأتمنى أن ألهمهم لحلم بمستقبل أفضل، بغض النظر عن صعوبة حياتهم، هناك دائمًا أمل.”
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر