في ظل الأعداد المتزايدة لحالات الطوارئ الإنسانية ومدى حدتها، تطلق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حملتها الرمضانية لهذا العام لحشد الدعم المالي الذي تشتد الحاجة إليه لتلبية الاحتياجات المتنامية للأشخاص المهجّرين قسراً حول العالم.
في العام الماضي، نزح أكثر من 100 مليون شخص قسراً من ديارهم جراء الحروب والعنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان. ويكافح الكثير من اللاجئين والنازحين منذ سنوات من أجل تدبر أمورهم المعيشية، حيث لا تزال العديد من الأزمات قائمةً بانتظار حلول لها.
وبعد مرور 12 عاماً على الأزمة في سوريا، وصلت الاحتياجات الإنسانية إلى ذروتها. ومع استمرار وجود أكثر من 14 مليون سوري ممن اضطروا للنزوح داخل أو خارج البلاد، لا تزال هذه واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العالم.
وقد فاقمت الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا مؤخراً من مستوى المعاناة والاحتياجات الإنسانية بالنسبة لملايين السوريين الساعين لحماية أسرهم وإعالتها.
في تركيا، طال تأثير الزلازل منطقة يبلغ عدد سكانها 15 مليون شخص، من بينهم العديد من اللاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم بسخاء منذ 12 عاماً. وفي سوريا، يعيش 8.8 مليون شخص، بما في ذلك عائلات كانت قد نزحت مسبقاً من ديارها بسبب الأزمة التي طال أمدها في البلاد، في مناطق متضررة، وفي وقت وصلت فيه احتياجاتهم إلى أعلى مستوياتها.
ومع ذلك، فإن نداءات التمويل المتتالية الخاصة بوضع اللاجئين السوريين تعاني من نقص حاد في التمويل، وهو ما يقوض جهود الوكالات الإنسانية، بما في ذلك المفوضية، للوصول إلى كافة الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم. وقد أطلقت المفوضية نداءً للحصول على 201.3 مليون دولار أمريكي للاستجابة للاحتياجات العاجلة للأسر المتضررة من الزلازل في كل من سوريا وتركيا.
ولا تزال الأزمة في اليمن واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية، حيث هناك 4.5 مليون شخص من النازحين داخلياً، فيما يرزح أكثر من ثلثي السكان تحت خط الفقر. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن 21.6 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية. ومع أن المجتمعات المضيفة في اليمن وصلت إلى درجة الإنهاك نظراً لضعف مواردها، إلا أنها تستمر في استضافة حوالي 100,000 لاجئ وطالب لجوء من بلدان أخرى عصفت بها الحروب. وقد تلقت المفوضية حتى الآن حوالي 8% فقط من مجمل متطلبات التمويل البالغة 320 مليون دولار أمريكي والتي تحتاجها لمواصلة عملها في البلاد هذا العام.
وفي بنغلاديش، ومع دخول أزمة الروهينغا عامها السادس، تفاقم مشكلة الانخفاض في التمويل من التحديات التي يواجهها اللاجئون من حيث التغذية والمأوى والمرافق الصحية وسبل العيش. وتدعو المفوضية إلى استمرار تقديم الدعم لهذا النداء الذي لم يحصل سوى على نسبة 10 بالمائة فقط من التمويل، وإلى تجديد الدعم والبحث عن الحلول لـ 978,000 لاجئ من الروهينغا والمجتمعات البنغلاديشية المضيفة.
وقال خالد خليفة، مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي: “تدعو المفوضية بشكل عاجل إلى تقديم الدعم لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة للاجئين والنازحين الذين يستقبلون شهر رمضان وهم يواجهون تحديات متزايدة في جميع أنحاء العالم. نحن نعمل بلا كلل لضمان حصول المتأثرين بالحروب والنزوح على الإغاثة الفورية وطويلة الأجل”.
تدعو حملة المفوضية الرمضانية هذا العام الجمهور إلى التمعن والنظر إلى الأشخاص ما وراء العناوين والأخبار والإحصاءات، والتأمّل في أحوالهم. كما تسلّط الحملة الضوء على عزيمة الذين أجبروا على الفرار من ديارهم ولم يستسلموا على الرغم من قسوة ظروفهم. خلال هذا الشهر الكريم، من شأن أي تبرع -سواء كان على شكل صدقة أو زكاة- أن يكون بمثابة شريان حياة لملايين اللاجئين والنازحين الذين يستقبلون شهر رمضان بعيداً عن ديارهم. وقد كان لصندوق الزكاة للاجئين التابع للمفوضية تأثير إيجابي على حياة أكثر من 6 مليون مستفيد في 26 دولة، من خلال مساهمات الزكاة والصدقة، وذلك منذ إنشائه في عام 2017.
وأضاف خليفة: “مهمتنا هي الاستجابة للأزمات الإنسانية حول العالم، بما في ذلك النزاعات والأزمات المناخية في سوريا واليمن وميانمار والقرن الأفريقي وغيرها، والتي طال تأثيرها ملايين الأشخاص وأجبرتهم على النزوح. لذا، فإن حملة المفوضية الرمضانية هذا العام مكرسة لرفع مستوى الوعي وحشد التمويل للتخفيف من معاناة المتضررين من هذه الكوارث. وفي الشهر الكريم، ندعو إلى المزيد من التضامن والدعم للنازحين قسراً حتى نتمكن من مواصلة تقديم المساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها”.
لمعرفة المزيد عن صندوق الزكاة للاجئين التابع للمفوضية وسياستها لتوزيع الزكاة بنسبة 100 بالمائة، يرجى زيارة الموقع التالي: zakat.unhcr.org
لمعرفة المزيد عن الحملة الرمضانية للمفوضية، يرجى زيارة الموقع التالي: giving.unhcr.org/Ramadan
لمشاهدة فيديو الحملة، يرجى الضغط هنا.
شارك على الفيسبوك شارك على تويتر